-هيكل ألمح إلى علاقة صداقة شخصية ب«السيسى».. وظهر كمستشار يجادله فى قراراته مثلما كان يفعل مع عبد الناصر شخصية مثيرة للجدل، حينما تجلس أمامه تشعر كأنك أمام موسوعة معرفية بحكم معاصرته لحقبة تاريخية طويلة ومهمة من تاريخ مصر، إنه الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل أو كما يلقب عند الجميع ب«الأستاذ». كانت علاقاته برؤساء مصر وبالأخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر محل نقاش واسع من قبل المؤرخين وزملاء جيله، نظرًا للعلاقة الوطيدة التى نشأت بينه وبين عبد الناصر، لدرجة جعلت البعض يصفها بأنها أكبر من علاقة صحفى بقمة السلطة، وتتجاوز حتى علاقة الصداقة الشخصية، لدرجة أن هيكل بما لديه من ثقافة وقدرة على التحليل السياسى كان بمثابة «الناصح» للرئيس الراحل، كان دائمًا ما يناقشه فى قراراته قبل أن يصدرها، ويعارضه أحيانًا، لدرجة جعلت رجال عبد الناصر يشعرون بأنه يشكل خطرًا على مكانتهم نظرًا لقربه من الرئيس الراحل. وبعد الحوار التليفزيونى الأخير للأستاذ، الذى كشف فيه عن علاقاته بالرئيس عبد الفتاح السيسى، بدأ يتساءل البعض حول ما إذا كانت العلاقة بينهما ستصبح بنفس القوة التى كانت عليها علاقة هيكل بعبد الناصر أم لا. هيكل استهل حواره بكلمات تؤكد حميمة العلاقة بينه وبين رؤساء مصر بدءًا من عبد الناصر حتى الرئيس السيسى، حينما قال: «كل رئيس مصرى أراد أن يستمع لى لم أتأخر عنه بداية من عبد الناصر والسادات ثم مبارك، ومرسى، وعدلى منصور، والسيسى». الأستاذ خلال حواره ألمح إلى أن العلاقة بينه وبين الرئيس السيسى «صداقة شخصية»، حينما قال إن الرئيس السيسى قد اتصل به ذات مرة قبيل الانتخابات الرئاسية، للاطمئنان عليه، متابعًا: وقتها قلت له أنا منحتك صوتى فى الانتخابات، وما يمثل فارقًا بينك وبين غيرك الكاريزما التى تتمتع بها، وكذلك الشعبية الجارفة التى يحظى بها فى الشارع المصرى. يظهر هيكل فى حواره، وكأنه «مستشار» للرئيس السيسى يجادله فى قراراته مثلما كان يفعل مع عبد الناصر، وبدا ذلك من خلال بعض كلماته عما حدث فى 30 يونيه، قائلاً: قلت له أرجوك حافظ على «الكاريزما»، واجعلها رصيدًا احتياطًا، متابعًا: وقتما كان محتارًا بقرار الترشح قلت له الجماهير انتخبتك يوم 30 يونيه حينما نزلت الميادين احتجاجًا على سياسات الإخوان. ويؤكد الأستاذ علاقاته الوطيدة بالرئيس السيسى، حينما قال: جمعنى به لقاء استمر نحو ثلاث ساعات تبادلنا فيه أطراف الحديث عن سر غيابى لفترة طويلة خارج مصر، وكذلك الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى مصر، ثم يدلى هيكل بما يوحى بجرأته الشديدة فى لقائه بالرئيس السيسى، حينما قال له: خلال تواجدى خارج مصر كنت حريصًا على متابعة الأوضاع الداخلية، وأعلم أن البعض ما زال يتربص بك، وأن هناك حاجزًا بينك وبين الحركة الشعبية بحكم كونك «جنرال» بخلفية عسكرية لكن ما سيساعد على تلاشى ذلك شعبيتك».