قوات الأمن القت القبض علي عدد من الصحفيين اثناء اعتصامهم
نظم عشرات الصحفيون اليوم الثلاثاء اعتصاما بنقابة الصحفيين لرفض مناقشة البرلمان اتفاقية ترسم الحدود مع المملكة العربية السعودية والتأكيد علي مصرية جزيرتي تيران وصنافير. وتعتبر الحكومة المصرية تمرير الاتفاقية معركة البقاء، جاهدة في اثبات سعوديتهما كما لم تفعل المملكة نفسها. ومع اقتراب ساعة الصفر لتمرير الاتفاقية التي حكم القضاء الاداري ببطلانها لا صوت يعلو الان فوق صوت الحكومة ودعمها في مجلس النواب وأزرعها في مدينة الانتاج الإعلامي، فالحكومة المصرية حجبت ما يربو عن ال 62 موقعا اخباريا حتي الان ولا تزال الاعداد في تزايد_ بعد أن ادركت الحكومة أن قضية جزيرتي تران وصنافير معركة وعي يقودها ما بقي من ضمير الصحافة والتي بدأت من سلالم نقابة الصحفيين في 25 ابريل من العام الماضي بمظاهرة غيب علي اثرها عدد من الشباب خلف القضبان. رفض الصحفيين التنازل عن الارض في قضية تيران وصنافير أدخل نقابة الصحفيين في مواجهة مع الدولة تسببت في اقتحام قوات الامن لمبني النقابة للمرة الاولي في تاريخها والقت القبض علي الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا بتمهة الترويج لاخبار كاذبة واشاعات تخص مصرية تيران وصنافير خلاف الحقيقة_التي تتبناها الحكومة. وعاد الصحفيون اليوم بعد اكثر من عام للاحتجاج علي قرارت الحكومة باعلان الاعتصام في مقر نقابة الصحفيين بعد اصرار البرلمان علي مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية رغم انها لم تكن مدرجة ضمن جدول جلسات البرلمان لهذه الدورة البرلمانية من الاساس. وتواجد في اعتصام نقابة الصحفيين عدد من رؤساء الصحف والقيادات واليساريين والناصريين، منهم يحي قلاش نقيب الصحفيين السابق، وحمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وخالد البلشي رئيس تحرير موقع البداية الذي تم حجبه، والذين أكدوا علي استمرارهم في الاعتصام، بالاضافة الي المحامي خالد علي. ومنذ بداية اليوم وقبل الاعتصام تواجدت قوات الامن المركزي أمام مبني نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت، بالتزامن مع قرار عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين الحالي بمنع دخول مبني النقابة لغير النقابيين. وطبقا للزميل محمد الجارحي احد الصحفيين المتواجدين بالاعتصام، فان قوات الامن اعتدت علي الصحفيين المتواجدين علي سلم النقابة اثناء ترديدهم هتافات مناهضة لاتفاقية ترسيم الحدود وأغلق البلطجية مدخل نقابة الصحفيين. وأشار الي ان الامن القي القبض علي عدد من الصحفيين، لكن تم الافراج عنهم، وهم الان متواجدين بالاعتصام داخل مقر نقابة الصحفيين. وقال حمدين صباحي اثناء الاعتصام انه «لولا ضغط بعض الأجهزة الأمنية على نواب البرلمان، لرفضوا جميعهم تلك الاتفاقية المشبوهة، ولكنهم يخشون تلك الأجهزة». وأكد صباحي أن الموافقة على تلك الاتفاقية ستحرك جموع الشعب، لأن الجميع يعلم أن «تيران وصنافير» مصريتان، وأن النظام لا يحترم إرادة الشعب أو أحكام القضاء المصري. وتمسك الصحفيون باعتصامهم رغم رفض عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين احتضان نقابة الصحفيين اية فعاليات حول مصرية تيران وصنافير. وقال سلامة في تصريحات صحفية له اليوم أنه من غير المقبول إطلاقا جر نقابة الصحفيين لنفق مظلم وادخالها في صراع. واعتبر ان نقابة الصحفيين ليست طرفا في الصراع المحتدم حول تبيعة جزيرتي تيران وصنافير وان النقابة عليها ان تقدم النموذج الافضل في التعامل مع الازمات، قائلا:"لسنا في خصومة مع أحد". واضاف:"«أنا أحترم كل الآراء المؤيدة والمعارضة، لكن المسألة وصلت بنا إلى تخوين واتهامات، ووصلنا من ضمن ما تقدم مقالات نُشرت على لسان عدد من الزملاء منهم خالد البلشي، والذي أكد لمجلس النقابة أنه فوجئ بأن هناك مقالًا منشورا منسوباً إليه، وأن هذا المقال غير صحيح، وهو يتبرأ منه، خاصة وأن العديد من الزملاء تقدموا بشكاوى تطالب بالتحقيق مع خالد البلشي». ورفض جمال عبد الرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين تصريحات النقيب، بمنع الصحفيين من التعبير عن رايهم في قضية وطنية وقال ان دعوة الاعتصام خرجت من الجمعية العمومية ولا يحق لنقيب الصحفيين منعهم، والداعين للاعتصام غير مجبرين علي ابلاغ مجلس الادارة باعتصامهم.