استحوذت تقارير محاولة الانقلاب التي حدثت يوم الجمعة في تركيا على انتباه واشنطن , و ذلك بسبب أن فصيل عسكري قد زعم بأن هذا الانقلاب قد سيطر على حليف الولاياتالمتحدة الإستراتيجي، وحتى مع توتر العلاقات بين تركيا و الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرا , الا أن الاستقرار في تركيا اساسى للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط . وفى مساء الجمعة الماضية أعلن رئيس وزراء تركيا بن على يلدريم بأن جماعة داخل القوات المسلحة التركية حاولت أن تطيح بالحكومة، وقطعت وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد كبير في تركيا , كما أن محطات التليفزيون قد بثت ظهور دبابات و سيارات عسكرية خارج مطار أتاتورك الجوى بإسطنبول , و هو موقع هجوم إرهابي حديث . صرح مسئول عسكري على التلفزيون التركي فى بيان بأن الاحكام العرفية قد تم فرضها . تكمن أهمية تركيا للولايات المتحدة بأنها صلة الوصل المباشرة بين الشرق الأوسط و أوروبا , و غير مباشرة فى شمال سوريا . تستضيف تركيا التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية التى تقاتل جماعة تنظيم الدولة الاسلامية , و الذى وجه ضربات جوية ضد المتطرفين من قاعدة انجرليك الجوية التى تقع فى الجزء الجنوبى من تركيا . قد صرحت وكالة MSNBC الامريكية بان وزارة الدفاع لم تصرح بشئ فى الوقت الحالى بشأن الوضع الراهن للرعايا الامريكان و الممتلكات الأمريكة بالقاعدة . و من غير الواضح ما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستلتزم بواجبها للدفاع عن تركيا كحليف الناتو(منظمة حلف شمال الاطلسى) . تقديم حلف الناتو للمادة الخامسة يتطلب من البلاد ان تقدم العون كحليف فى حالة وقوع هجوم , ومع ذلك فانه غير معلوم كيف يمكن ان تطبق فى حالة وقوع انقلاب , بدلا من وقوع هجوم من قبل بلد خارج التحالف . قد تم اللجوء للمادة الخامسة مرة واحدة فقط منذ ان وقعت الناتو فى 1949 من قبل الولاياتالمتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 . قد تزعزع استقرار تركيا , و ذلك بسبب اشتعال الحرب الاهلية فى سوريا المجاورة . فقد اصبحت الحدود بين البلاد شفافة تقريبا , سامحة للمقاتلين الدخلاء ان يسعوا للانضمام لجماعة تنظيم الدولة الاسلامية ليتسللوا لسوريا. اعلنت جماعة اسلامية متطرفة بانها نفذت مؤخرا اعداد هائلة من الهجمات الارهابية فى تركيا , مستهدفة المقاصد السياحية الشهيرة التى يتردد عليها الغربيون كثيرا . صرح مسئول عسكرى فى بيان له على التلفزيون التركى قائلا بان ازدياد الهجمات الارهابية يعد سببا كافيا للانقلاب . و قد تعهد الرئيس التركى رجب طيب اردوغان ؛ الذى كان فى عطلة فى منتجع البحر الاسود يوم الجمعة , بان يقضى على كل الانشطة المتطرفة . قد احبطت هذه المهمة الحلفاء الغربيين , لان اردوغان قد ظهر و هو اكثر تركيزا على هزيمة المسلحين الاكراد داخل بلاده , بدلا من الكفاح الجماعى ضد تنظيم الدولة الاسلامية . فقد كانت الهجمات الارهابية التى شنتها جماعات الاكراد فى تزايد على مدار السنة الماضية , بعد اتمام هدنة مع الحكومة التى هوت شهر يوليو الماضى . و كذلك قد احبطت ادارة الرئيس اوباما مع محاولات اوردغان الاستبدادية المتزايدة فى البلاد , و التى قد كانت تعد منارة للديمقراطية و الاستقرار لوقت طويل فى الشرق الاوسط المضطرب . على الرغم من ان تم انتخابه ديمقراطيا , فان اوردغان قد سعى لتعزيز السلطة فى الرئاسة و قمع كل من الاعلام و انشطة حقوق الانسان . صرح الجيش التركى فى بيان له , و الذى نشرته الوسائل الاعلامية التركية بان الانقلاب هدف " لاعادة تثبيت كل من النظام الدستورى والديمقراطية و حقوق الانسان و الحريات , وذلك لضمان ان سيادة القانون ستعم مجددا فى البلاد , من اجل ان تعود مكانة القانون و النظام كما كانت " . تحدث اردوغان فى قناة "سى.ان.ان تورك" عبر خدمة "فايس تايم" بعد منتصف الليل من موقع مجهول , داعيا المواطنون بان يذهبوا للخارج ليحتجوا على الانقلاب . وصرحت وزارة الخارجية بان الطلقات النارية و الانفجارات قد سمعت فى عاصمة انقرة صباح يوم السبت . صرح اردوغان قائلا " ليس هناك قوة تضاهى قوة الشعب . فلندعهم يفعلون ما يرغبون فى فعله فى الميادين العامة و كذلك المطارات " .