الحبة الوردية للنساء.. مقابل الحبة الزرقاء للرجال أحمد كريمة: الشرع لا يتعارض مع الأمر إذا أقر الأطباء النفع والفائدة بين مؤيد ومعارض، يثور الجدل حول طرح عقارات وأدوية لحل مشكلة الضعف الجنسى لدى المرأة، فبعض الحقوقيين يؤيدون الأمر باعتبار أن المرأة لها الحق فى الحصول الأدوية التى تحل مشاكلها الجسدية والجنسية مثل الرجل، والبعض الآخر يرى أن طرح مثل هذه الأدوية والإعلان عنها فى وسائل الإعلام المختلفة مناف للعادات والتقاليد العربية والمصرية ولن يقبل الرجل، بتناول زوجته هذه الأدوية. بداية الجدل، جاءت مع قرب طرح عقار جديد رسميًا باسم (أديى) أو ما يطلق عليه مجازًا (فياجرا النساء)، والمرجح أن يكون فى أكتوبر المقبل، بعدما صرحت صحيفة وول ستريت جورنال بأن شركة فاليانت الكندية للمستحضرات الدوائية تقترب من التوصل إلى اتفاق قيمته مليار دولار مع شركة سبراوت، كما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «fda» على طرح هذا العقار للمرة الأولى فى السوق الأمريكية بعدما رفضته مرتين عام 2010 و2013 بسبب أن مزاياه لا تفوق مخاطره، كى تعطى للنساء اللاتى لم يتعرضن لانقطاع الطمث بعد ولكن يعانين من الفتور الجنسى. كما يطلق على الدواء اسم الفياجرا النسائية ولكنه مختلف عن فياجرا الرجال وعن طريقة عمله والذى ظهر عام 1998 بوصفه أول علاج مرخص لعلاج الضعف الجنسى لدى الرجال. كما أن الأدوية المنشطة للمرأة «الفياجرا النسائية» بكل أشكالها وأنواعها لها بعض الآثار الجانبية على الرغم من أنها ليست طفيفة مثل إحمرار البشرة والإحساس بالحرارة واحتقان بالأنف وصداع وفقًا للصفحة الرسمية لصيدلية للشرق الأوسط. وتشير الدراسات والأبحاث المختلفة إلى أن الرجل لا يعانى وحده من الضعف أو الفتور الجنسى بل تعانى منه المرأة أيضًا،حيث تشير الدراسات إلى أن ما بين 10 فى المائة إلى 15 فى المائة من النساء يعانين من مشاكل نفسية تنعكس سلبًا على استعدادهن لممارسة الجنس، وأيضًا تبلغ نسبة النساء اللواتى يعانين من الضعف الجنسى حوالى 43 فى المائة مقارنة ب31 فى المائة من الرجال وفقًا للدكتور إدوارد لومان باحث من جامعة شيكاغو، كما أظهرت بعض الدراسات العلمية والنفسية أن حالة الروتين والفتور الجنسى تشمل ما لا يقل عن 40 فى المائة من النساء المتزوجات. أما من الناحية الاجتماعية وقبول المجتمع لتداول الأدوية الجنسية عموما سواء للرجال أو النساء وتزايد الإعلانات عنها على بعض القنوات التلفزيونية فهى مازالت فكرة ملفوظة اجتماعيا رغم انتشار «الحبة الزرقاء» فى الصيدليات وبين الرجال، حيث يناقشون هذه الأمور ببعض الصفحات والمنتديات النسائية مثل منتدى فتكات والأسرة المصرية حيث يعارضن فكرة انتشار تلك الإعلانات التى تروج لأدوية جنسية بصفة خاصة باعتبارها ضد تقاليد وعادات المجتمع وتخدش حياء مشاهديها، حيث تقول «نهى» إنها ترفض ظهور تلك الإعلانات والترويج لتلك الأدوية بهذا الشكل الفج وبيعها فى الصيدليات، وعلى صعيد آخر تقول «هبة»: إنه لا مانع من وجود تلك الأدوية لأنها تساعد العديد من النساء. الطبيب خالد منتصر، قال: إن الدواء «أديى» يعمل على الموصلات العصبية للمخ ولذلك هدفها الأساسى هو علاج قلة الرغبة الجنسية عند المرأة أما تسيمه الدواء بالفياجرا ما هى إلا تسمية للشهرة والدعاية ولكن طريقة عمل الدواء ليست بطريقة عمل «السيلدينافيل» (المادة الفعالة الموجودة بفياجرا الرجال)، وأشار إلى أن الدواء ليس له أى آثار جانبية إلا إذا تم تناوله مع الكحوليات فيسبب دوخة وغثيان وهبوطًا فى الدورة الدموية. ويقول أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر: إن رأى الدين فى هذا الصدد بأن رأى الطب والأطباء قبل رأى الشرع فيقول الله تعالى: «اسألوا أهل الذكر» فإن قررت المؤسسات الطبية المعنية بالأمر بالنفع والصلاحية وعدم الضرر على الصحة فإن رأى الشرع يكون موافقًا لها فالفقه الشرعى فى الأمور الطبية يكون بعد الرأى الطبى. أيضًا، يؤكد حسين عويضة، الأستاذ بجامعة الأزهر أن الأدوية المنتشرة على الفضائيات من علاج سواء جسدى أو جنسى أو المنتشرة فى الصيدليات إذا أُخذت دون داعى أو طبيب فهذا مساس وانتهاك لجسد الإنسان الذى هو بمثابة الأمانة التى سيسأل عليها الإنسان ومساسًا بهذا المعمل الإلهى، وذلك لأنه من الممكن أن تهلك حياة الشخص دون داعٍ بسبب تفاعل تلك الكيماويات مع الجسد وانتهاك العمليات الطبيعية الجسدية، منوهًا بأنه إذا كان الشخص مريضًا وذهب إلى متخصص وطبيب وهو من كتب هذا الدواء (الفياجرا) فليس هناك شىء فى ذلك لأن فى الإسلام لا ضرر ولا ضرار ولا يكلف الله نفس إلا وسعها. وتقول حمدية محمد محمود طبيبة نساء وتوليد: إن معظم الأدوية الموجودة بالصيدليات والتى يكتبها الأطباء تكون عبارة عن فيتامينات وليس بها هرمونات وتضيف أن تلك الأدوية ليس عليها طلب كبير من جانب النساء ولا أحد يطلبها وفقًا للعادات والتقاليد التى يفرضها المجتمع. هاشم بحرى رئيس قسم الطب النفسى بالأزهر، أكد أن الأدوية الجنسية المنشطة للنساء هو مجرد علاج فسيولوجى لبعض الأجهزة الفسيولوجية ورفع الكفاءة والقدرة على الممارسة لدى النساء وأكد أن المسئول فى العلاقة الطرفان وليس الرجل فقط وأن من حق كلٍ من الرجل والمرأة أن يستفيدا من العلاقة، وأشار إلى أن تلك الأدوية تكون مفيدة فقط فى حالة أن يكون التفاهم والمشاعر والرغبة بين الطرفين فى البداية حتى تكون لتلك الأدوية جدوى ونفع، وأشار إلى أن تلك الأدوية للنساء تكون محل جدل ومنبوذة فى كل المجتمعات سواء كانت مجتمعات غربية أو شرقية ولكن بعد مرور الوقت يبدأ المجتمع فى التعايش معها وتقبلها.