1-الانتهاء من وحدات إسكان العاملين فى «الضبعة».. اقتراب تنفيذ بنية «العاصمة الإدارية» 2-«مبانى غير مطابقة» وراء تأخر تسليم «العاصمة الجديدة».. و«السيسى» يطمئن يوميًا على سير المشروع 3-إنجاز أولى مراحل «سحارة سرابيوم».. والمبانى الإدارية وحركة العاملين تغزو «الصحراء» تشهد مصر حاليًا تنفيذ «3 مشروعات قومية»، يتم العمل بها على قدم وساق للانتهاء منها قبل المدة المحددة، وهى محطة الضبعة النووية بمحافظة مطروح، والعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة، وسحارة سرابيوم أسفل قناة السويس. محطة الضبعة النووية هدوء تام يسود صحراء واسعة تنتشر فيها أشجار أسقط أوراقها هواء عاصف أرسله البحر، ومبان متفرقة قائمة وسط مساحة شاسعة وأخرى يجرى إنشاؤها، ولافتة زرقاء تغطيها الأتربة مكتوب عليها: «هنا مدينة الضبعة.. هنا حلم مصر النووى». طريق أسفلتى طويل على جانبه الأيمن مبنى قائم ارتفاعه طابق واحد مكتوب عليه عبارات تدل على رفض بعض أهالى «الضبعة» للمشروع. وعلى يسار الطريق عدة مبان متجاورة، هى عبارة عن وحدات إعاشة للعاملين بالمشروع، فضلاً عن عدة مبان قديمة، وبعض المبانى الإدارية الخاصة بالمشروع. على امتداد هذا الطريق هناك وحدة عسكرية بالمنطقة المحيطة بأرض المشروع، عليها حراسة تتبع القوات المسلحة، وهناك عدة مبان يتم العمل بها. باقى المنطقة المخصصة لإقامة المشروع، والتى تصل مساحتها الكلية 45 كيلو متر، تتضمن 15 كيلو مترًا طولاً بامتداد ساحل البحر المتوسط، وعمق 5 كيلو مترات تقريبًا، تعد «شبه خالية» من المبانى أو الأشخاص، وبالتجول فى بعض الطرق التى تخترق هذا المساحة وتقسمها إلى مناطق ذات مساحات أقل يمينًا ويسارًا، نجد أن هناك بعض الأبنية الموجود فى الصحراء أنشئت فى الهواء الطلق، وكل بناء تحيطه الصحراء من جميع الجهات، فتستطيع رؤية تلك الأبنية بسهولة. غرب موقع محطة الضبعة، وعلى بعد 2.5 كيلو متر تقريبًا، يوجد المدينة السكنية التى تم تخصيصها لأهالى «الضبعة» المتضررين من بناء المشروع، وتم الانتهاء من 95فى المائة من الإنشاءات الخاصة بها. أيضًا تم تنفيذ 65فى المائة من محطة الصرف الصحى الخاصة بالمدينة، وتم الانتهاء من إنشاء فرع للبنك الأهلى المصرى، ويتم التجهيز حاليًا لبناء «المدرسة النووية» بالمدينة، وقصر ثقافة أيضًا. ومن المقرر الانتهاء من بناء المدينة السكنية والمرافق التابعة لها بشكل كامل خلال فترة وجيزة، وقبل البدء فى تنفيذ محطة الضبعة النووية. من جهته، صرح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء، أنه من المقرر توقيع عقد إنشاء المحطة النووية قبل نهاية العام الجارى، على أن يتم التنفيذ بحلول بداية عام 2017، موضحًا أنه سيتم العمل فى المشروع الفترة المقبلة ب3 إستراتيجيات، الأولى الترويج للمشروع النووى وإعلام المواطنين بمراحل تنفيذه، الثانية تشمل التدريب وإعداد كوادر للعمل فى المشروع النووى، وتشمل الإستراتيجية الثالثة توعية المواطنين بأهمية المشروع، وإيجابية استخدام الطاقة النووية فى الأغراض السلمية كتكنولوجيا جديدة. فى نفس السياق، قال الدكتور على عبد النبى، نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق ل«الصباح»، إنه كان يجب دراسة العرض الصينى والكورى جيدًا قبل الموافقة على العرض الروسى مع شركة «أتوم»، مؤكدًا أن العرضين لم يتم دراستهما بالشكل المطلوب، ولم يتم التطرق لتفاصيلهما، وتم المرور عليهما بشكل ظاهرى دون تعمق. وأشار «عبد النبى» إلى أن القائمين على المشروع النووى الآن غير متخصصين، وأن أصحاب الخبرات والمتعمقين فى المجال النووى وبالتحديد فى إنشاء المحطات النووية تم استبعادهم واحدًا تلو الآخر مع بداية عقد الاتفاقية النووية مع الجانب الروسى، بحسب قوله. وعن معامل الأمان فى المشروع، أوضح أنه يصل إلى 100فى المائة، ولا داع للخوف، خاصة وأنه معدل يتوافق مع المعايير الدولية لمحطات الطاقة النووية، وهناك تفتيش دقيق يتم بشكل دورى من جهات رقابية مصرية ودولية متخصصة فى المجال النووى للتأكد من مدى سلامة المحطة النووية ومطابقتها للمعايير العالمية. العاصمة الإدارية الجديدة المنسق العام لمشروع «العاصمة الإدارية»، المهندس عمر عبد السميع، التقته «الصباح» فى زيارتها لموقع العمل، وقال: «هناك أزمات كبيرة تواجه المشروع، منها بناء عدد من المقاولين والشركات المكلفة بتنفيذ وحدات (الحى السكنى) عقارات غير مطابقة، أو بطريقة غير المنصوص عليها بشأن معايير البناء فى الاتفاق، وهو ما أدى إلى تأخيرنا فى الانتهاء من الحى السكنى فى الموعد المحدد من قبل الوزارة لرئاسة الجمهورية». وأشار إلى أنه كان من المفترض الانتهاء من بناء المجمع السكنى منذ شهر ونصف تقريبًا، لكننا حاليًا على وشك الانتهاء منه. وأضاف «عبد السميع»: «رغم العوائق التى تواجهنا، إلا أنه تم الانتهاء من بناء 20 ألف وحدة سكنية بالحى السكنى بقطعة الأرض «ر» وتتمثل فى 31 عقارًا، وهناك عقار يبلغ 8 أدوار بمعدل وحدتين بالدور الواحد، وعقار مكون من 5 أدوار بمعدل 3 وحدات سكنية بالدور الواحد، لافتًا إلى أن مساحة الوحدة السكنية تبلغ 80 مترًا. وتابع: «كما أننا على وشك الانتهاء من البنية الأساسية بالعاصمة، والتى تضم توصيل خطوط المياه وخطوط شبكات الصرف الصحى وخطوط الكهرباء وخطوط الغاز وخطوط الاتصالات». وأشار أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولى سيتم على الفور نقل جميع المواطنين المقرر نقلهم إليها، وتابع: «نعمل منذ الخامسة فجرًا وحتى منتصف الليل، ولا نغادر موقع العمل حتى يتم الانتهاء منه، خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يمر يومًا دون أن يتصل بوزير الإسكان مصطفى مدبولى ليطمئن على سير العمل بالعاصمة، وهو ما يحمسنا أكثر للانتهاء من المشروع بالكامل». سحارة سرابيوم ننتقل إلى أسفل قناة السويس الجديدة، حيث يعمل العشرات من المهندسين والعمال على قدم وساق لإنجاز مشروع «سحارة سرابيوم الجديدة»، والذى يتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الموارد المائية والرى، ممثلة فى قطاع التوسع الأفقى والمشروعات، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهيئة قناة السويس، ويهدف إلى إمرار التصرفات المائية اللازمة لتوفير مياه الشرب ورى الزمامات المقررة على ترعة سيناءالشرقية وقدرها 70 ألف فدان والجارى زراعتها بالفعل. وقال عاملون التقتهم «الصباح» فى أرض المشروع، إنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالمشروع، والتى شملت تنفيذ حوائط البيارات (1، 2، 3، 4) وتوصيل خطى المواسير بين البيارتين (1، 3 )، علاوة على إطلاق المياه بهما فى أبريل الماضى، وجار إنهاء الأعمال المتعلقة بالمرحلة الثانية لإمكان دفع خطى المواسير بين البيارتين (2 و4) من تكريك البيارات من الداخل وصب الخرسانة العادية والمسلحة لأرضية البيارة لإمكان وضع ماكينة الدفع النفقى. وقال مهندسون يعملون بالمشروع، إنه من المنتظر أن يتم التشغيل الكامل للسحارة فى أبريل من العام المقبل، لتوفير المياه لاستصلاح 70 ألف فدان فى سيناء، والاستفادة منها فى زيادة المساحات المستصلحة فى سيناء إلى 100 ألف فدان كمرحلة ثانية من إجمالى مساحات المشروع البالغة 420 ألف فدان لحل أزمة مياه الرى بتلك المناطق. وتابعوا: «بدأنا أعمال تنفيذ السحارة فى شهر أكتوبر من عام 2014 تزامنًا مع أعمال حفر المجرى الجديد بقناة السويس فى أغسطس 2014، وحتى هذه اللحظة نعمل على قدم وساق لتوفير 52 ألف متر مكعب فى الثانية من مياه الرى لأراضى سيناء». من جهته قال المهندس على كمال، رئيس قطاع التوسع الأفقى والمشروعات بوزارة الرى ل«الصباح»، إن هذا المشروع الحيوى يتضمن إنشاء 4 خطوط مواسير خرسانة مسلحة بقطر داخلى 3٫20 متر وقطر خارجى 4 أمتار بطول 400 متر لكل خط «أسفل قناة السويس الجديدة»، إضافة إلى إنشاء 2 بيارة دفع و2 بيارة استقبال من الخرسانة المسلحة لمدخل ومخرج السحارة - قطر داخلى 18 مترًا وقطر خارجى 21 مترًا وعمق 60 مترًا. وأضاف: «كما يتضمن المشروع إنشاء 2 بربخ أمام وخلف السحارة، كل واحد منهما عبارة عن 4 خطوط مواسير خرسانة مسلحة قطر داخلى 3٫20 متر أسفل طريق الخدمة أمام وخلف السحارة بطول 20 مترًا للخط الواحد، وكذلك ربط وتوصيل مسار المجارى المائية المكشوفة القائمة أمام وخلف البربخ».