-المتهمون: والدنا أذاقنا مُر العذاب وكان دائمًا يهين والدتنا.. وحاولنا تصوير الجريمة على أنها حادث عرضى هى جريمة غير معتادة، ربما رأينا شبيهًا لها فى مسلسل «ابن حلال» عندما أحرق الابن أباه.. وهو نفس ما حدث من ثلاثة أطفال فى عمر الزهور، فاض بهم الكيل بسبب قسوة والدهم، فسكبوا البنزين عليه، وأشعلوا فيه النار حتى فارق الحياة. الأب المتسلط أذاق أولاده العذاب ألوانًا، وحوّل حياتهم إلى جحيم ليل نهار، مما حول أطفالا أعمارهم تترواح بين السبعة عشر عامًا واثنى عشر عامًا إلى مجرمين لا قلوب لهم، جرت وقائع القضية فى مركز جهينة التابع لمحافظة سوهاج، حيث تمكن رجال البحث الجنائى من فك طلاسم الجريمة برئاسة اللواء حسين حامد مدير الإدارة العامة لمباحث سوهاج. الجريمة بدأت منذ أن تزوج والد المتهمين الثلاثة بوالدتهم منذ ما يقارب من 20 عامًا، وبعد أن أنجبت منه ثلاثة أبناء بدأت معاملته السيئة لها، والتعدى عليها بالضرب بصفة يومية، وهى لا حول لها ولا قوة، فاضطرت المرأة إلى تحمل القسوة من أجل أن تربى أولادها، وعندما بدأ أبناؤها يشتد عودهم ويشاهدون والدهم وهو يعذب والدتهم ويهينها ويهينهم ويتعدى عليهم بالضرب بدأت كراهية الأب تتسلل إلى قلوبهم، وبدأت العلاقة بينهم وبين والدهم تتوتر، حتى صاروا مثل الأعداء الذين يتربصون ببعضهم البعض. وفى لحظة شيطانية جلس الغلمان الثلاثة معًا داخل إحدى غرف المنزل ليتفقوا على إنهاء حياة والدهم، بعد أن أصبحت الحياة معه مستحيلة، فجعلوا أخاهم الصغير يتوجه إلى إحدى محطات البنزين، واشترى «جركن» بنزين، وانتظروا حتى نام والدهم من جرعة مخدرات، وسكبوا البنزين على جسده ثم أشعلوا فيه النار، ثم سكبوا البنزين على بقية المنزل حتى يضللوا رجال المباحث، بحجة أن والدهم راح ضحية حريق نشب بالمنزل. كان مأمور مركز شرطة جهينة قد تلقى بلاغًا يفيد بنشوب حريق داخل أحد المنازل بدائرة المركز، وتبين نشوب الحريق بمنزل «ع إ ع» (مدرس)50 عامًا، يقيم بناحية نجع سلطان التابع لقرية جهينة الشرقية. وعقب تقنين الإجراءات والفحص، عثر على جثة مالك المنزل ملقاة على السرير «متفحمة» ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات التى أشرف عليها اللواء حسين حامد مدير الإدارة العامة لمباحث سوهاج، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من «محمد» 17 سنة، طالب بدبلوم الزارعة و «مصطفى» 13 سنة، طالب بالمرحلة الإعدادية، و «عبد الحكيم»، تلميذ بالصف الثانى الابتدائى، وجميعهم أبناء المجنى عليه. تمكن ضباط مباحث المركز من ضبط المتهمين، وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترف الأول والثانى بارتكاب الواقعة؛ لقيام والدهم بالتعدى الدائم عليهم وعلى والدتهم، وتجريدها من ملابسها وإخراجها من المنزل فى ذلك الوضع. تحرر عن ذلك محضر بالواقعة، وأحالهم اللواء إبراهيم صابر مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.