*«نصباية» مسلسل بطولة راقصات يرصد الحياة داخل «شقة دعارة» *نقاد: الظاهرة فشلت فى السينما.. ولا مانع من تقديمها على شاشة رمضان فى حال الضرورة رغم انتمائه للفن المصرى الأصيل، إلا أن الرقص الشرقى تحول مع مرور الزمن إلى مجرد وسيلة ترويج للأعمال الفنية من أجل تحقيق مكسب مادى سريع ومضمون، فظهور الراقصة على شاشة السينما ظل دائما موقع احترام وتقدير الجميع منذ أيام تحية كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد وفيفى عبده وغيرهن، إلا أن اعتماد بعض منتجى السينما خلال الفترة الحالية على أجساد الراقصات وما تثيره من غرائز الرجال لتحقيق النجاح لأفلامهم جعلها مهنة سيئة السمعة تحرق بنارها منتجى تلك الأفلام على المدى البعيد، وإن استطاعت السينما خلال الأشهر القليلة الماضية التخلص من آثار بعض هؤلاء الراقصات وانحسار هوجة ظهور الراقصة للترويج للأعمال الفنية، إلا أننا فوجئنا بتحول الأمر إلى شاشة التليفزيون لنرصد مشاركة عدد من الراقصات فى دراما رمضان المقبل، الذى من المفترض أنها تتمتع بخصوصية شديدة فيما تقدمه للمشاهد بسبب قدسية شهر الصيام الفضيل.. رصدت «الصباح» الظاهرة التى بدأت خلال السنوات الثلاث الماضية بمحاولة «جس النبض» من قبل بعض المنتجين الذين أقحموا مشاهد رقص ضمن السياق الدرامى للعمل، تقدمها نجمات التمثيل العاديات، وليس راقصات مثل رقصات لقاء الخميسى وآيتن عامر فى مسلسل «الزوجة الرابعة» أمام مصطفى شعبان، وكذلك درة التى رقصت فى مسلسل «مزاج الخير» أيضًا أمام مصطفى شعبان، وظهور مشهد رقص فى مسلسل «صاحب السعادة» للزعيم عادل إمام.. إلا أن تلك المشاهد كانت دائمًا مبررة بأنها داخل السياق الدرامى للعمل، أما فكرة الاعتماد على راقصة بشكل صريح فهى الظاهرة الجديدة، التى تظهر فى السباق الرمضانى هذا العام، والمشكلة لدى البعض ليست فى ظهور راقصات تقمن بتقديم أدوار فى دراما رمضان، لأن هناك نماذج حققت نجاحا بالفعل مثل دينا وفيفى عبده ولوسى، لكن الأزمة الحقيقية فى ظهور وصلات رقص بملابس وبدلات رقص لا تناسب قدسية الشهر الكريم، وخلال الفترة الماضية انتشرت مجموعة من الصور حول مسلسل بعنوان «نصباية» يجمع فى بطولته عدد من الراقصات، وأثارت تلك الصور حالة من الجدل لدى الجمهور الذين سخروا من الدراما الرمضانية التى تحتوى على تلك المناظر غير الأخلاقية، لذلك استطلعنا آراء بعض النقاد والمنتجين حول ضوابط ظهور راقصات ترتدين ملابس فاضحة أو بدلات رقص على شاشة شهر رمضان المبارك. فى البداية، قالت الناقدة خيرية البشلاوى إنها ليست ضد فكرة وجود الرقص فى الأعمال الفنية بشكل عام، لكن استغلال الراقصة فى الترويج للأعمال لتحل بديلًا للجنس فى الأفلام بهدف جذب الجمهور حول الراقصة إلى مجرد سلعة للتسويق وتحقيق المكسب فقط، وأضافت: إذا كان ظهور الراقصة بهذا الشكل المبتذل والرخيص فبالتأكيد هو أمر مرفوض لدى الجميع.. وطالبت الناقدة الكبيرة بضرورة وجود إشراف على القنوات التى يجب أن تتحمل مسئوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع ولا تساهم فى نشر هذا الفساد وإخراج أقذر ما فى المجتمع وإبرازه على أنه الأمر الطبيعى، مشيرة إلى أن بعض الأعمال الدرامية أصبحت تعتمد بشكل كبير على الجنس والدعارة والشذوذ والرقص، وهو ما تتوقع زيادته فى رمضان القادم. ويتفق معها الناقد طارق الشناوى الذى أكد رفضه التام لظهور الراقصة بهذا الشكل المبتذل من أجل تحقيق ربح مادى، مشيرًا إلى أن التجربة أثبتت فشلها ومن يعتمد على الرقص والجنس والشذوذ لا يأتى بنتيجة إيجابية.. وأشار إلى أن وجود راقصة فى العمل يعتمد على مدى أهميتها، فإذا كان لوجودها ضرورة درامية فما المانع من ذلك، مشيرا إلى أن الأمر لا يختلف فى رمضان عن غيره من المواسم، لأن أهمية الدور هى التى تفرض وجوده فى أى موسم كان. المنتج جمال العدل أكد أيضًا أن مسألة وجود الراقصة فى دراما رمضان يرجع لضرورة وجود الدور من عدمه، ولا يوجد فى الأمر مانع معين، وإن كنت أرى بشكل شخصى عدم ملائمة الأمر لشهر رمضان المبارك، لكن فى النهاية لا يمكن أن نحكم على شىء قبل مشاهدته وتقييمه، والأهم من كل ذلك الابتعاد تمامًا عن الإسفاف والابتذال حتى لو كانت هناك ضرورة لوجود راقصة، ولا بد أن تبتعد تماما عن فكرة الظهور ببدلة رقص فى هذا الشهر الفضيل. وفى ظل انتقاد مسلسل «نصباية» الذى يضم مجموعة كبيرة من الراقصات، منهن برديس وغزل وكواكب والمطربة والراقصة بوسى سمير، أكد منتج العمل محمود سويلم أن هناك صورا تم نشرها ليست صحيحة ولا توجد فى المسلسل من الأصل، مشيرا إلى أنه ينوى حذف أية مشاهد إثارة أو عرى داخل المسلسل، إذا ما تم تسويقه للعرض فى شهر رمضان المقبل احتراما لحرمة الشهر الكريم، مشيرا إلى أن المسلسل يناقش قضايا توجب على فريق العمل وجود مشاهد ربما تكون جريئة قليلا، حيث تدور أحداثه حول مشكلة البطالة والدعارة والبلطجة، كما أنه يتناول أسرار إحدى الشقق التى تديرها راقصة معتزلة «تجسد دورها بوسى سمير» فى أعمال منافية للآداب، ومن الطبيعى أن نظهر حياتهم وشكلهم وملابسهم بشكل طبيعى، والاستعانة بالراقصات هنا أمر ضرورى لتوصيل الرسالة المطلوبة فى العمل.