بين عشية وضحاها، أصدر المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية قرارًا بتحويل مدرسة «مؤسسة طنان الابتدائية» الحكومية إلى تجريبية بمصروفات دراسية باهظة لا يقوى عليها إلا أبناء الأغنياء فقط، متجاهلًا مديرية التربية والتعليم، ونقل المحافظ الطلاب إلى مدارس فى قرى أخرى مجاورة، لتوفير أماكن للطلاب المقتدرين، وطرد الفقراء إلى الشارع»، مما أدى إلى تشريد ما يزيد على 100 طالب من تلاميذ الصف الأول الابتدائى، وسط حالة من التعتيم الإعلامى! وقال فايز أحمد أحد الأهالى وأولياء الأمور ل «الصباح» إن المدرسة حكومية وتم إنشاؤها منذ أكثر من 50 عامًا عن طريق جمع التبرعات من الأهالى، لتعليم أبنائهم حتى لا يضطروا إلى القرى المجاورة ليتلقوا العلم، ولكن المحافظ حرم القرية من المدرسة بجرة قلم. من جانبها، أكدت والدة الطالب بدر أحمد السيد: أنه «تم إلغاء الصف الأول الابتدائى من المدرسة فى محاولة لتغيير نظامها تدريجيًا لتصبح تجريبية، وطرد أكثر من 100 طالب إلى المدارس الأخرى، فضلًا عن تكدس الطلاب فى الفصول بواقع 80 طالبًا فى الفصل، على عكس الفصول المخصصة لطلاب التجريبية والتى تحتوى على 15 طالبًا فقط». ومن جهته، قال عواد محمد « أنا دخلى اليومى من 20 إلى 30 جنيهًا، وتحويل المدرسة إلى تجريبى، خراب عليا وعلى أبنائى، يعنى أطلع عيالى التلاتة من التعليم عشان الحكومة تستريح وأرميهم فى الشارع، ليتحولوا إلى بلطجية وأطفال شوارع ومخربين؟». ولفت «عواد» إلى أن الفساد المالى والإدارى مستشرى بجميع محليات المحافظة، وبدلًا من تدخل المحافظ، فى الشئون التعليمية، يقوم بتطهير مؤسسات المحافظة، وخاصة المحليات من مخالفاتها، وإعطاء كل ذى حق حقه. وعن موقف المدرسة، قال الأهالى إن الإدارة طالبت مديرية التربية والتعليم بزيادة أعداد الفصول، لضم طلاب الملحقين بالمدرسة التجريبية، وعدم الإضرار بالتلاميذ الآخرين، إلا أن الإدارة رفضت ذلك. وأكد عدد من أولياء الأمور أنهم سيعتصمون فى داخل المدرسة بملفات أبنائهم، وسيستمرون فى التظاهر حتى يتراجع محافظ القليوبية والإدارة التعليمية عن هذا القرار، مؤكدين أن العملية التعليمية بالمدرسة غير منتظمة بسبب تكدس الطلاب، وعدم قدرتهم على التحصيل نظرًا لفشل المدرسين فى القيام بدورهم وانشغال الإدارة بالمشكلة القائمة حول تحويل نظام المدرسة. فيما تساءل والد الطالب جلال سمير جلال: هناك منح ومخصصات مالية من وزارة التربية والتعليم والمحافظة لإنشاء ثلاث مدارس جديدة فى كل محافظة، فلماذا لم يتم إنشاء مدرسة تجريبية للطلاب، بدلًا من الاعتداء على مدرستنا؟ وتابع والد الطالب مشيرًا إلى ولى أمر طالب آخر كان يقف أمام المدرسة «اللى أنت شايفه هناك بياخد 20 جنيه فى اليوم، يجيب منين 5 و6 آلاف جنيه، علشان يدخل ابنه مدرسة تجريبية، طبعا هذا مستحيل». بينما قالت والدة التلميذ محمد محمد طاهر إن كل أهالى البلد «غلابة»، ويطمحون فى تعليم أبنائهم لمواجهة تحديات الحياة، ولكن المحافظ يريد العكس، متساءلة «هما عاوزين يحولوا أولادنا لمتشردين وجهلة؟». وفيما رفض مسئولو المدرسة الإدلاء بتصريحات حول أزمة الطلاب، مؤكدين أنهم «جزء من الأزمة»، نفى محمد حسام وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية ما تردد حول تحويل المدرسة إلى تجريبية، واستبعاد 100 طالب منها، قائلًا إن «المدرسة استضافت عددًا من الفصول التجريبية فقط».