ينتظر ستمائة ألف محامٍ انتخابات نقابتهم فى الثامن من نوفمبر الجارى، وسط اشتداد المعركة بين النقيب الحالى سامح عاشور ومنافسه منتصر الزيات المرشح على مقعد النقيب. وشهدت الأيام القليلة الماضية تبادل الاثنين الاتهامات، التى تداولها مؤيدو الرجلين من أبناء مهنة الثوب الأسود. واتهم الزيات المحسوب على التيار الإسلامى، لكونه محامى الجماعات الإسلامية فى كثير من القضايا، عاشور بأنه أهدر كرامة المحامين ولم يقدم لهم شيئًا، وأن الفساد انتشر فى عهده داخل المؤسسة النقابية، وهو ما رد عليه الأخير بالقول إنها «مزايدة انتخابية رخيصة». ونشر الزيات كتابًا أسماه «الكتاب الأسود»، وقال إنه يتضمن وقائع الفساد داخل النقابة طوال 15 عامًا هى فترة تولى سامح عاشور منصب النقيب، وأضاف أنه سيوزع الكتاب على أعضاء النقابة. وقال الزيات إن عاشور باع المحامين مرتين، الأولى لمصلحة الضرائب والثانية لشركات العلاج، وأشار إلى أن فى فترة ولاية سامح عاشور شهدت مخالفات مالية كثيرة تحقق فيها النيابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات، وأن إيرادات نقابة المحامين فى العام الواحد تصل إلى نصف مليار جنيه، ولا نعلم أين ذهبت هذه الأموال. فى المقابل، زار عاشور عدة محافظات لعرض إنجازاته، وما حققه خلال فترة توليه المنصب، ورد أحد أعضاء حملة عاشور الانتخابية على اتهامات الزيات بوصفها مجرد مزايدة انتخابية، وأنها اتهامات لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن الزيات كان عضوًا فى مجلس النقابة، وأن ما ينتقده اليوم كان يفعله عندما كان عضوًا بالمجلس. إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة داخل النقابة أن أصوات الإسلاميين تتجه إلى المقاطعة لأنهم يرفضون الأمر برمته. وقال قمر موسى، المتحدث الرسمى باسم رابطة المحامين الإسلاميين، إن المحامين الإسلاميين يتجهون إلى مقاطعة الانتخابات تمامًا، وأنهم لن يدعموا أى مرشح. وقال موسى إن سامح عاشور لم يقدم أى جديد، بل بالعكس ازدادت الأمور سوءًا فى عهده وأن مشروع العلاج كما هو، ومعاش المحامين مازال كما هو «أقل معاش فى مصر» على حد تعبيره هو 1600 جنيه لم يتغير، فالمحامى يحصل على معاش شهرى 1600 جنيه فقط شرط أن يكون قد مضى 40 عامًا فى عمله. وأكمل موسى أنه على الرغم من ذلك فإن سامح عاشور نقابى جيد ويصلح أن يكون محاميًا للشعب، ولكن ما ضيعه هى انحيازاته السياسية، منتقدًا زيادة عدد أعضاء مجلس النقابة، والذى وصل عددهم تقريبًا إلى حوالى 80 عضوًا وفعل ذلك لكى يحد من سيطرة الإسلاميين على مجلس النقابة ويحجم دورهم، وعن دعم الإسلاميين لمنتصر الزيات بما أنه محسوب على التيار الإسلامى داخل النقابة، فقال موسى إنهم لن يدعموا منتصر الزيات فى الانتخابات على الرغم من أنه محسوب على التيار الإسلامى، وأنهم فى الغالب سيقاطعون الانتخابات ولن يدعموا أى مرشح.