مصدر أمنى: الجماعات الإرهابية تصنع المتفجرات محليًا.. وعملية التفجير استغرقت «دقيقة ونصف» «الكتلة السوداء» جماعة وهمية تبنت التفجير لدعم الإخوان.. وداعش المنفذ الحقيقى مؤسس وحدة مكافحة الإرهاب: وجود «كلب حراسة» فى محيط المبنى كان كفيلا بكشف العملية قبل تنفيذها بوقوع تفجير هنا أو آخر هناك، تسارع جماعات إرهابية بإعلان مسئوليتها، يتبين بعد ذلك أنها ليست إلا مجموعات «وهمية» حيث ظهر مؤخرا ما يقرب من 17 حركة وهمية، وكانت آخرها «الكتلة السوداء» التى سارعت بإعلان مسئوليتها عن حادث الأمن الوطنى بشبرا الخيمة، الأسبوع الماضى، ثم تبنت داعش مسئولية الحادث. مصادر بالأمن الوطنى فى القليوبية، قالت إن شخصين ينتميان للخلايا النوعية لجماعة الإخوان المسلمين بالتنسيق مع داعش، قادوا السيارة المفخخة لمبنى الأمن الوطنى، حيث كان الأول يقود السيارة، والثانى يقود دراجة بخارية للهروب بعد ترك السيارة، منوهًا بأن الشخصين هاربان وتتم مطاردتهما، وأن الداخلية قد قامت بتصفية المجموعة التابعين لها داخل شقة بشبرا الخيمة منذ شهرين. صبرة القاسمى القيادى الجهادى السابق أكد ل«الصباح»، ان استهداف مبنى الأمن الوطنى كان رسالة للأمن ردًا على الملاحقات الأمنية، ونفذت العملية عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابى، موضحًا أن تنفيذ العملية مشابه لتفجير مبنى القنصلية الإيطالية، واستخدم فيها الإرهابيون تقنيات على أعلى مستوى، وأجهزة حديثة وجميعها تتوافر لدى تنظيم داعش الإرهابى، انتقامًا لعناصر خلية «عرب شركس»، وذلك لأن هذه العناصر هى عناصر أصيلة فى التنظيم وتم تدريبهم فى العراق وسوريا على يد أبو حمزة المهاجر، وهو زعيم هذا التنظيم الإرهابى هناك، وتم تدريبهم على استخدام السيارات المفخخة، حيث تم وضع السيارة أمام مبنى الامن الوطنى، وتم التفجير عن بعد فى غضون دقيقة ونصف، حتى لا تتمكن قوات الحماية المدنية من نقل السيارة من أمام المقر. وأضاف: سبق تنفيذ العملية، تخطيط ودراسة جيدة للمكان، كما أن هناك إرهابيًا هاربًا إلى ليبيا، وهو هشام عشماوى، وهو من أخطر الإرهابيين الهاربين، وهو العقل المدبر لأغلب التفجيرات التى حدثت خلال الفترة الماضية، مشيرًا أن أغلب هذه المواد المتفجرة تأتى من الخارج، وقد تم ضبط كميات كبيرة خلال الفترة الماضية. نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد السابق قال ل«الصباح»، إن هناك العديد من المواد شديدة التفجير مثل ««السى فور» وتى إن تى والسى فايف، ونترات الجرسلين، والأكسجين»، يتم استخدامها فى العمليات الإرهابية مؤخرًا، حيث تم القبض على صاحب شركة كان يُهرب عشرات الأطنان من مصر إلى قطاع غزة، ويتم تخزين جزء كبير منها فى سيناء والعريش، ومن ضمن الكميات التى تم ضبطها فى عرب شركس، وتأتى المتفجرات من ليبيا، وإسرائيل. وأوضح أن القدرة التفجيرية لكيلو «سى فور»، يساوى 4 كيلو، وهى من أعلى التفجيرات ذات الصوت العالى، وتصل كميات السى فور التى توضع فى السيارات المفخخة إلى 800 كيلو، وهى تصدر انفجار رهيب صوته بعيد المدى. وقال مصدر أمنى بمكافحة المتفجرات - طلب عدم ذكر اسمه - إن «الجماعات الإرهابية» استطاعت أن تطور من أساليبها فى الفترات الماضية، ومع التضييق الأمنى على الأسلحة والمفرقعات المهربة من الخارج، اتجهت إلى تصنيع تلك المتفجرات داخليًا، وهو ما انتشر منذ سقوط جماعة الإخوان المسلمين فى ثورة 30 يونيو. ومن أهم تلك المواد المستخدمة فى التفجير مادة «c4» وهى من المواد شديدة الانفجار، وقد استطاعت هذه الجماعات من معرفة كيفية صناعة هذه المواد، وتم تصنيعها يدويًا، فى أماكن تدريبهم، وهو مفجر سهل التشكيل يتميز باللون الرمادى الفاتح، يذوب فى مادة الأسيتون، ولا ينفجر بالاشتعال، وإنما يحتاج إلى مفجر مباشر، وتتكون من أربع مواد: «poly Iso Butelene - RDX - MOTOR OIL - Diethyle hexyl. وأضاف أن c4 يعد من المتفجرات البلاستيكية، والفكرة الأساسية منها هى دمج المواد الكيميائية المتفجرة مع مادة غلاف بلاستيكية «هذه المادة البلاستيكية لها وظيقتان أساسيتان: كسى المواد المتفجرة، لذلك يصبح أقل حساسية بالصدمة والحرارة، فيجعلها بمأمن نسبى من التفجير، والثانية: يجعل المواد المتفجرة مرنة، ويمكن تشكيله بعدة طرق للتحكم فى اتجاه الانفجار. وتدرب الجماعات أفرادها بأفلام فيديو عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى وعلى المواقع الخاصة بهم. العقيد «خالد عكاشة» الخبير الأمنى، قال «نحن أمام خلية أخرى مماثلة لخلية «عرب شركس»، وهو ما أكده تبنى «داعش» للتفجير الإرهابى عبر جماعة «أنصار بيت المقدس»، وأن طريقة التنفيذ تشبه عملية مديرية أمن القاهرة، ونفذتها خلية هاربة من سيناء. وأضاف أن اختيار «القليوبية» لم يأت بالمصادفة، ولكنه مكان مدروس بعناية، وما حدث، يدخل فى إطار الرسائل القوية من الإرهاب لإيهام الجميع أنه قد تغلغل إلى داخل البلاد واستطاع الوصول إلى مبنى الأمن الوطنى، المنوط به تجميع كل المعلومات عنهم، فضلًا عن كون المحافظة ملاذًا آمنًا لهم، يستطيعون الاختباء بها والتخطيط للعمليات الارهابية. وأوضح «عكاشة» أن عملية تجهيز السيارة للتفجير تتم فى عدة خطوات، أولها نقل المتفجرات إلى السيارة، ثم تأتى مرحلة زراعة المتفجرات بالسيارة، والخطوة الثالثة المراقبة والرصد والتى من الواضح أنها تمت بحرص شديد. وأشار إلى أن عملية الرصد قد أوضحت للمجموعة الإجرامية أنها لن تستطيع الوصول إلى مسافة أقرب من ذلك إلى المبنى، وهو ما جعلهم يزيدون من كمية المتفجرات، حتى تستطيع الوصول إلى أقصى قدرة تفجيرية، لافتًا إلى أنه مع التشديد الأمنى وعمليات التمشيط الدورية قد قللت من عدد الإصابات. ومن جانبه قال «سامح عيد» الباحث الإسلامى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن العمليات الإرهابية فى الفترة الأخيرة أصبح من السهل معرفة مرتكبها والرابط بين المنفذين فجماعة الإخوان المسلمين رغم تصعيدها المسلح وارتكابها للعنف إلا أنها حتى الآن لم ترتق إلى مستوى «داعش» فى استراتيجية تنفيذ العمليات واستخدام السيارات المفخخة. فغالبًا ما تكون عمليات الحركات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين عمليات بسيطة إذا ما قورنت بالعمليات التى تقوم بها خلايا «داعش» فكتائب الإخوان تستهدف أبراج الكهرباء أو عمليات استهداف ضباط بشكل فردى وبدائى، أما عمليات داعش فيظهر عليها الطابع المحترف فى استخدام المواد المتفجرة مثل استهداف مديرية أمن الدقهلية ومديرية أمن القاهرة، وتكون أغلبها عمليات انتحارية، أما العملية التى استهدفت مبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة فهى تطور نوعى لداعش إذا أنها عدلت عن العمليات الانتحارية إلى التفجير عن بعد. وأضاف: العملية تظهر تطورًا نوعيًا لأسلوب التفجير ونوعية المواد المتفجرة فمادة ال «c4» أعلى تفجيرًا من مادة التى إن تى بكثير. وأشار إلى أن مجموعة الكتلة السوداء مجرد مجموعة وهمية استخدمت الحدث فى الإعلان عن نفسها. أما كتائب التحرير فهى مثيرة للجدل حتى الآن ولا أحد يعرف هويتهم الحقيقية خصوصًا أن عملية استهداف النائب العام «هشام بركات» لم يعلن أحد مسئوليته عنها حتى الآن إلا أن استراتيجية التنفيذ تشير بأصابع الاتهام إلى داعش. وقال عيد إن الإخوان المسلمين بعد أحداث 30 يونيو قامت بتكوين العديد من الخلايا والمجموعات تعمل جميعها تحت مظلة وهدف واحد رغم اختلاف مسمياتها، وجميعها مجموعات « وهمية » لم ترتق بعد لاستخدام مواد متفجرة عالية مثل السى فور، وأكد أن الإخوان تستخدم شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى فى تكوين تلك الكتائب «الوهمية» التى يكون أغلبها من جماعة الإخوان المسلمين، وتستخدم طريقة «الخلايا» العنقودية حتى لا يتم التعرف على باقى المجموعة حال سقوط أحدهم فى أيد القوات الأمنية، ويقومون باستخدام القاب وكنى حتى لا يتم كشف هويتهم الحقيقية. وأكد أن استخدام المجموعات الوهمية هدفها الأساسى عدم التعرف على الجناة الحقيقيين، لكن طبيعة العمليات وأسلوب تنفيذها يؤكد هوية مرتكبيها وتكون مجموعات منفصلة. من جانبه قال اللواء رضا يعقوب مؤسس وحدة مكافحة الإرهاب، أن الأجهزة الأمنية مقصرة فى مواجهة الإرهاب ولابد من تطوير كفاءتها فى ظل التطور النوعى التى تقوم به الجماعات الإرهابية، فمجرد وجود «كلب» حراسة فى محيط مبنى الامن الوطنى كان كفيلًا بكشف الحادث الذى أظهر ترهل الأجهزة الأمنية. وقال إن تعدد الحركات المسلحة أخيرا مجرد تضليل للأجهزة الأمنية وجميعها «وهمية» تتبع جماعة الإخوان المسلمين ويتم تكوينها بشكل «عنقودى» بحيث تكون مجموعات منفصلة.