مصدر: مقر الأكاديمية سيكون فى الأزهر والدراسة بها لمدة شهر فى محاولة جريئة تؤكد على التوتر الذى يسود العلاقة بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، تحدى أحمد الطيب شيخ الأزهر، محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واستصدر الشيخ قرارًا جمهوريًا من الرئيس عبد الفتاح السيسى، لإنشاء «أكاديمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى»، لتدريب الملتحقين الجدد بالعمل الدعوى، فى محاولة منه لضبط العمل الدعوى وفوضى الفتاوى التى تشهدها البلاد ولحل أزمة تجديد الخطاب الدينى، وبخاصة عقب تكرار دعوات الرئيس بضرورة التجديد، دون أن يعرض المقترح على وزير الأوقاف بصفته المسئول الأول عن تدريب الأئمة، كما أن الوزير لم يكن ضمن فريق هيئة التدريس المقترحة للعمل ببرنامج التدريب. ويرى مصدر مقرب من شيخ الأزهر -رفض ذكر اسمه- أن «الشيخ الطيب أحسن إلى جمعة، ورشحه لمنصب الوزير فى الفترة الانتقالية بعد 30 يونيه 2013، بعدما جعله من قبل عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، ثم زاد الطيب فى إحسانه فنصبه عضوًا فى المكتب الفنى، لكن جمعة بدأ يطمع فيما هو أكبر وهو كرسى شيخ الأزهر، وقبلها عضوًا فى هيئة كبار العلماء». ومن المعلوم عرفًا أن شيخ الأزهر يكون صاحب الفضل على وزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر، حيث يقوم بترشيحهما ثم يُصدق عليهما من قِبل رئيس الجمهورية. ومنذ أزمة الخطبة المكتوبة، التى تسبب الأزهر -تحديدًا هيئة كبار العلماء- فى إلغاء الفكرة التى ابتدعها وزير الأوقاف، وخروجه مهزومًا هزيمة مزرية بانتقاد رئيس الدولة للفكرة، فمنذ ذلك أيقن الوزير أن البساط سينسحب من تحت قدميه، وتأكد هذا مؤخرًا، عندما كلف شيخ الأزهر وكيل الأزهر بضرورة الانتهاء من أمر الأكاديمية، وهو ما أنجزه وكيل الأزهر بالفعل، وأيضًا اختيار من سيقومون بالتدريس فيها. وأعلن وكيل الأزهر «لقد عقدنا الكثير من الجلسات عن الأكاديمية، وحضرها شوقى علام مفتى الجمهورية، ومحمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وترأَّسها جميعًا شيخ الأزهر، بعد اللقاء الذى تم بين الرئيس السيسى وشيخ الأزهر، حيث طلب الرئيس أن يكون المعنىّ بتدريب المفتين والأئمة ودراسة إجراءات تحقيق الهدف من الأكاديمية هو الأزهر الشريف، وبرنامج الأكاديمية يهدف لتدريب هؤلاء الشباب قبل ممارستهم العمل، وبعد تنشيط ذاكرة الدعاة الجدد وتأهيلهم سيكون لديهم التأثير المنشود، ونؤكد أن المستهدف من هذه الأكاديمية كل من يعملون فى الحقل الدعوى بمؤسسات الأزهر والأوقاف والإفتاء، ومن المنتظر أن تتكون الأكاديمية من قسمين، الأول تأهيلى يقبل الراغبين فى الالتحاق بالعمل الدعوى أو الإفتاء ممن تخرَّجوا فى الكليات المتخصصة، والفرق بين الدراسة لهؤلاء الدارسين فى الأكاديمية والدراسين بالجامعية، أن الأكاديمية ستركز على الممارسة العملية، وكيفية التعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية، والتأكد من صلاحية الدارس فكريًا ونفسيًا وعلميًا وجسديًا من مباشرة العمل الدعوى، أما القسم الثانى فهو تدريبى، وهذا القسم يهتم بعقد دورات تدريبية متكررة للعاملين فى مجالى الدعوة والإفتاء، لرفع الكفاءة من خلال المعالجات الشرعية للمستجدات على الساحة الدعوية، وسيكون اجتياز هذه الدورات بابًا مهمًا للحصول على الحوافز، وربما يربط بالترقيات وشغل المواقع القيادية، ويعتقد أن تكون الأكاديمية نقلة نوعية لضبط العمل الدعوى والارتقاء به، ومنع المتسللين والمستغلِّين للساحة الدعوية من ذوى الأهداف والمصالح التى لا علاقة لها بالدعوة أو الإفتاء». وأكد مصدر المشيخة «أن الأكاديمية ستكون جاهزة للانطلاق بمجرد قرار رئيس الجمهورية وسيكون مقر الأكاديمية فى جامعة الأزهر وسيكون نظام الدراسة بها لمدة شهر، عبارة عن محاضرات متتابعة حتى يتم تأهيل أكبر عدد ممن يعملون فى حقل الدعوة، فقد تم الاستقرار على المناهج ومن يقوم بالتدريس، والشريحة التى سيتم إلحاقها بالأكاديمية، وقريبًا جدًّا سترى النور، وبذلك غاب عن المشهد وزير الأوقاف مما يدل على تهميشه وعدم إشراكه فى أى أمر يخص الأكاديمية، سوى فى جلسة وحيدة من جلسات إنشاء الأكاديمية، كما لم يدرج اسمه ضمن من سيقومون بالتدريس وتأهيل الدعاة».