الشيخ ياسر كلف أتباعه بطباعة الملصقات.. وعندما أصدرت «الداخلية» بيانها تبرأ منها الحملة بدأت فى شوارع مهد الدعوة السلفية فى الإسكندرية ثم سرعان ما انتشرت فى أمانات حزب النور بعدة محافظات انتشرت بشكل كاسح مؤخراً فى الشوارع والميادين ملصقات تحمل عبارة «هل صليت على النبى محمد اليوم؟» تجدها على السيارات والتكاتك وفى مداخل المحال والعقارات والطرقات العامة، الأمر الذى أثار حالة من الجدل فى الشارع المصرى، ترتب عليها إصدار وزارة الداخلية بيانا شديد اللهجة اعتراضاً على هذه الحملة من منطلق أن «القانون يُجرم استخدام أو تعليق أى ملصقات أو علامات بالسيارات»، فضلاً عن كونها مقدمات تحمل بين طياتها توجهاً طائفياً» – بحسب ما جاء فى بيان الداخلية. وكذلك بعدما هاجم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الحملة ووصفها بأنها «مريبة» ووراءها أهداف خبيثة –على حد تعبيره. فى ظل حالة الجدل الشديدة بشأن هذه الحملة، بدأت تثار تساؤلات عدة حول الممول الرئيسى لهذه الحملة، وأهدافها، والمغزى الحقيقى من ظهورها فى ذلك التوقيت تحديداً. «الصباح» علمت من مصادرها أن حزب النور والدعوة السلفية هما من أطلقا هذه الحملة وليس جماعة الإخوان الإرهابية كما يظن الكثيرون، لكن الإخوان استغلوا هذه الملصقات فى الصراع السياسى وبدأوا يزعمون أنهم من دشن هذه الحملة لتحسين صورتهم لدى الرأى العام المصرى، وإظهار أنفسهم على أنهم المدافعون عن الإسلام ضد الداخلية، وهى عادة الجماعة فى القفز على الأحداث التى ليس لهم يد فيها- على حد قول المصادر. المصادر أكدت أن هذه الحملة كانت ضمن مبادرة دشنها السلفيون منذ فترة بعنوان «إعادة الأخلاق إلى الشارع المصرى»، خاصة فى ظل موجة السباب- بحسب قول المصادر- التى تبنتها جماعة الإخوان المسلمين، على قيادات الدعوة السلفية، وإساءتهم للقوات المسلحة إبان انتخابات الرئاسة.
المصادر كشفت عن أن ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، هو من أصدر أوامره لشباب السلفيين بطباعة عشرات الآلاف من الملصقات التى تحض الناس على الأخلاق والعودة إلى أخلاق السلف الصالح، لاسيما التأسى بأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم. وتابعت المصادر: الدليل على ذلك أن الحملة بدأت فى شوارع مهد الدعوة السلفية فى الإسكندرية ثم سرعان ما انتشرت فى فى أمانات حزب النور بعدة محافظات منها كفر الشيخ والبحيرة وسيناء وانتقلت إلى محافظات الصعيد. واستطردت المصادر: هذه الحملة معلنة على صفحات الدعوة السلفية وحزب النور على مواقع التواصل الاجتماعى المنسوبة للحزب والدعوة، منها «شبكة رصد حزب النور» و «يامصر صباحك نور» و«الصفحات الرسمية لقيادات الحزب والدعوة وكذلك الموقع الرسمى الناطق باسم حزب النور، وموقع أنا السلفى، ونشر قيادات الدعوة بهذه المواقع مقالات مطولة عن أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بالتزامن مع انتشار الملصقات. المصادر أشارت إلى أنه عقب إصدار وزارة الداخلية لبيان شديد اللهجة، تتوعد فيه من يقف وراءها، تبرأ السلفيون من الحملة، وقررت الهيئة العليا للحزب السلفى– بحسب كلام المصادر، منع توزيع مئات الآلاف من الملصقات الموجودة فى أمانات الحزب على مستوى الجمهورية. وأرجعت المصادر سبب تبرؤ السلفيين من الحملة إلى خوفهم من حل حزب النور، بعد أن توجه إليهم تهمة أنهم كيان سياسى يمارس العمل السياسى على أساس دينى. ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، الذى أصدر أوامره بإطلاق الحملة وطباعة الملصقات، سارع بالنفى من أن تكون للدعوة السلفية أو حزب النور أى علاقة بهذه الحملة. وقال برهامى: «قرار وزارة الداخلية بإزالة الملصقات من الشوارع، سيثير حالة من الاحتقان الشديد بين الشعب المصرى والشباب المتدين، مشيرا إلى أن إزالتها ليس هدفه إعادة الانضباط فى الشارع كما تدعى وزارة الداخلية، وإنما مصادمة الشعب فى مشاعره الدينية». وأكد برهامى، أن قرار الداخلية غير موضوعى، ويروج لفكرة أنها حرب ضد الدين، واصفاً تصريحات البعض بأن حزب النور وراء انتشار الملصق، ب «سوء الظن والنية». شريف طه المتحدث باسم «حزب النور» رأى أن تحذف جميع الملصقات الموجودة على السيارات وليس ملصق «الصلاة على النبى» فقط، نافياً ما يتردد بأن حزب النور هو راعى تلك الحملة.