ناهد شاركت فى جلسة تصوير للمشاركة فى فيلم وهمى المتهم يطلب من الضحية ممارسة الرذيلة مع آخرين منذ طفولتها وكانت أحلام النجومية والتمثيل تداعب خيالها، كانت، ناهد، ترى نفسها فى دور كل فنانة شابة وتتقمص أحيانًا شخصيات مختلفة وتؤديها أمام المرآة، حتى عرف جميع أفراد أسرتها أنها ستصبح يومًا فنانة، لإصرارها على أن تكون ممثلة أو فنانة استعراضية. الشابة التى لم تكن قد أكملت عامها العشرين، دفعها الاهتمام بالفن والرغبة الملحة فى التمثيل إلى إهمال الدراسة، فالتحقت بمعهد متوسط، ولم تلق بالًا لنصائح والدتها بأن تبحث عن مهنة بعيدة عن القيل والقال وتضمن لها عيشة هادئة بدون مشاكل، حتى يرزقها الله بالزوج الصالح، إلا أن الفتاة لم تكن تستمع سوى لصوت حلمها فى الشهرة والنجومية والوقوف أمام أضواء الكاميرات. ساهمت الحياة الأسرية المفككة منذ انفصال والدى ناهد أثناء طفولتها، فى أن تنزوى بعيدًا عن الأسرة، وبينما سافر الأب إلى الخارج وارتبط بزوجة جديدة، أهمل ابنته ولم يتواصل معها مطلقًا، فيما عاشت هى مع أمها. لم تشعر ناهد بحنان الأبوة، وافتقدت بذلك المثل الأعلى والناصح فى حياتها، وسعت بكل الطرق والوسائل لتحقيق حلمها، فكانت تتردد على العروض الخاصة للأفلام السينمائية أملًا فى أن يشاهدها أحد المنتجين أو الفنانين فتلفت انتباههم، خاصة أنها كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال. قدمت الشابة المنتظرة للشهرة، سيرتها الذاتية مصحوبة بالصور إلى أغلب شركات الإنتاج، وذات يوم استيقظت ناهد لتجد رسالة على بريدها الإلكترونى، ولم تصدق عينيها فقد وصلها رد من إحدى شركات الدعاية والإنتاج، وقاموا بتحديد موعد لها لإجراء مقابلة مع مدير الشركة، وظلت ناهد تنتظر على أحر من الجمر لمدة يومين حتى موعد المقابلة، وخلال تلك الفترة كانت ترى أمامها الشهرة والمال وتتخيل صورها على «البوسترات وأفيشات» الأفلام. وفى الموعد المحدد وقفت ناهد أمام المنتج الذى لمعت عيناه أمام جمالها ورشاقتها، وبدأ يستمع لأحلامها عن الفن والشهرة، وبعض معلومات عن حياتها الشخصية وخاصة ما يتعلق بحياتها مع والدتها المطلقة. بسرعة شديدة حدد المنتج جلسة عمل للفتاة الحالمة بالنجومية، بغرض التصوير بأحد الاستوديهات والتقاط بعض الصور والمشاهد، وأبلغها بإحضار عدد كبير من الملابس لتقوم بالتقاط صور مختلفة، فطارت ناهد من الفرح بعد أن أوهمها بأنها ستكون إحدى بطلات الفيلم الجديد لمخرج شهير معروف بنجاح أفلامه وشهرة النجمات الشابات اللاتى يعملن بأفلامه، وأقنع المنتج الشابة الطامحة، أنه سيضعها بفيلم واحد فى مصاف النجمات، وأكد لها أنها ستكون صاروخ الفن لسنوات قادمة. بلهف وفرحة انطلقت ناهد من المقابلة إلى محلات الملابس لشراء ما يلزم لجلسة التصوير، فضلًا عن الإكسسوار وأدوات التجميل وغيرها، وفى الموعد المحدد توجهت ناهد لعنوان المكتب الذى أعطاه لها المنتج وكان بانتظارها هو ومجموعة فتيات أخريات، وبدأ فى تصويرهن واحدة تلو الأخرى، وكان يطلب من كل واحدة منهن تبديل ملابسهما أكثر من مرة، والتعرى لإظهار مفاتن أجسادهن قدر الإمكان بحجة أن الفيلم القادم سيكون عن حياة فتيات الليل وقصصهن. نفذت ناهد ما طلب المنتج منها، وانتهت جلسة التصوير وأبلغهم المنتج بأنه سيتصل بهن بعد أن يختار المخرج النجمات الجدد من الصور، وبعد عدة أيام اتصل المنتج بناهد وطالبها بالحضور لمنزله لإقامة حفلة لكونها من بين الفتيات اللاتى تم اختيارهن للفيلم الجديد. ارتدت ناهد أجمل ما لديها من ملابس وتوجهت لمنزل المنتج، وفور دخولها اكتشفت أن الحفلة خاصة وأنها المدعوة الوحيدة، وعندما سألته أطلعها على صورها، وهى تقوم بتبديل ملابسها داخل إحدى الغرف وكانت شبه عارية، فصعقت ناهد ولم تصدق عينيها، فيما بدأ هو فى مراودتها لإقامة علاقة معه كشرط لتوقيع عقد الفيلم. وبعد أن اجبرها المنتج على تناول بعض المشروبات المُسكرة، استسلمت له وهى فى غير وعيها، وبعد أن أفاقت ناهد وعلمت بما حدث ارتدت ملابسها لتتوجه لمنزلها، وكان الارتباك يظهر على كل تصرفاتها، حتى أن والدتها لاحظت ارتباكها الزائد، وتمسكت الفتاة بالقول إنها مرهقة ولم تقو على إخبارها، بينما قررت عدم الذهاب إلى هذا المنتج مرة أخرى، إلا أنه اتصل بها وأخبرها أن ما حدث بينهما بالليلة السابقة تم تصويره بالكامل لتفيق على كابوس أسوأ من السابق. طلبت ناهد من المنتج، أن ينساها خاصة أنها قررت عدم خوض تجربة التمثيل واكتفت بما تعرضت له، إلا أنه هددها بأنه سيبلغ والدتها وسينشر صورها العارية على شبكة الإنترنت، إذا لم تنفذ ما يطلبه منها، وأعطى لها موعدًا آخر فى مكتبه، وفوجئت بأنه أحضر بعض الفتيات الأخريات والرجال، وحاول اجبارها على ممارسة الرذيلة مع أحدهم إلا أنها رفضت وتركت المكان وفرت هاربة. عاشت ناهد فى أيام من الرعب انتظارًا لتنفيذ المنتج تهديده، إلى أن فوجئت بخبر منشور فى إحدى الصحف عن سقوط المنتج فى قبضة مباحث الآداب لقيام ثلاث فتيات بتحرير محضر ضده بقسم شرطة العجوزة، يتهمونه فيه باستغلالهن وتصويرهن دون علمهن وهن شبه عاريات لابتزازهن، كما حررت بعض الفتيات محاضر أخرى يتهمنه فيها باغتصابهن، وأكد الخبر أن رجال المباحث ألقوا القبض عليه وتم ضبط عدد من «السيديهات» المصورة للعديد من الفتيات فى أوضاع مخلة.
أيام معدودة مرت بعد إلقاء القبض على المنتج، وبعدها فوجئت ناهد باستدعائها للنيابة العامة لسماع أقوالها فى القضية، وعندما علمت الأم بتفاصيلها كادت تصاب بسكتة قلبية، وتوجهت إلى النيابة مع ابنتها التى انهارت أمام المحقق وأكدت أنها سقطت فى فخ نصب لها وأفاقت على كابوس ظنت أنه حلم النجومية الجميل.