«هشام» تعرف على «ملك» بعيادة طبيب نفسى وتزوجا.. وتبنيا طفلة يتيمة ويعيشان بالمرج محام فى شبرا الخيمة تخصص فى تزويج المتحولين مقابل 10 آلاف جنيه للعقد مؤسس جمعية المتحولين: الهروب من الماضى والإنجاب يحكم بالفشل على زواج المتحولين من بعضهم البعض التحول الجنسى فى مصر لم يعد ظاهرة غريبة، خاصة أن هذه العمليات باتت تجرى تحت إشراف نقابة الأطباء. وبعيدًا عن امتهان بعض المتحولين الدعارة كوسيلة لاكتساب المال وتحقيق الثراء السريع، كانت هناك ظاهرة أخرى مصاحبة لهذا الملف الشائك، يتمثل فى زواج المتحولين جنسيًا من بعضهم البعض، فى محاولة منهم للبعد عن المشاكل إذا ما فكر أحدهم فى الارتباط بشخص طبيعى، فيتعرض شريك حياته لصدمة، سواء حين يعلم الزوج أن زوجته كانت رجلًا فى يوم من الأيام، أو حين تعلم الزوجة أن زوجها كان امرأة ذات يوم! لم يكن يخطر ببال «هشام. ج.» (34 عامًا)، مندوب مبيعات، أن يقع فى حب «ملك ع.»، تلك الفتاة العشرينية التى تعمل ممرضة بعيادة الطبيب النفسى المعالج له بمنطقة مصر الجديدة، فهشام قبل أن يجرى عملية التحول الجنسى من امرأة إلى رجل، اشترطت عليه نقابة الأطباء أن يخضع لفترة تأهيل نفسى عامين يتصرف كالرجال، وخلال تلك المدة كان يتردد على عيادة الطبيب النفسى، ليعطى له تقرير فى نهاية المدة، بأنه أصبح مؤهلًا نفسيًا ليعيش كالرجال، وخلال ذلك التقى بالممرضة فى عيادة الطبيب أكثر من مرة وتبادلا أطراف الحديث وبدأت العلاقة بينهما تأخذ منحى عاطفى دون أن تدرى الفتاة أن هشام كان يومًا فتاة مثلها. يروى هشام ل «الصباح»، قصة زواجه من متحول جنسى مثله، حيث يعيشان فى شقة بالمرج، قائلًا: «تعرفت على «ملك»، وبعد إجراء العملية مطلع العام 2006 طلبت الارتباط بها، فأخبرتنى بأنها متحولة جنسيًا، وكانت تعالج لدى الطبيب الذى عملت معه فيما بعد، وبمجرد إنهاء أوراقى الرسمية وإثبات النوع والاسم الجديدين تزوجنا بشكل شرعى، واكتفينا بحفل زفاف بسيط حضره الأصدقاء المقربين فقط، ولم يحضر أفراد عائلتى ولا عائلتها، لأنهم اعتبروا زواجنا «الشرعى» غير شرعى وقالوا إنه كزواج المثليين». ويضيف هشام: «بعد عام من الزواج، بدأت المشاكل بسبب غياب العامل الأهم فى كيان الأسرة وهو الأطفال، فقمنا بتبنى طفلة من دار أيتام فى سن الرضاعة، ونعمل على تربيتها الآن». نجاح زواج هشام وملك بشكل شرعى، كان الحالة الوحيدة التى التقيناها فى ملف زواج المتحولين جنسيًا من بعضهم البعض بطريقة شرعية، كونهم يمتلكون أوراقًا رسمية، لأن باقى الحالات التى تواصلنا معها، يعيش أطرافها كأزواج لكن بشكل غير شرعى، ويكون أقرب إلى العرفى، لأنهم ببساطة لا يملكون بطاقة رقم قومى، لأنهم أيضًا لم يقوموا بعمليات تحولهم الجنسى بطريقة مشروعة أى عبر نقابة الأطباء، وإنما أجروها فى عيادات ما يعرف باسم «عيادات بير السلم». «أحمد. س.» (37عامًا)، موظف سابق بوزارة الصحة، يروى تفاصيل زواجه من «مها. ت.» (34عامًا)، قائلًا: «حاولت إجراء عملية تصحيح الجنس من سعاد إلى أحمد تحت إشراف نقابة الأطباء، إلا أن النقابة رفضت أكثر من مرة، وطلبت منى أوراق وتقارير قد ينتهى عمرى وأنا أجهزها، وعليه توجهت إلى طبيب بعيادة خاصة وأجريت العملية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك تعرفت على مها، والتى أجرت العملية هى الأخرى، وتحولت من رجل إلى امرأة دون موافقة نقابة الأطباء، وتبادلنا أطراف الحديث واتفقنا على العيش معًا فى شقة مملوكة لها فى حلوان، واستمرت الحياة على هذا الحال ثلاثة أعوام، دون أن يكون هناك علاقة جنسية، وحاولنا خلال تلك المدة إنهاء أوراقنا بكل الطرق إلا أن النقابة رفضت. وخلال رحلة البحث عن طريقة لعقد قرانى على مها، ساعدنا أحد الأصدقاء فى التواصل مع محام بمحكمة الأسرة، صاغ لنا ورقة تثبت بأننى متزوج من مها، مع وجود شاهدين، وأرفق مع العقد صور التحاليل الطبية والتقارير، وشهادة من استشارى الجراحة الذى أجرى العملية، وأخبرنا بأنه سيوثق العقد فى الشهر العقارى، من خلال موظف يتعامل معه مقابل 10 آلاف جنيه، خلاف مبلغ ألفى جنيه حصل عليها مقابل تحرير وثيقة الزواج، ورغم ذلك لم نحصل منه على صورة من العقد المسجل بالشهر العقارى حتى الآن». تواصلت «الصباح» مع المحامى «سمير. ك.» الذى يحرر عقود زواج المتحولين جنسيًا من خلال مكتبة الكائن فى شارع الخمسين بشبرا الخيمة، دون إخباره بهويتنا الصحفية مع ادعاء أننا نبحث عن محام لتوثيق عقد زواج بين زوجين متحولين جنسيًا، والذى أنكر فى البداية صحة قيامه بتحرير عقود زواج من هذا النوع لكن مع الإغراء المادى، وافق شرط توفر التقارير الطبية والإشاعات والتحاليل وشهادة من الطبيب المعالج للحالة تفيد بأن الشخص قد أجرى العملية بالفعل وتحول من نوع إلى آخر. وقال إنه لا يقوم بهذا العمل إلا بعد التأكد من أن الزوجين رجل وامرأة حتى لا يقع فى كارثة زواج المثليين. على الجانب الآخر، رفض عدد من الحالات التى تعانى من اضطراب الهوية الجنسية مبدأ الزواج من آخر متحول جنسيًا، حيث أكدت ساندى أحمد ل «الصباح»، أن مثل هذا النوع من الزواج ينتهى بالفشل، وقالت إنها تعرف حالات بشكل شخصى انتهت زيجتهم بالطلاق، لأن كلاهما يسعى إلى محو ماضيه المرتبط بنوعه الذى تنصل منه، وعليه فالجروبات المغلقة على الفيس بوك للتعارف لو نتج عنها زواج، فأنه يفشل فى نهاية المطاف. ويقول محمد علام، مؤسس جمعية مرضى اضطراب الهوية الجنسية، ل«الصباح»، أن نجاح ارتباط شخصين مضطربين جنسيًا ليس مقياسًا لنجاح الآخرين، فالمتحولون جنسيًا يعانون من العزلة عقب العملية، أو بمجرد ظهور ملامح التغيير عليهم، وبالتالى يبحث الرجل عن امرأة تكون مطلقة أو أرملة ولديها أطفال ليعيش حياة أسرية مكتملة تعوضه عن عائلته التى نبذته، وكذلك المرأة تبحث عن رجل لديه أبناء، خاصة أن زواج المضطربين جنسيًا من بعضهم البعض ينتهى بالفشل، لأن عامل الأسرة والأطفال يكون مستحيلًا فى ظل غياب المسبب لوجود الأطفال وهو السائل المنوى والرحم. وتابع علام، نحاول من خلال جمعيتنا توفير أقصى درجات الحماية والنصح والتوعية للمرضى حتى لا يقعوا فى مثل تلك الأخطاء. وعن تأثير هذه العلاقة على صحة الزوجين، أكد الدكتور يونس عواد، استشارى أمراض الذكورة، ل«الصباح»، أن العلاقة بين أى زوجين هى نفس العلاقة بين ثنائى متحولين جنسيًا، وعليه لا توجد مخاطر إلا إذا كان أحدهما نتيجة ممارسات شاذة تعرض للإصابة بمرض نقص المناعة «الإيدز»، خاصة أن بعض الرجال المتحولين إلى إناث يمارسون الجنس الشرجى، فيما يعرف ب«الشيميل» والذى تنتج عنه أمراض تناسلية وجلدية.