عكاشة: الأيام المقبلة ستشهد مواجهات حادة بين الطرفين..السيد: روسيا ستستغل قانون جاستا الأمريكى فى الاستحواذ على مكانة واشنطن بالمنطقة فهمى: روسيا تصعد للإبقاء على سوريا كبوابة لها بالشرق الأوسط.. ميشيل الحاج: روسيا تقوم بعملية شد أعصاب.. والأولوية لديها استعادة حلب يبدو أن منطقة الشرق الأوسط تشهد بوادر حرب عالمية ثالثة بعد تزايد حدة الصراعات فى المنطقة، وتزايد عمليات تسليح الجيش فى بعض الدول، وتوقع مراقبون أن تشهد المنطقة مواجهات دولية وإقليمية أكثر حدة، وتتسع معها دائرة الصراع التى تسعى لها الولاياتالمتحدة، فيما ستستثمر روسياوإيران الأمر لتتوغلا أكثر فى المنطقة. ما حدث من الاتفاق السعودى الصينى، نهاية الأسبوع الماضى، بالتعامل المباشر بالريال وال«يوان»، دون الاعتماد على الدولار كوسيط فى المعاملات بينها، يقود، بحسب المراقبين، إلى فتور فى العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمنطقة العربية عمومًا. العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى، يرى أن تصاعد الأحداث بين روسياوالولاياتالمتحدة، على الساحة السورية، خلال الأيام الأخيرة، وصل إلى درجة لم يصل لها من قبل، وقد يصل إلى مواجهات «خشنة»، أى أنه يمكن أن يكون هناك استهداف متبادل لأماكن تمركز أو تحت السيطرة، خاصة أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تستهدف المطارات التى تحت حماية وتحرك الجيش الروسى، وهو ما قد يستدعى ردًا مماثلًا. وأوضح عكاشة أن الخطوة التى قامت بها الولاياتالمتحدة بتشريع قانون جاستا الذى يسمح لأهالى ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة السعودية، تأتى فى إطار توتر العلاقات فى المنطقة بالكامل وضمن التوازنات التى تفرضها الولاياتالمتحدة، وفقًا لمصالحها فى الدرجة الأولى، وأضاف: «روسيا يمكن أن تستفيد من الأمر بشكل كبير جدًا، خاصة أن دول الخليج ستتأثر بحيث تتوتر العلاقات بينها أيضًا وبين الولاياتالمتحدة، وهو أمر ستستثمره إيران، خاصة فيما يتعلق بمناطق التواجد الخليجى فى اليمن وفى سوريا». كما قال د. طارق فهمى، رئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، وأستاذ السياسات العامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة: «إنه قد يحدث تصعيد غير متوقع بين الطرفين «الروسى والأمريكى» فى منطقة الشرق الأوسط، لأن الساحة السورية تعد هى الأكثر خلافًا على الإطلاق بين الجانبين، وكل جانب منهم يريد الحفاظ على دوره فى اللعبة دون التركيز على الحلول التى يجب أن تفعل، والرئيس الأمريكى باراك أوباما يريد أن يحتفظ لبلاده بدورها فى الأزمة السورية ومنطقة الشرق الأوسط من خلال هذا الملف، ولن يجازف ويتخذ قرار الحرب، خاصة أنه أوشك على الرحيل، وفى المقابل تقوم روسيا بالتصعيد لضمان بوابتها لمنطقة الشرق الأوسط وهى سوريا، وتعلم أن الولاياتالمتحدة لا تراهن على الخيار العسكرى مع موسكو. من جانبه قال الكاتب الأردنى ميشيل حنا الحاج، الباحث فى القضايا الإستراتيجية والمستشار فى المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب: «إن كلًا من روسياوالولاياتالمتحدة يعلمان جيدًا مدى خطورة الدخول فى حرب عالمية ثالثة، خاصة أن انعكاسات تدميرها لن يقتصر عليهما فقط، بل سيؤدى إلى تدمير الكرة الأرضية بأكملها». موسكو ترث واشنطن.. عربيًا «مكانة الولاياتالمتحدة تراجعت فى المنطقة العربية، وستزداد تراجعًا بتطبيق قانون جاستا»، هذه هى رؤية الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والذى توقع حلول روسيا محل أمريكا، فى الشرق الأوسط، وهو ما يدفع إيران إلى توثيق شراكتها السياسية مع روسيا، بعدما أصبحت الولاياتالمتحدة مجرد رد فعل على المبادرات التى تقودها موسكو. وأضاف «مفتاح عودة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط ستكون سوريا باعتبارها قلب الأحداث فى الوقت الراهن، كما أن حسم الملف السورى سيساهم فى حسم الكثير من القضايا المتشابكة». وتابع السيد: «المعركة فى الوقت الراهن بين القوتين ربما تصل إلى قطع العلاقات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، فى ظل إصرار كل جانب على موقفه الذى يحول دون حل القضية السورية». وأكد «أن منح روسيا، صواريخ متطورة للجيش السورى، تأتى ردًا على تهديدات أمريكا بضرب مطارات القوات السورية، لكن هذا لا يعنى أن هناك حربًا ستنشب بين القوتين العظميين». وفيما يخص الصراع فى دول المنطقة الأخرى مثل ليبيا واليمن، أشار كامل السيد إلى أن كلًا منهما يمكن تقييمه بشكل منفرد، ويقول «الصراع فى ليبيا تتداخل فيه أطراف دولية أخرى، بعيدًا عن أمريكاوروسيا، كما أن الملف اليمنى يبدو بعيدًا عن الصراع الروسى الأمريكى، وهو ما يقلل من مخاطر قيام حرب عالمية ثالثة. وعن مستقبل العلاقات إزاء استمرار التوتر، أوضح أن السياسة الأمريكية ستختلف حسب المرشح الذى سيأتى خلفًا لأوباما، ف(دونالد ترامب) سيقود الولاياتالمتحدة إلى فتح صفحة جديدة مع روسيا، فيما ستستمر كلينتون على ذات النهج الذى يسير عليه أوباما فى الوقت الراهن، بإرسال قوات إلى بعض الدول مع التأكيد على عدم الدخول فى حرب عالمية تخسر فيها الكثير. جانب آخر من العلاقات فى منطقة الشرق الأوسط، سيتأثر، بحسب كامل السيد، بالخطوة الجديدة التى قامت بها الولاياتالمتحدة بتشريع قانون جاستا، حيث أوضح كامل، «أن مثل هذه الخطوة ستنعكس على علاقة الولاياتالمتحدة بمعظم الدول العربية لارتباط دول الخليج بسياسات السعودية، وهو ما ستستثمره روسيا جيدًا فى العودة إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع» جاستا ومعاقبة السعودية ويبرز ميسرة بكور، المحلل السورى، تصريح السفير الأمريكى لدى سوريا روبرت فورد بأن (وزير خارجية بلاده جون كيرى، غير قادر على حل الأزمة السورية)، ويقارنه بكور بإقدام روسيا على إرسال سفن حربية وصواريخ مضادة للطائرات وللغواصات، وصواريخ أخرى مدمرة، إلى سوريا، متوقعًا مواجهات خشنة بين الجانبين. فيما يرى المحلل السورى محمد بسام الملك، عضو الائتلاف السورى، أن الإدارة الأمريكية ستحرص على عدم المغامرة بالدخول فى حرب وستسعى فقط إلى توسيع دائرة الصراع دون خسائر تلحق بها، مؤكدًا أن كل ما تفعله يأتى فى إطار خدمة إسرائيل، بتفتيت الدول الأخرى بالمنطقة، وقال «الحرب الباردة بين روسياوأمريكا ستمتد إلى بعض الدول، وستدخل إيران على الخط بشكل مباشر أكثر مما هى عليه الآن، فضلًا عن الأيام المقبلة ستشبه الحرب العالمية الثالثة بشكل بارد، وستبقى الملفات الثلاثة، السورى واليمنى والليبى دون حل. وأكد المحلل السياسى، تيسير النجار، أن روسيا أصبحت الفاعلة وأمريكا رد الفعل، متوقعًا صراعًا خشنًا بين القوتين، بعد استهداف الولاياتالمتحدة للمطارات السورية، وقد تتطور الأمور بشكل أكبر لكن الولاياتالمتحدة قد لا تصعّد الأمور انتظارًا للرئيس الجديد.