*أجهزة التنصت تم تهريبها لسيناء عبر الأنفاق ويصل مداها إلى 20 كيلومترًا *التعاون الإيرانى مع الإرهاب السبب الحقيقى لزيارة محمود حسين لإيران على الرغم من نجاح القوات المسلحة فى التصدى للجماعات الإرهابية والحد من تحركاتهم فى الفترة الأخيرة لأكثر من ذى قبل، وإحباط أكثر من محاولة تفجيرية بعدما تم إخلاء الشريط الحدودى من التكتلات السكنية، وغلق مئات من الأنفاق التى كانت مأوى للإرهابيين وطرق سهلة لتحركهم على الحدود وإلى داخل سيناء. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، ما زالت سيناء مرتعًا لكل الجهات الخارجية والدول المعادية للسياسة المصرية، التى تدعم بعض الجماعات فى سيناءوغزة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس. فى السياق ذاته، شهدت جماعة الإخوان المسلمين تطورات ساخنة فى الفترة الماضية، والتى وصفت بأنها انقلاب من شباب الجماعة على القيادات القديمة، خاصة بعد زيارة القيادى الإخوانى محمود حسين لإيران دون علم الجماعة ولعدم إفصاحه عن كواليس زيارته، بل نفى الزيارة من الأساس. لكن سمة أنباء جديدة قد تكشف سبب زيارة حسين لإيران، فقد علمت «الصباح» من مصادر سيادية أن أجهزة الأمن كشفت عن معدات اتصال لاسلكية حديثة بحوزة العناصر الإرهابية وتنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء، كما تم ضبط 5 محطات إرسال واستقبال تستخدم لدى الاستخبارات الإيرانية فى أحدى مزارع الزيتون برفح بعد تهريبها من أحد الأنفاق. ووفقًا للمعلومات المتاحة فإن بعض المحطات اللاسلكية الإيرانية المهربة عبر أنفاق غزة يصل مداها إلى نحو 5 كيلومترات وأجهزة تقوية للشبكة اللاسلكية، وأن بعض الأجهزة يصل مداها إلى 20 كيلومترًا، مما يؤكد أن هناك اتصالات من داخل قطاع غزة مع العناصر الإرهابية فى سيناء، وأن إيران تدعم تلك العناصر. وتسربت أنباء بأن زيارة محمود حسين القيادى الإخوانى كانت بهدف نقل رسائل للقيادات الأمنية الإيرانية بتقديم دعم لوجيستى لتنظيم أنصار بيت المقدس كإحدى الأذرع العسكرية حاليًا لجماعة الإخوان، خاصة مع تداعى بيان الإخوان المعروف ب «نداء الكنانة» الذى طالبوا فيه بحرب الجيش والجهاد ضد الأمن المصرى. من جانبه قال اللواء محمد الغبارى، الخبير العسكرى ومدير كلية الدفاع الوطنى سابقًا: إن الحرس الثورى الإيرانى يدعم حركة حماس فى قطاع غزة لوجستيًا وفكريًا ومعلوماتيًا عن طريق وسائط مخابراتية أخرى، وتدعمها أيضًا بالسلاح والاتصالات، وتلك الأجهزة التى تم ضبطها مؤخرًا فى سيناء بالتأكيد قد انتقلت للجماعات الإرهابية عن طريقين إما بواسطة الأنفاق أو عن طريق البحر، وتلك المحطات الإيرانية الصنع يتم استخدامها لتقوية الاتصالات بين الإرهابيين عندما تقطع القوات المسلحة الإنترنت والاتصالات خلال المداهمات. وأضاف اللواء الغبارى، ل«الصباح» أن محطات الاتصال الإيرانية المضبوطة والتى يصل مداها من 10: 20 كيلو مترًا يتم من خلالها التحذير للضربات العسكرية ضدهم، وأيضًا تنفيذ عمليات أخرى من خلال التجسس على أجهزة اتصالات الجيش، منوهًا أن تلك المحطات لا يتم استخدامها إلا بعلم الجيوش فى المناطق التى يتم التنقيب فيها عن البترول والغاز لأنها عادة ما تكون بمناطق نائية فيتم تقوية الاتصالات بتلك المحطات، كما أنها باهظة الثمن وتصل لملايين الدولارات وتحصل على تصريحات عسكرية وحيز تردد، ووجود مثل تلك المحطات فى سيناء يؤكد سيطرة الجيش على الأمور هناك. فى السياق ذاته، قال الدكتور سمير غطاس مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات، إن إيران لها علاقات وثيقة بحركة حماس والجهاد الإسلامى، وكذلك ميليشيات الصابرين الشيعية فى قطاع غزة، والتى ظهرت مؤخرًا بعد وجود 3 جمعيات شيعية فى القطاع، حيث تسعى إيران جاهدة للتقرب من مصر عن طريق غزة أو سيناء، مشيرًا إلا أنه تم ضبط خلية لحزب الله الشيعى يقودها الجهادى سامى شهاب فى سيناء فى الأعوام الماضية، وكانت تدعى تهريبها السلاح إلى غزة، لكن هذا كان غير صحيح بالمرة، بل كانت تلك الخلية تعمل على بناء تنظيمات شيعية فى سيناء. وأضاف غطاس، أن تلك المحطات الإيرانية المضبوطة مع الجماعات الإرهابية فى سيناء دورها التشويش على اتصالات الجيش بل والتجسس على مكالمات القادة والأوامر الواردة والصادرة ورصد تحركات العمليات، منوهًا أن سلاح الحرب الإلكترونية بالجيش هو من يتصدى لتلك الأجهزة ورصدها وتدميرها والقبض على القائمين عليها. واستطرد غطاس، ل«الصباح» أن إيران لعبت دورًا فى عمليات تدريب وتأهيل عناصر إرهابية خلال عهد الإخوان ووجود الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى فى حكم مصر، وأن عناصر استخباراتية إيرانية زارت سيناء بصحبة قيادات إخوانية، وكان هناك توجه إخوانى للسماح لإيران بإقامة أحد المساجد فى سيناء مقابل السماح بزيارات السياح الإيرانيينلسيناء أيضًا. الدكتور عمرو شرف، أستاذ الاتصالات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أكد أن محطات الاتصال الإيرانية موجودة فى مصر بعد ثورة يناير وتم ضبط بعضها، وأكبر دليل على ذلك عندما احترقت قاعة المؤتمرات بمدينة نصر فى الفترة الماضية وجدت الجهات الأمنية محطات وأجهزة إرسال متصلة بالأقمار الصناعية وتم تعطيلها. وأضاف شرف، أن المحطات التى تم العثور عليها فى سيناء تعد هى الأخطر على الإطلاق حيث يتم من خلالها فك شفرات واتصالات الجيش، وتعد السبب الرئيسى فى استمرار الإرهاب فى سيناء حتى الآن، لأنها تستخدم أحدث تكنولوجيا فى عملياتهم وهروبهم من المداهمات، مطالبًا ألا تتعامل الأجهزة الأمنية بمفردها مع تلك الأنواع من التكنولوجيا فى الاتصال ومكافحتها وعليهم الاستعانة بهيئة الاتصالات لأن لديهم كفاءات تستطيع إفشال تلك المخططات. منوهًا أن إيران لا تسعى لنشر المد الشيعى فقط بل تسعى لأن تكون لها قواعد فى سيناء من خلال وضع تلك الشبكات والأجهزة.