«أبوحامد» يعد تعديلات على القانون بهدف الإطاحة ب«الطيب».. وكبار العلماء: المأجورين يحاولون خلع الإمام الأكبر كبير مستشارى «الطيب»: يريدون السيطرة على الأزهر من خلال اختيار أعضاء جدد للهيئة العلماء: النواب يبحثون عن ال«شو الإعلامى».. ولا يفقهون شيئًا عن قانون الأزهر أبوكريشة: المقترح يسعى إلى النيل من الأزهريين نتيجة لمواقفهم المدافعة عن ثوابت الدين الحرب على شيخ الأزهر تشتد شراسة يومًا بعد الآخر، وكأن جميع المناهضين للأمام الأكبر، التقطوا الجملة الشهيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى، التى وجهها ل«الطيب» خلال احتفال عيد الشرطة، وهى: «تعبتنى يا فضيلة الإمام»، وكأنها كلمة سر أو شفرة بداية الحرب على المؤسسة الأزهرية. وبعيدًا عن التصريحات التى انطلقت هنا وهناك للنيل من الإمام الأكبر، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تحولًا كبيرًا فى مسار تلك الحرب، كان آخرها ما قاله محمد أبوحامد، وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب، حول إعداده مشروعًا لتعديل قانون الأزهر، بهدف تعديل آلية تشكيل هيئة كبار العلماء من خلال قرار تعيين يصدر من شيخ الأزهر، حيث يتضمن التعديل ترشيح المؤسسات الدينية المختلفة لأعضاء الهيئة، على أن يكون تعيينهم بقرار من الرئيس وليس شيخ الأزهر. وقال «أبوحامد» أنه يعكف حاليًا على دراسة كل ما يتعلق بقانون الأزهر والمراسيم المختلفة التى صدرت فى هذا الصدد، حتى يلم بكل تفاصيل الموضوع كاملة قبل التقدم به إلى البرلمان، فيما طالب أيضًا بتوسيع دائرة أعضاء هيئة كبار العلماء لتشمل عددًا أكبر من الأعضاء، وتضم إليها علماء ومتخصصين فى أمور أخرى وليس الدين فقط. من جانبه، أكد د. طه أبوكريشة عضو هيئة كبار العلماء، أن هذا المقترح يسعى إلى النيل من أعضاء الهيئة نتيجة لمواقفهم الأخيرة التى تدافع عن ثوابت الدين، خاصة موقفها الأخير من رفض دعوة الرئيس لحظر الطلاق الشفوى. وأشار إلى أن المادة الرابعة من الدستور، تنص على أن الأزهر هيئة إسلامية قائمة بذاتها، تختص وحدها بالقيام على كل شئون الأمة الإسلامية، وأن شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، ويحدد القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء، مضيفًا أن كل ذلك يكفل عدم امتداد يد إلى شيخ الأزهر بالعزل أو الإقالة. وأضاف «أبوكريشة» فى تصريحات ل«الصباح»، أن مقترح «أبوحامد» غير معقول أو منطقى، لأن الأزهر له قانونه الخاص الذى أقرته الحكومة، متابعًا: «لا شأن لهذا النائب بالأزهر واقترحاته التى يسجلها تكشف عدم درايته بقانون الأزهر، مما يؤكد أنه يريد عمل شو إعلامى فقط، ليقال عنه إنه يعارض قانون الأزهر، وذلك من باب الظهور». واستكمل قائلًا: «أعتقد أن اللجنة الدينية بمجلس النواب برئاسة أسامة العبد لن توافق على هذا الهراء، فالنائب يقوم بحيلة من أجل اختيار علماء من خارج الأزهر للسيطرة فيما بعد على هيئة كبار العلماء، وحتى يختاروا شيخًا للأزهر فيما بعد من غير علمائه، فمن يقدم هذه الاقتراحات يريد إزاحة الإمام الأكبر عن المشيخة، لاعتبارات شخصية لا تستند إلى أى أساس موضوعى، فهذا المقترح الخبيث وضع بعناية للإطاحة بشيخ الأزهر بشكل غير مباشر، وذلك لأن المنصب محصن دستوريًا، لذلك نعتبر هذا الهراء الذين يطالب به بعض المأجورين يأتى بهدف إعاقة الأزهر عن استعادة دوره الريادى لتكريس الخطاب الأزهرى الوسطى البعيد عن التشدد والتطرف». أما د. محمد مهنا كبير مستشارى شيخ الأزهر، فأكد أن هذا المقترح وسيلة للسيطرة على الأزهر من خلال اختيار أعضاء جدد للهيئة من خارج المؤسسة الأزهرية من المثقفين وغيرهم، وبالتالى تتحول تبعية اختيار المفتى والإمام الأكبر لغير علماء الأزهر فى وسيلة للسيطرة على الأزهر، مشيرًا إلى أن هيئة كبار العلماء هى أعلى مرجعية دينية رسمية للمسلمين السنة فى مصر، خاصة أنها تضم شيوخًا وعلماء ينتخبون شيخ الأزهر والمفتى. ونفى «مهنا» وجود حالة توتر بين مؤسسة الرئاسة وشيخ الأزهر، مؤكدًا أن هناك تواصلًا مستمرًا بين الإمام والرئيس، الذى يكن كل التقدير لمجهودات شيخ الأزهر الداخلية والخارجية فى مجال تعزيز السلم والأمن الداخلى والخارجى والقضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر وفقًا للقانون والدستور شخصية غير قابلة للعزل، فلا يستطيع لأى شخص كان أن يعزله من منصبه، ولذلك لا ينتوى شيخ الأزهر تقديم استقالته كما يردد البعض، فهو مستمر فى خدمة العالم الإسلامى بأسره إلى أن يقضى الله أمرًا كان موقوتا. وكان شيخ الأزهر قد اجتمع مع هيئة كبار العلماء، وأصدر عدة قرارات مهمة لتجديد الخطاب الدينى، وكان القرار الأول إطلاق مسابقة عالميَّة للفكر الإسلامى باسم الأزهر الشريف ليعرض الباحثون من كل مكان أهم القضايا التى تهم الأمة الإسلامية، والقرار الثانى البدء فى إجراءات إصدار سلسلةٍ من الكتب التى تهتم بالفكر الإسلامى، يصدر عددها الأول شهر شعبان المُقبِل، وتضمن القرار الثالث البدء فى الإعداد لندوة علمية مُوسَّعة الأسبوع المقبل، تتناول قضية التجديد ومجالاته وضوابطه، ضمن جهود الأزهر الشريف لمواجهة التيارات المتطرِّفة والأفكار الهدَّامة ونشر علوم الدين الصحيحة.