-محلب قدم ل«أوباما» تقارير عن ضبط أسلحة وأجهزة رؤية ليلية أمريكية مع الإرهابيين.. فرد: مُهربة من ليبيا -أهم رسائل الرئيس التى حملها محلب إلى واشنطن: أمريكا لم تعد «كعبة» العلاقات الخارجية المصرية عندما وجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما سؤالًا لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة لحضور القمة الأمريكية- الإفريقية، عن «الموقف من الحريات» ووضع الإخوان الآن، وإمكانية قبولهم مرة أخرى كفصيل فى المجتمع المصرى، جاء الرد من الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال تدشينه مشروع قناة السويس الجديدة، وهى الرسالة هى نفسها منذ أول يوم عزل فيه الشعب مرسى، وكان الرد أن «أمن الوطن أولًا، اتركوا العنف ثم تعالوا نتحدث». الدكتور سعد الدين إبراهيم الباحث السياسى ورئيس مركز «ابن خلدون للدراسات الإنمائية»، اعتبر أن «السيسى على وشك التصالح مع الإخوان»، وقال إبراهيم فى تفسيره لحديث الرئيس خلال الاحتفال الذى أقيم لإعلان تدشين مشروع قناة السويس: «أن لكل مواطن اعتقاداته الخاصة التى يمارسها كما يحب دون تخريب أو أعمال عنف، وأنه يمد اليد للجميع للعمل على تنمية مصر»، معتبرًا أن ذلك يحمل أكثر من احتمال، فهو دعوة لفض الخلافات والنزاعات، كما أنه أيضًا تنويه لقبول «مصالحة قريبة» مع المتعاطفين مع الإخوان. وكشف مصدر أمنى ل«الصباح» أن محلب ناقش بالفعل عروضًا ووساطات أمريكية للتصالح مع الإخوان ومؤيديهم، وكان الرد الأولى بعرضه تقريرًا مفصلًا لرؤية الحكومة للوضع الأمنى والاقتصادى الحقيقى فى مصر الآن، لافتًا إلى أن أبرز ما تضمنه التقرير دلائل تثبت الدعم الأمريكى للإرهاب الإخوانى. وأرفق محلب ضمن تقريره تقارير مستقلة لجمعيات أهلية قامت برصد جرائم الإخوان خلال الستة أشهر الأخيرة، ومنها تقرير ل«الحملة الشعبية المصرية لإدراج الإخوان كتنظيم إرهابى دولى» على مستوى العالم. من جانبها، قالت داليا زيادة، الناشطة الحقوقية المنسق العام للحملة، إن أعضاء الحملة عملوا خلال الفترة الماضية على رصد جرائم جماعة الإخوان والأفكار والمصطلحات التى تروج لها الجماعة، وهو ما مثل دافعًا لدراسة العلاقة التى تربط بين التنظيمات الإرهابية فى الداخل والخارج، مشيرة إلى أن الإخوان قاموا بتنفيذ نحو 1750 جريمة خلال ال 6 أشهر الماضية. وكشفت «زيادة» عن تعرض عدد من أعضاء الحملة لتهديدات من مسئولين كبار بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان بالولاياتالمتحدة، تتوعد بمنعهم من دخول أمريكا مرة أخرى والتضييق على أعضاء الحملة رغم أنهم كان مرحبًا بهم من قبل كأعضاء بارزين فى مركز «ابن خلدون»، مشيرة إلى أن «الكونجرس لديه تخوف من فتح ملف إدارة الإخوان كتنظيم إرهابى حتى لا يتهم بأنه يعادى الإسلام أو الحريات». كما كشفت الناشطة الحقوقية عن إحدى أهم الوثائق التى تم الحصول عليها من فلسطين، وهى تفيد بأن نحو 27 عنصرًا من حركة «حماس» منضمين لجماعة «أنصار بيت المقدس»، ويعاونونهم فى ممارساتهم الإرهابية، كما حصلت الحملة على وثائق لها علاقة بما يحدث من شبكة الإخوان الموجودة فى الولاياتالمتحدة، عبر عدة مراكز حقوقية لا تحمل اسم الإخوان، حيث أكد مكتب «إف بى آى» أن هذه المراكز يقوم عليها عناصر إخوانية «تهدف لتدمير المجتمع الأمريكى نفسه». وكانت أهم رسائل السيسى التى حملها محلب إلى واشنطن خلال الزيارة، أن أمريكا لم تعد «كعبة» العلاقات الخارجية المصرية، لكنها مازالت حليفًا استراتيجيًا مهمًا لا تريد مصر أن تقطع كل روابط الصلة معه، خاصة إذا نجحنا فى إيصال رسالة «تعدد الحلفاء» إلا العالم، وتوسيع مساحة الشراكة والمصالح المشتركة على حساب قضايا المنح والمعونات، وحمل رئيس الوزراء عدة رسائل بالغة الأهمية بقصد تثبيت صورة ذهنية محددة تعكس توجهات الدولة المصرية وانحيازاتها الوطنية فى الوقت الراهن. ومن أمريكا قدم محلب رؤية مفادها أن مصر نعم مازالت الدولة الحليفة لواشنطن، وأن علاقتها بالولاياتالمتحدة ستبقى هى «الأكثر أهمية»، وأن خط مصر السياسى والاقتصادى مازال يستحق كل الدعم الأمريكى ويتوافق مع أهدافها، وكانت أهم رسالة عن رسم ملامح الصورة الشعبية الوطنية بإجماع حول السيسى وخطواته بشكل لم تحظ به أى قيادة سياسية منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان ملخص الرسالة: مصر تحمى العالم من «الإرهاب» فلا تنتقدوا «الحريات». وكان التساؤل الأهم حول تقارير أمنية كشفت عن وجود أسلحة متطورة من أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية مع الإرهابيين فى سيناء، ومنها أجهزة رؤية ليلية وأجهزة اتصالات لاسلكية معقدة تتيح التواصل عبر الأقمار الصناعية. واللافت أن أوباما لم ينكر بل رد قائلًا إنها «مهربة من ليبيا». ويبدو أن هناك صدى إيجابيًا لتلك الرسائل، حيث قال «محلب» إن ثمة تغييرًا كبيرًا فى نظرة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه مصر فى المرحلة الحالية تختلف عما سبق، وتفهمًا أمريكيًا كاملًا وقويًا للموقف المصرى الحالى. وبدا هذا واضحًا على لسان محلب حين تحدث عن دور مصر فى مواجهة الإرهاب قائلًا: إن الولاياتالمتحدة تعلم أن مصر هى جزيرة الأمن والأمان وسط منطقة تعج بالعواصف، وأن العلاقة بين البلدين طويلة وعميقة، لكن قد يشوبها بعض الاختلافات إلا أن هناك مصالح مشتركة بينهما فمصر تواجه الارهاب لحماية العالم بأسره من خطر التطرف، وقد دفعت فواتير ثقيلة فى هذا الأمر. ومن جهة أخرى، أثار عدد من وسائل الإعلام الأمريكية دور الولاياتالمتحدة المعقد فى علاقتها مع الإخوان، وتحدث عن دعم مادى وتنظيمى وليس فقط سياسيًا، كما كشف عن «شبكة سرية» أسستها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون فى مصر. وقالت مجلة «فرونت باج» أن من أبرز أعضاء هذه الشبكة جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان والذى تم اعتقاله بواسطة السلطات المصرية منذ عدة أشهر بتهمة التحريض على العنف وحاول وقتها وزير الدفاع الأمريكى التدخل للإفراج عنه، وهو ما يؤكد تلك المعلومات. وأشارت المجلة إلى أن «الحداد» كان يعمل فى فرع «مؤسسة كلينتون» فى لندن، وبعد وصول الإخوان للحكم تم تكليفه بالعودة إلى مصر للعمل كمتحدث إعلامى لتنظيم الإخوان، نظرًا لقدرته على مخاطبة الإعلام الغربى، مستغلًا فى ذلك شبكة علاقاته التى أنشأها من خلال القرب من «مؤسسة كلينتون» وعلاقته بوزيرة الخارجية السابقة. ومنذ القبض عليه وما أثاره تدخل مسئولين أمريكيين لإطلاق سراحه، فُتح الباب أمام الكثير من التساؤلات حول علاقة تنظيم الإخوان بمسئولين أمريكيين كبار استخدموهم لتحقيق أهدافهم، وتم إعدادهم منذ فترة للوصول لحكم مصر.
وتساءل الكثير من المحللين الأمريكان حول قدرة الإخوان على اختراق بعض المؤسسات الأمريكية، والأسباب التى دفعت «كلينتون» لاختيار «الحداد» للعمل فى المؤسسة على الرغم من أنها تعلم بخلفيته السياسية وبكونه عضوًا بارزًا فى تنظيم الإخوان الذى يكن العداء الشديد للولايات المتحدة.