أجمع عدد من الدبلوماسيين المصريين والسفراء السابقين علي أن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي لن يغير كثيراً من السياسة الخارجية لمصر ، علي أساس أن لها ثوابت وأسس لا تتغير بتغير القادة أو المسئولين . وقال السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس شرف المجلس المصري للشئون الخارجية أن هذه الثوابت التي تعتمد عليها السياسة الخارجية لمصر تتمثل في موقف مصر من القضية الفلسطينية والتواجد الفعلي في القارة الأفريقية باعتبارها الامتداد الجغرافي الأول لمصر وعمق أمنها القومي ، كما تتمثل في المصالح العربية المشتركة ، مشيرا إلي أن هذه الثوابت لا يمكن أن يمسها الرئيس أياً كانت توجهاته . وأضاف الريدي أن ما سيطرأ عليه تغيير بلا شك هو العلاقات المصرية الأمريكية وكذلك الأوروبية ليس لاختلاف رؤية الرئيس المنتخب عن سابقه فقط ولكن لما تفرضه عليه روح الثورة وظروف المرحلة الحالية التي تحتم عليه التعامل مع الولاياتالمتحدة ودول الغرب علي أساس من الندية وتبادل المنافع والمصالح المشتركة ، مستشهداً بما أخذه الرئيس المنتخب محمد مرسي علي نفسه من وعود خلال عرض برنامجه الإنتخابي حيث كان يذكر دائما كلمة :" لن يكون للغرب وصاية علي مصر بعد اليوم ". من جانبه قال السفير نبيل فهمي سفير مصر الأسبق في واشنطن أنه من الصعب التكهن بشكل العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة القادمة إلا أنها بكل تأكيد لن تكون مثلما كانت عليه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ، مشيراً إلي أن هناك تحديات تواجه هذه العلاقة تتمثل في طبيعة العلاقة بين مصر وإسرائيل ومدي احترام الدولتين لمعاهدة السلام بينهما ، وكذلك علاقة مصر في عهد الرئيس المنتخب بحركة حماس في غزة . وأضاف فهمي :" أثق جيداً في أن الرئيس النتخب الدكتور محمد مرسي لن يجازف بمعاهدة السلام وسيحافظ عليها لأبعد مدي وفي ذات الوقت لن يقيم أي علاقة من أي نوع مع إسرائيل ". وحول تخوف البعض من أن يكون لقطر تدخلاً في سياسة مصر الخارجية قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق :" الأمر ليس سهلاً ولن تكون مصر أبداً أداة في أي دولة عربية أو غير عربية تحركها كيفما تشاء ، كما أن الرئيس المنتخب لن يمارس دوره وسياسته الخارجية بمعزل عن الإعلام والرقابة ومجلس الشعب وكذلك الشعب نفسه الذي يأبي أن تفرض عليه سياسة من الخارج ويساعد في ذلك رئيسه المنتخب ".