التنظيم الدولى دفع بعناصر غير معروفة لخوض الانتخابات كمستقلين بعيداً عن أى أحزاب ذات توجهات إسلامية دولى الإخوان يكلف القيادى بالحرية والعدالة رفيق حبيب بتولى اختيار شخصيات قبطية معادية لثورة 30 يونيه والدفع بها فى الانتخابات رغم حظرهم وتوجيه ضربات قاسمة لتنظيمهم، فإنهم لا يزالون مُصرين على العمل فى السر، ورغم التأكيدات الصارمة الذى قطعها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه لن يسمح بوجودهم فى الحياة السياسية المقبلة سواء كانوا حزباً أم جماعة، وأنه لا تصالح معهم تحت أى ظروف، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولى لا تكل ولا تمل من تدبير المؤامرات، وآخر هذه الخطط السرية ستوجه صوب البرلمان القادم.
علمت «الصباح» أن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بدأ الاستعداد لتنفيذ خطة اختراق مجلس النواب الجديد، والدفع بعدد من عناصر الجماعة غير المعروفين بميولهم الإخوانية لخوض الانتخابات كمستقلين، بعيداً عن أى أحزاب ذات توجهات إسلامية بما فى ذلك الأحزاب المتحالفة مع الإخوان وهى: الوسط والوطن السلفى والأصالة والاستقلال.
وقرر التنظيم الدولى- وفقا لما أكدته المصادر- تكليف محمود حسين، أمين عام الجماعة الهارب والمقيم فى تركيا، بالتواصل مع الشخصيات التى يمكن إسناد هذه المهمة لها، حيث وقع الاختيار على كل من السفير السابق عبدالله الأشعل والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية فى عهد الإخوان والذى تنازل لصالح مرشحهم المعزول محمد مرسى. كما شملت الاتصالات أيضاً عضو مجلس الشورى المنحل والقيادى بحزب غد الثورة - الذى يرأسه الهارب فى لبنان الدكتور أيمن نور - الدكتور محمد محيى، إلى جانب القيادى بحزب الحرية والعدالة رفيق حبيب، لتولى اختيار شخصيات قبطية معادية لثورة 30 يونيه والدفع بها فى الانتخابات، وقد بدأ القيادى الإخوانى الموجود داخل مصر الدكتور محمد على بشر والقائم بعمل رئيس حزب الحرية والعدالة، إجراء سلسلة من الاتصالات مع العناصر الإخوانية المؤهلة لخوض هذه الانتخابات وبحث سبل دعمها مالياً وإعلامياً وتشكيل فريق قانونى برئاسة القيادى الإخوانى المحامى محمد طوسون لتولى الدفاع عنهم فى حال تقديم أى طعون انتخابية لاستبعادهم من الترشح. من جانبه قال ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، إن الإخوان يعتبرون البرلمان المقبل قضية حياة أو موت بالنسبة لهم، وذلك ليس فقط لعدم ترك الحياة السياسية لمن على الساحة الآن، ولكن أيضا لتبنى قضايا الجماعة والدفاع عنها داخل البرلمان فى المستقبل، مؤكداً أنهم عقدوا صفقات أقرب للتحالفات مع حزب «مصر القوية» الذى يترأسه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، وقاموا بدعم بعض كوادر الحزب بمبالغ مالية ضخمة سيدفعها التنظيم الدولى للترشح معهم وتبنى قضاياهم، كذلك أيضاً قام الإخوان بعقد تحالف أيضاً مع حزب الوسط وبخاصة فى المحافظات، ومن ضمن المطروحين للترشح عنهم القيادى مجدى حسين ومجدى قرقر وبعض أعضاء حزب العمل غير المحسوبين على تيار الجهاد. وأضاف الخرباوى فى تصريحات ل «الصباح» أن الإخوان يطلقون على تلك التحالفات «تحالفات مرحلية» لتجاوز الموقف الحالى فقط، وأنهم أيضاً عقدوا اتفاقات مع قيادات يسارية شهيرة بعيدة عن فكرهم بعد شرائهم بالمال، مبررين بأنهم يملكون شعبية مهمة وسط الشباب والمعارضين، منوهاً إلى أن الدولة لن تستطيع منع تلك الشخصيات من الدخول فى البرلمان أو الترشح لأنهم سيكونون ضمن أحزاب مسجلة وقانونية، وهؤلاء سيكون دورهم هى الدفاع عن القضايا الرئيسية التى تخص الجماعة داخل القبة لكسب تعاطف الآخرين معهم مثل قضايا التعذيب والسجون والمشردين، وأن الحل الوحيد لمواجهة مخطط الإخوان لاحتلال البرلمان المقبل هو التوعية الإعلامية للمواطنين بعدم انتخاب تلك الشخصيات وكشف حقيقتها السرية، وعلى الأحزاب الضعيفة تقوية صفوفها، لأن الإخوان والسلفيين سيسعون لملء الحياة السياسية بدلا عن الأحزاب. أما عن قضية شراء الإخوان لبعض القيادات القبطية للترشح عنهم فى بعض المناطق، أوضح الخرباوى، أن هذا ليس أمراً جديداً، فقد حدث قبل ذلك وقام الإخوان بتعيين بعض الأقباط فى مجلس الشورى الماضى، منوهاً إلى أن هذه الأساليب مكشوفة ومعروفة للرأى العام. فى السياق ذاته، قال سامح عيد، أحد شباب الإخوان المنشقين عن الجماعة، إن الإخوان إذا اتخذوا تلك الخطوة بالمشاركة فى البرلمان المقبل سواء بدعم مرشح لهم أو مرشح تابع لهم، سيكون ذلك اعترافاً منهم بخاطرة الطريق وثورة 30 يونيه، وهذا سيكون إحراجاً لهم أمام العالم والتنظيم الدولى لا يرجح ذلك، ويرجح إعادة الشرعية للجماعة، موضحاً أنهم يملكون أرقاما وكتلا تصويتية كبيرة فى الشارع وفى بعض المناطق، ومن حق أى من الأسماء البعيدة عنهم أن يدخلوا البرلمان دون عوائق، منوهاً إلى أن النظام الفردى سيساعد عن دخولهم للبرلمان بسهولة، لأن هناك مناطق سيكون متوسط عدد المرشحين 50 فى الدائرة الواحدة 20 منهم من الأحزاب والباقين مستقلون، فهم يملكون أرقاما ثابتة لكن الأحزاب لها أرقام مبعثرة.
وأكد عيد ل «الصباح» أن الإخوان ليس لديهم مشكلة فقهية مع استغلال قيادات قبطية لتحقيق ما يريدونه فى البرلمان، منوهاً إلى أن التنظيم الدولى والقيادات الكبيرة لهم فى مصر لديهم رغبة فى ممارسة الحياة السياسية، وتلك هى الأزمة، لأن شباب التنظيم أصبحوا متمردين وغاضبين ولديهم تصميم على الجهاد ضد النظام، كما أن عدد التنظيم لم يتأثر بما حدث فى العام الماضى وأن أعدادهم المعلومة له حتى الآن بأنهم يزيدون على 500 ألف إخوانى.