هدى وهاجر ويسرا.. أطفال يواجهن «عاهات مستديمة».. والإهمال المتهم الأول بدلًا من كونها مكانًا لإنقاذ ورعاية حديثى الولادة، تحولت الحضانات بالمستشفيات الخاصة مؤخرًا إلى أدوات للقتل بعد انتشار الإهمال فيها، ومع تولى مسئولية إدارتها من لا يملكون الخبرة أو التخصص. ومن بين قائمة طويلة من المستشفيات المتخصصة فى علاج الأطفال، المتهمة فى وقائع إهمال عديدة، تبرز «مستشفى تبارك الخاصة» فرع حسن محمد بفيصل والتى يملكها الدكتور رفعت الجابرى والدكتور محمد حمزة سيد الأهل، حيث يوجد بالمستشفى أشخاص بدون مؤهل يعملون بالحضانة، ما أسفر عن مقتل العديد من الأطفال. بتر أصبع بالخطأ تبدأ وقائع الإهمال من قصة بتر أصبع طفلة صغيرة بالخطأ، حيث فوجىء والدها الشاب مصطفى عز العرب بطفلته «هدى» تنزف بعد خروجها من الحضانة بمستشفى تبارك، بعد علاجها من «الصفراء»، ثم اكتشف أن الممرض الذى قطع «الكانيولا»، قطع معها عقلة أصبع السبابة فى يدها اليسرى، ثم وضعها فى منديل وتركها تنزف. ويقول والد الطفلة الشاب: حينها قمت على الفور بالاتصال بالشرطة وقامت بالقبض على الشاب الذى قام بقطع أصبع ابنتى وتبين من خلال التحقيقات أن الدكتور محمد حمزة سيد الأهل، المقيم بالمنصورة سوف يخوض انتخابات البرلمان المقبلة عن المنصورة، لذا يقوم بمساعدة أهالى دائرته ويأتى بكل شباب الدائرة ليعملوا بالمستشفى دون سابق خبرة. وتبين أن الشاب الذى قطع أصبع الطفلة يدعى حمد عبد الحميد، يبلغ من العمر 17 عامًا من مواليد 1998، وكان يعمل «مبلط سيراميك» ويدرس فى المرحلة الثانية بالثانوية الأزهرية، وكان يعمل فى بداية الأمر بقسم المحاليل بالمستشفى ثم انتقل إلى قسم الحضانة. مياه على الرئة والفخدين قصة الطفلة هدى ليست الوحيدة فى قائمة الإهمال بمستشفى تبارك، حيث تروى كوثر عباس حلمى، والدة الطفلة هاجر يسرى، ما جرى لطفلتها ل«الصباح»، وتقول: ابنتى كانت تبلغ من العمر أيام وتم وضعها بالحضانة بعد ولادتها مباشرة، بسبب قلة وزنها وعدم اكتمال الرئة وبالفعل ظلت ما يقرب من 15 يومًا وعندما حصلنا على الطفلة تبين أن الرئة منتفخة بشدة والفخدين، وحينها ذهبنا مسرعين إلى طبيب الأطفال بالمستشفى، فأخبرنا أنها تعانى من تجمع مياه حول الرئة والفخدين، والأسباب التى أدت إلى ذلك هى التهاب رئوى حاد نتيجة شرب الطفلة المياه بدون معيار فأصبح لديها مياه زائدة بالجسم تجمعت حول قدميها، وهذا خطأ من الممرض الذى كان يقوم بإعطائها المياه واللبن خلال تواجدها بالحضانة. وتضيف السيدة كوثر: حينها اتصل والدى بالشرطة على الفور وتبين من خلال التحقيقات أن المدعو عبد العال سيد يبلغ من العمر 15 عامًا، وجاء من المنصورة ولديه الإعدادية فقط، وجاء أيضا من طرف الدكتور مالك المستشفى الدكتور محمد حمزة سيد الأهل، وحتى الآن نقوم بعلاج ابنتى ونقوم بعمليات شفط لطفلة لا يتعدى عمرها سوى أيام وعلى الرغم من إثبات الواقعة إلا أن الحضانة ما زالت تعمل وتقدم كل يوم ضحية جديدة. يد بدون أصابع «أصبحت يدها اليسرى بإصبعين»، هكذا تحدث علاء السيد مطاوع الذى وضع طفلته بداخل مستشفى تبارك للأطفال فرع حسن محمد فيصل، بسبب أن الطفلة عقب ولادتها كانت تعانى أن نسبة الصفراء 20 فى المائة وكانت لابد وأن تكون النسبة تصل إلى حد 6 فى المائة، وبالفعل تم وضعها بالحضانة لمدة سبعة أيام، حتى وصلت نسبة الصفراء 6 فى المائة. وأضاف مطاوع: كل يوم كنا نذهب ننظر عليها ونغادر، وكانوا حينها يمنعون دخول أى فرد للحضانة لأنها معقمة وكنا نأخذ الطفلة بالخارج، ونظل معها لمدة ساعة تقريبًا وعقب يوم الاستلام رأيت العديد من الأطباء يسرعون بشدة تجاه الحضانة وحينها لم أفكر أن ابنتى يسرا بها شئ لأنى كنت أنتظر أنا ووالدتى بالخارج لأنهم يجمعون متعلقات الطفلة، وسوف نقوم باستلامها، وحينها خرج طبيب من الخارج ويدعى »ب.س» وأخذنى إلى غرفته وظل يتحدث معى عن وقوع خطأ طبى، سيتم معاقبة مرتكبه، وأنه سيتم تعويضى، فقلت له لا أعلم عن أى شىء تتحدث، فقال أن الممرض عندما كان يقوم بقص الكانيولا قص ثلاث أصابع للطفلة، وأنهم سيقومون بعمل عملية جراحية تجميلية وسوف تعود مثلما كانت وحينها صرخت بشدة وقمت بتكسير المكتب وذهبت إلى بنتى ورأيت «حنفية دماء» من يديها وحينها على الفور قمت بالموافقة على إجراء العملية التجميلية على أمل أن تعود مثلما كانت، ولكن حين الانتهاء من العملية التى استغرقت ما يقرب من سبع ساعات تقريبًا، خرجت طفلتى واليد اليسرى بها إصبعين فقط، وقاموا بعمل بتر لثلاثة من أصابعها وحينها على الفور اتصلت بالشرطة، وتم إلقاء القبض على الممرض الذى قام بفعل ذلك بابنتى ومن خلال التحقيقات أيضا تبين أن المدعو سيد مرسى، أمى ليس متعلم ولا يفقه شيئًا، وجاء من المنصورة وعمل بأمر من مالك المستشفى محمد حمزة سيد الأهل، وهذه ليست الواقعة الأولى الذى يفعل ذلك ومن خلال التحقيقات أيضا تبين أن الحضانة الذى يعمل بها ما يقرب من 6 ممرضين ليس معهم مؤهلات ويفعلون ما شاءوا بأطفال الناس. الرقابة فى غفلة من جانبها، قالت الدكتورة سوسن فوزى مسئول الرقابة على المستشفيات الخاصة بوزارة الصحة: إننا نقوم بعمل دورات الرقابة على أكمل وجه وخصوصًا مستشفيات الأطفال وناهيك على ذلك بأن مستشفى تبارك جاء لنا العديد من الشكاوى، وبسبب الإهمال الطبى الذى يحدث بها ونحن نحقق فى الأمر وإذا ثبت أن ممرضى الحضانة بدون مؤهل، سوف نقوم بغلق الحضانة على الفور وسوف يتم غلق المستشفى لمدة وجيزة حتى يتم توظيف كوادر طبية مؤهلة بها حتى لا يصبح هناك كل يوم حالة إهمال طبى، فالرقابة ليست فى غفلة كما يدعى أهالى الأطفال ولكننا لابد أن نحقق فى الأمر قبل تنفيذ أى قرار غلق.