تستغل شركات حج وعمرة «وهمية» تعمل فى الخفاء موسم الحج ك«سبوبة» للنصب على الغلابة فى عدد من المناطق سواء فى القاهرة أو فى المحافظات، وخاصة المناطق النائية. هذه الشركات تعتمد فى عملها على بعض السماسرة الذين تكون لهم عدة مهام محددة تبدأ من الترويج للشركات بهدف إقناع الأهالى بأن هناك شركات حج كبرى تقوم بتسهيل سفر الحجاج بأقل الأسعار، من خلال توزيع إعلانات على الأهالى أثناء خروجهم من المساجد يوم الجمعة. ويؤكد محمد عبد المجيد، أحد سكان «عزبة الولدة» فى حلوان ل «الصباح» أن هناك العديد من المندوبين يوزعون إعلانات على المواطنين أثناء خروجهم من صلاة الجمعة ، تحتوى على أسماء شركات تعمل فى تنظيم رحلات الحج والعمرة للأهالى مقابل أسعار بسيطة، مقابل استقطاع مبلغ 1000 جنيه من كل مسافر لكل سمسار يقوم بجلب حاج إلى مكتب فى مدينة حلوان اسمه «مكتب الإسراء للسفريات وخدمات الحجاج». أما الحاج سيد إسماعيل أبو النيل، من كبار عائلات «التبين» جنوبالقاهرة، فيقول إن هناك العديد من الشكاوى وردت إلينا من أهالى القرية، تفيد بأن أحد الأشخاص يدعى «مرسى حماد» وهو مندوب «شركة المروة لتيسير خدمات الحج والعمرة» بالمعادى، قام بالمرور على المنازل، مدعيًا أنه مندوب الشركة، وأنه جاء لتقديم خدمات الحج لمن يرغب، والتف حوله العديد من الأهالى الراغبين فى الحج، وقمنا باستضافته فى ديوان العائلة فى القرية، وجاءت سيدة مسنة تدعى «أم حسن» قائلة «أريد أن أزور بيت الله الحرام قبل موتى وكل ما لدى هى 1000 جنيه فقط»، فتأثر لها الأهالى بكلامها، وجمعوا لها 5600 جنيه كتبرعات من الأهالى لمساعدتها فى أداء العمرة، وحصل هذا الرجل على المبلغ وطلب منها تسليمه صورة البطاقة الشخصية، و6 صور شخصية لاستخراج جواز سفر، وبالفعل قامت بتسليمه المبلغ، وهذه الأوراق ثانى يوم، ومر أسبوعان اختفى بعدها هذا الشخص تمامًا ولم يظهر له أثر مرة أخرى فى القرية، وحاولنا الاتصال به على تليفونه الخاص إلا أنه مغلق طوال الوقت، واستنتجنا فيما بعد أنه غير موجود بالخدمة أساسًا، ولم نستطع التوصل إليه حتى الآن. من جانبه يقول عبد الفتاح خطاب نائب رئيس اتحاد العمال السابق ، ل«الصباح» إن أزمة شركات الحج الوهمية مشكلة قائمة منذ سنوات، وقد وردت إلينا فى الاتحاد العديد من الشكاوى ضد هذه الشركات، وأرسلنا العديد من المذكرات والشكاوى إلى وزير السياحة دون جدوى، وأغلب هذه الشركات تقوم بتأجير شقق سكنية فى مناطق متفرقة فى المحافظات بالقرب من القرى النائية، لعدم معرفة الأهالى البسطاء أنها شركات وهمية تعمل فى الخفاء، ثم تطلق بعض السماسرة فى المحافظات لعرض خدماتهم فى تيسير خدمات الحج والعمرة ، ليتضح فى النهاية أن الأمر لا يعدو أن يكون نوعًا من النصب والاحتيال على الأهالى.