وقد أثارت العلاقة المتنامية بين دمشقوموسكو، والتي تشمل محادثات شراء الأسلحة والتجارة المتزايدة موجة حادة من الجدل في الدول الغربية وإسرائيل عن نوايا روسيا في المنطقة. يقول الكاتب والمحلل السياسي السوري حسين العودة: \"العلاقة بين روسيا وسوريا مهمة جداً لسببين، الأول حصول دمشق على الأسلحة من موسكو لأن روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تورد الأسلحة إلى سوريا، وثانياً للحصول على الدعم السياسي من روسيا وخصوصاً في مجلس الأمن الدولي\". \r\n وتشير التقارير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من روسيا الحصول على القذائف المضادة للطائرات وصواريخ أرض أرض، بالإضافة إلى بعض الأسلحة الأخرى في اجتماع مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف خلال شهر أغسطس الماضي. ويؤمن المحللون بأن اجتماع الأسد ميدفيديف الذي حدث خلال معركة روسيا القصيرة مع جورجيا كان توقيته استراتيجيا. ويرى محللون سياسيون بأن الأسد اختار هذه اللحظة لزيارة روسيا لأنه كان \"يعتمد على صعود روسيا\" في أعقاب اندلاع الصراع بين روسيا وجورجيا. وتعزز العلاقات القوية مع دمشق من دور سوريا في منطقة الشرق الأوسط وفي شتى أنحاء العالم\". \r\n وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو كانت مستعدة لإعطاء سوريا \"أسلحة دفاعية لن تحبط توازن القوة الإقليمي\". ولكن تطميناته لم تخفف المخاوف السائدة في إسرائيل، وسوف يذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى موسكو في فترة لاحقة من الشهر الحالي لإقناع روسيا بالتراجع عن بيع الأسلحة إلى سوريا. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية يوم 3 سبتمبر الماضي، إتهم ييجال بالمور، المتحدث باسم وزير الخارجية الإسرائيلي سوريا \"بزيادة خطورة التوتر السياسي\" بين روسيا وأوروبا. \r\n وقد أجلت استراليا خلال الأسبوع الحالي إنهاء اتفاقية لبيع كمية من اليورانيوم بقيمة مليار دولار إلى روسيا بسبب المخاوف من أن هذه المادة النووية يمكن أن تبيعها روسيا إلى سوريا وإيران. \r\n وقال محللون سياسيون في دمشق إنه في ظل توتر علاقات موسكو مع الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وحلف الناتو بخصوص جورجيا، ألقت روسيا بثقلها خلف سوريا على أمل أنها سوف تصعد من جديد كقوة عظمى لمواجهة النفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط. ودعم بعض المسئولين والصحف الحكومية فكرة عودة اكتساب روسيا لدورها كقوة عالمية عظمى، وقد أشار الأسد إلى أن سوريا سوف ترحب بالدور الروسي الأكبر في مفاوضات السلام بمنطقة الشرق الأوسط. \r\n ويقول المحللون هذا الأمر بشكل واقعي، ولا تتوقع دمشق توازن القوة العالمية للتغيير في صالح روسيا خلال المستقبل القريب، على الرغم من أن الدعم الروسي يمكن أن يثبت فعاليته في ظل محاولة سوريا للدفاع عن نفسها في مواجهة الاتهامات بأنها تدعم الإرهاب وتحاول بناء أسلحة نووية. \r\n ويقول محللون في سوريا بأنه على الرغم من مواجهة موسكو مع الغرب والتحسن في العلاقات السورية الروسية، لا تمتلك أي دولة اهتماماً ببناء محور ثنائي على حساب علاقاتها مع الغرب. وذكر محلل سياسي روسي رفض ذكر اسمه أن روسيا سوف تحتاج إلى دعم كل من الغرب وروسيا إذا كانت سوف تمتلك مستقبلاً سياسياً واقتصادياً. وبالإضافة إلى ذلك، أشار المحللون إلى أن الدعم الروسي لم ينقذ دمشق من العزلة الدولية في الماضي. وقال المحلل حسين العودة: \"لا تمتلك روسيا أي أوهام عن قدراتها العسكرية والاقتصادية، ولا ترغب بالتورط في سياسات معادية تجاه أوروبا والولاياتالمتحدة. ولا تريد سوريا أن تدمر علاقاتها الجديدة المزدهرة مع أوروبا، وأيضاً علاقاتها المحتملة مع الولاياتالمتحدة بعد الانتخابات الرئاسية\". \r\n \r\n بول توهر \r\n محرر أميركي يعمل لحساب معهد تقارير الحرب والسلام، وهي منظمة وقفية تدرب الصحفيين في مناطق الصراع. \r\n خدمة إم سي تي، خاص ب (الوطن) \r\n