التنظيم خصص خلية ميدانية لسحب القتلى خلال العمليات لعدم تصويرهم وتتبع أسرهم منذ ثلاث سنوات مضت، وبالتحديد فى أغسطس 2013، خرجت جنازة مهيبة تتصدرها أعلام سوداء وسيارات لاند كروفر ونصف نقل تحمل مجموعات تقترب أعدادها من المئات من الجهاديين ويحملون أسلحتهم الثقيلة والخفيفة، واتضح حينها أنها جنازة لمجموعة من عناصر جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية فى سيناء، كانت فى طريقها لدفن قتلاهم بعدما تمت تصفيتهم بقرية التومة الحدودية فى الشيخ زويد، واتهموا حينها القوات الاسرائيلية بقتلهم عبر طائرة بدون طيار على الحدود خلال تجهيزهم لمنصة صواريخ لقصف مستعمرة إسرائيلية آنذاك، لكن لم يعلم أحد حينها.. أين يدفن التنظيم الإرهابى قتلاه على يد الجيش المصرى؟ وكيف؟. فى تلك الأحيان كانت القوات المسلحة قد دخلت فى حرب شرسة مع تلك التنظيمات الإرهابية، وخاصة بعد تورطهم فى مجزرة رفح الأولى، - ووفقاً لشهادات سيناويه وأمنية - فإن التنظيم الذى بايع تنظيم داعش مؤخراً كلف خلية خاصة فى العمل الميدانى خلال تنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد الجيش والشرطة على مدار الثلاثة أعوام الماضية لإجلاء قتلاه وجرحاه بحرفية كبيرة من مسرح الأحداث دون إعطاء الفرصة لتصوير قتلاه فى إطار الحرب النفسية والحفاظ على معنويات عناصره مع الأمن وحتى لا يتم تتبع أحد من أسرهم بعد التعرف على هويتهم، وهو ما دفع التنظيم لتخصيص عناصر تسارع فى تطهير مسرح الأحداث من قتلى ومصابى وأشلاء العناصر التكفيرية وسرعة دفنها قبل رصدها من قبل الأمن أو الأهالى، وكشفت مصادر بدوية أنهم يسحبون كل العناصر المصابة باستثناء العناصر الانتحارية الذين يرتدون أحزمة ناسفة لتفجير أنفسهم فى الكمائن والأبنية الأمنية، وكذلك الذين يركبون سيارات مفخخة فى العمليات الإرهابية، وذلك لعدم تبقى أجزاء منهم، ولصعوبة جمع أشلائهم لأنها فى الأغلب تكون عمليات مخططًا لها بدقة وتكون فردية. فيما أعلنت مصلحة الطب الشرعى، أن أطباء المصلحة يفحصون الحمض النووى ل14 جثة من إرهابيى سيناء، الذين قتلوا خلال المواجهات العسكرية بين التنظيم الإرهابى والجيش المصرى بالشيخ زويد، للتأكد من كونهم مصريين أو أجانب، وتسلمت مشرحة زينهم، 14 جثة من إجمالى 100 شخص، كانت القوات المسلحة قد أعلنت مقتلهم، خلال العمليات المسلحة، ومنهم 11 جثة سلمهم الجيش للمشرحة كأشلاء. وكشفت مصادر سيناوية ل«الصباح» أن العناصر الإرهابية بعدما تسحب جثث قتلاها تحملها بسرية تامة وتختفى فجأة عن أعين المارة، وبالأخص فى منطقة الجورة بالشيخ زويد حيث صنع عناصر التنظيم حفرة رملية كبيرة على هيئة مقبرة لدفن قتلاهم وأشلائهم، ويتم دفنهم بكامل ملابسهم وبعض عتادهم لأنهم - وفقاً للمصادر - يعتبرون قتلاهم شهداء وسيدخلون الجنة بلا حساب، لأنهم يقاتلون ما يسمونهم ب«الطواغيت»، وأشارت المصادر إلى أن التنظيم خصص تلك المقبرة بمنطقة الجميعى جنوب الشيخ زويد، ورغم علم الأهالى بذلك إلا أن الأمن لم يعلم بذلك خوفاً من أن يتم الثأر منهم على يد عناصر التنظيم على أنهم يتعاملون مع الأمن، ونوهت المصادر إلى أن الجيش فى إحدى المرات حصل على 18 جثة من قتلى الإرهابيين وحفر لهم ب«اللوادر» وتم دفنهم. وكشفت مصادر قبلية أن طائرات الجيش المصرى استهدفت تجمعاً كبيراً للتنظيم منذ شهرين بمنطقة الطويلة، ووصفت المصادر المشهد بأنه كان مذبحة كبرى على مرأى ومسمع من الأهالى، قُتل فيه ما يقرب عن 200 عضو من التنظيم الإرهابى. الأسابيع الماضية، كشفت عن السؤال الذى كان يحير الأمن وهو أين يخفى الإرهابيون قتلاهم، خاصة بعد انتشار رائحة كريهة جداً بالقرب من قرية بلعة غرب مدينة رفح، واتضح بعد أن أبلغ الأهالى الأمن أنها مقبرة جماعية كبيرة لقتلى عناصر تنظيم بيت المقدس على أطراف القرية وسط منطقة مزارع، وأكد شهود العيان، أن الجماعات التكفيرية خصصت هذه المقبرة لدفن قتلاها خلال الفترة الأخيرة التى كبدت فيها القوات الجوية تنظيم بيت المقدس خسائر كبيرة فى الأرواح، وذلك خلال الشهرين الماضيين، حيث دفنت العناصر التكفيرية فى هذه المقبرة أكثر من 300 قتيل سقطوا خلال قصف جوى ناجح، خاصة بنطاق قرية بلعة، وتم اكتشاف على إثرها مقبرة جماعية أخرى على أطراف قرية البرث، كما خصص عناصر التنظيم مقبرة جماعية أخرى فى مدينة رفح بمقابر المقرونتين لأشلائه وقتلاه، وذلك بعدما نبشت الكلاب منطقة المقبرة وأخرجت بعض الجثث الغارقة بدمائها.