*«مصر القوية» ينفى علاقته بها.. وإمام: ما قاله رئيس الحزب يعبر عن آرائه الشخصية *عمار: اجتماعات بين قيادات «الوسط» و«الوطن» وأبو الفتوح والجزار لصياغة المبادرة كل مبادرات الصلح بين الدولة والإخوان باءت بالفشل، القليل منها فقط تم الإعلان عنه، بينما بقى الكثير منها طى الكتمان، خاصة أن الكثير من الأصوات، سواء داخل الجماعة أو الدولة ترفض التصالح، إلا أن الأيام الأخيرة، شهدت تسريبات حول مبادرة جديدة من داخل التنظيم، فى محاولة لحماية ما تبقى من قياداته من الملاحقات الأمنية، والتخفيف من المضايقات الأمنية للأعضاء. وكشفت مصادر إخوانية منشقة أن القيادى الإخوانى السابق، والمرشح السابق للرئاسة، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، حصل على الضوء الأخضر من التنظيم الدولى، عبر قيادات «إخوان الأردن»، بشأن إمكانية القيام بدور وساطة بين الإخوان والدولة، وذلك خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الأردنيةعمان. ومن جهته، قدم أبوالفتوح عددًا من المطالب لإنجاح مهمته، بينها التنازل الصريح والواضح عن دعاوى شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى، وإصدار بيان من قيادة الجماعة بذلك، والإعلان عن بدء تشكيل قيادة جديدة لها فى مصر، تضم عناصر شبابية، بعيدة عن القيادات الحالية المحبوسة أو الهاربة. وأشارت المصادر إلى أن التنظيم الدولى أبلغ أبوالفتوح بأن إصدار بيان التنازل عن شرعية مرسى لا يمكن تحقيقه، وإنما يمكن للرئيس المعزول نفسه أن يصدر بيانا يعلن فيه تنازله عن التمسك برئاسة مصر، وطالب التنظيم أبوالفتوح بأن يبذل مساعيه لإقناع مرسى بقبول ذلك الحل، كورقة للمساعدة على نجاح مهمته فى التفاوض. كان رئيس مجلس شورى الجماعة الأسبق فى الأردن، عبداللطيف عربيات، أقام وليمة عشاء على شرف أبوالفتوح، احتفالا بزيارته لعمان، وحضرها عدد من أبرز قيادات الجماعة، منهم سالم الفلاحات، المراقب العام السابق للجماعة فى الأردن، وحمزة منصور، الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامى، وصالح العرموطى، نقيب المحامين الأردنيين الأسبق، وطاهر المصرى، رئيس الوزراء الأردنى الأسبق. وخلال الوليمة، وجه أبوالفتوح انتقادات حادة للجماعة فى مصر، طالت الرئيس الأسبق محمد مرسى، بسبب إقدام الجماعة على خوض انتخابات الرئاسة، مؤكدا أن دعم الجماعة له فى انتخابات 2012، كان أقل وطأة من ترشح مرسى، موضحا أنه كان يمكن وقتها الحفاظ على النفس الإسلامى فى مصر، وحماية الإسلاميين. وأشار أبوالفتوح إلى أن قيادة الجماعة فى مصر قررت عدم خوض الانتخابات الرئاسية، إلا أن نائب المرشد خيرت الشاطر عمل على تغيير قرار الجماعة، استنادا إلى ما شاع حينها، بشأن عدم ممانعة واشنطن فى خوض الإخوان للانتخابات، كما نجح فى إقناع الجماعة بالمنافسة على منصب رئيس الجمهورية، ودعا خلال اللقاء إلى نسيان شرعية محمد مرسى، والتعايش مع الأمر الواقع، والإعلان عن حل التنظيم الدولى، مشيرًا إلى أن «إخوان مصر فقدوا ثقة الشعب تمامًا». «الصباح» تواصلت مع الدكتور أحمد إمام، المتحدث الرسمى باسم مصر القوية، الذى يرأسه أبوالفتوح، وسألته عن حقيقة الأنباء المتداولة بشأن وساطة أبوالفتوح للصلح بين الدولة والإخوان، ما نفاه تمامًا، قائلًا: «اجتماع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بعدد من قيادات جماعة الإخوان فى الأردن، كان فى جمع عام، وفى حضور الكثير من الشخصيات الأردنية من جميع الاتجاهات، وليس الإخوان وحدهم». وأضاف أن اللقاء حضرته شخصيات مصرية شهيرة، مؤكدا أن أبوالفتوح زار الأردن فى إطار الاحتفالات باليوبيل الماسى لنقابة الأطباء هناك، حيث تم توجيه الدعوة له للمشاركة فى عشاء حضره عدد من الشخصيات العامة، وأشار إلى أن «الحوارات التى دارت فى هذه الجلسة كانت ودية وشخصية، وما قاله أبوالفتوح فى الجلسة أمر شخصى لا علاقة له بالحزب». ومن جانبه، قال القيادى الإخوانى المنشق، الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق: «لو كانت وساطة أبوالفتوح حقيقية، فهى توضح أن الكرة فى ملعب الإخوان الآن، وإذا كانوا يريدون المصالحة، فعليهم إعلان البراءة الكاملة من أى صلة بالعنف، سواء من قريب أو بعيد، والتوقف عن التخريب وإسالة الدماء، والاعتذار للشعب المصرى عما حدث، بالإضافة إلى وقف الاتصالات المعادية لمصر مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى، وقطع العلاقات مع تركيا وقطر، ومراجعة أفكار الجماعة»، موضحًا ل«الصباح» أن «كل تلك الأمور لا بد أن تكون فى المبادرة، لكن الجماعة لم تقدم عليها بسبب استمرارها فى مسلسل العند والثأر». وفى السياق ذاته، كشف القيادى الشاب المنشق، عمرو عمار، عن اجتماعات بين شخصيات من حزبى الوسط والوطن السلفى، مع كل من أبوالفتوح، والقيادى الإخوانى حلمى الجزار، لوضع صياغة كاملة للمصالحة التى يعتزم أبوالفتوح طرحها، لافتًا إلى وجود اتجاه من خيرت الشاطر، المسجون حاليًا، إلى المصالحة، لإنقاذ ما تبقى من الجماعة، وتوقع أن يكون مصير تلك المبادرة هو الفشل أيضًا.