قبل قدوم شهور الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بدأت تظهر معالم الشيخوخة على الخطوط الثلاثة لمترو الأنفاق، لتتعالى أصوات ركابه بالشكوى من المشاكل اليومية التى تواجه كل من يفكر فى ركوب المترو، ذلك المرفق الحيوى الذى يعد شريان القاهرة المرورى وينقل الملايين يوميًا، لكن الإهمال الذى ضرب المترو، تركه عرضة لأمراض عدة، فأنظمة التهوية معطلة، وبوابات الدخول خاجر الخدمة، والتكدس فى المحطات ما يثير سخط الركاب، فى ظل سيطرة الباعة الجائلين على أرصفة المحطات فى غياب كامل للأمن. أكد رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق الجديد، المهندس على فضالى أن خسائر المترو خلال العام الماضى وصلت إلى 100 مليون جنيه نتيجة التهرب من قيمة التذكرة، بينما قال ناظر محطة مترو «الأوبرا»، أيمن الشربينى، إن المترو يمر الآن بأسوأ حالاته فى ظل غياب شركات الصيانة، خاصة شركة «صان مصر»، التى تقوم بأعمال الصيانة لبوابات الدخول والخروج، فمنذ أن تم تعيينها من قبل رئيس شركة المترو الأسبق، المهندس محمد الشيمى، لكى تقوم بصيانة بوابات الدخول والخروج لا تفعل شيئًا يذكر، على عكس ما كان يحدث فى الماضى عندما كان يوقع على الشرطة غرامة فورية إذا لم تقم بأعمال الصيانة. وأكد الشربينى أن الخط الأول لم يعد صالحًا للعمل، فجميع العربات لا تليق بالمواطنين، فلا توجد مكيفات هواء بداخله، بعد أن تم الاستغناء عن أغلب مكيفات الهواء التى كانت تعمل بداخله، وتم استبدالها ب«مراوح سقف»، وأغلبها معطل لعدم توافر قطع الغيار، فضلاً عن استبدال المقاعد والكراسى المبطنة والمريحة للجلوس بمقاعد عاجية لا تريح الركاب أثناء جلوسهم، فقد تم تعديلها جميعاً، ولم يتبق إلا مجموعة صغيرة من القطارات تتواجد بها المقاعد الحمراء المصنعة من الفيبر المضغوط. وأضاف الشربينى أن ماكينات الدخول والخروج فى غالبية محطات المترو لم يتم الاهتمام بها بشكل جيد، حيث إن أغلب المحطات معطلة، وتم الاستغناء عن الماكينات لتتحول إلى ديكور لا حاجة له، بعدما تم استخدام البراميل الزرقاء، لكى يتم جمع التذاكر من الركاب وإلقائها بداخل البراميل، لافتًا إلى أن هذا لا يحدث إلا فى الدول المتخلفة التى لا تواكب العصر، خاصة أن أى راكب يستطيع أن يدخل ويخرج من المترو دون أن يشعر به أحد، ودون أن يدفع ثمن التذكرة، فلو معه تذكرة قديمة يقوم بإلقائها فى البرميل لا يستطيع أحد أن يسأله من أين أتيت وإلى أين تذهب. من جهته، أكد الأمين العام للنقابة المستقلة للعاملين بالمترو، أنور بدور، أن مشروع الكارت الذكى جاء بالخسارة على هيئة المترو، خاصة أن ماكينات الكارت الذكى، والتى تعمل بنظام ممغنط يقوم صاحب الكارت بوضعه على الماكينة ثم يمر، أصبح كابوسًا يهدر الإيراد يوميًا، حيث إن ماكينات الكارات الذى تعمل بنظام تشغيل عبر أجهزة الحاسب الآلى معطلة، ولا يتم تسجيل دخول أو خروج أى من حاملى هذه الكروت، وبالتالى يتم إهدار ملايين الجنيهات يوميًا. وأضاف: أن رئيس المترو السابق المهندس عبدالله فوزى، استعان بشركة إسبانية مقابل 3 ملايين جنيه، لتوفيق نظام التشغيل ليتم توحيده بين الخطوط الثلاثة بالنسبة للاشتراكات حتى لا يتعارض استخدام حاملى الكارت الذكى بين أنظمة الخطوط الثلاثة، لافتًا إلى أن المشكلة ليست فى هذا الأمر فقط بل إن أغلب محطات المترو لا تتواجد بها ماكينات كشف على الكارت الذكى مما يجعل أى حامل كارت ذكى يدخل ويخرج بدون قيود، حتى أن أفراد الأمن لا يفهمون فيه شيئًا. وأشار بدور إلى أن الباعة الجائلين لا يخشون أحدًا سواء من إدارة المترو أو الشرطة، ففى عربات المترو تقابل بائع المناديل وبائع الأدوات الكهربائية الصغيرة، فضلًا عن تواجد الباعة الجائلين داخل محطة مترو العتبة، والذين يستخدمون الطرقات والمداخل الرئيسية للمترو، ويقومون بافتراشها بكل ما يبيعونه من ملابس وأدوات تجميل وغيرها من المستلزمات المعيشية، فالباعة الجائلون ينقسمون إلى قسمين بائع متجول داخل عربات المترو على طول الخطوط الثلاثة، وباعة يقيمون فى مداخل ومخارج المترو فى محطة العتبة وغمرة وحلوان والمرج الجديدة. وندد بدور بإغلاق محطتى السادات والجيزة، مما يؤدى إلى مشاجرات يومية بين المواطنين نتيجة طبيعية للازدحام الشديد فى المحطتين خصوصًا فى وقت الذروة وموعد خروج المدارس، وكل ما نسمعه من المسئولين فى المترو، هو غلق المحطات لدواعٍ أمنية ولا نستطيع الإفصاح عن أسبابها.