-حملة «شفت تحرش» : رصدنا أعلى نسبة تحرش فى الشارع بعد رقص صافيناز فى فيلم «القشاش» ؛ و«حلاوة روح» يهدد بزيادة أعداد المتحرشين -طارق الشناوى: لا تحملوا السينما أكثر من طاقتها؛ فالتحرش ظاهرة اجتماعية وليست سينمائية وقت عرض فيلم «عبده موته» لمحمد رمضان اندهش البعض من رؤية الشباب فى الشوارع وهم يتقمصون شخصية بطل الفيلم «البلطجى» الذى يتخذ من السيف والسنجة أداة للحصول على حقه وقتها راحت وسائل الإعلام تفرد صفحاتها لتحليل تلك الظاهرة الغريبة على مجتمعنا ؛ وبعدها بعدة أشهر كان الجمهور على موعد آخر مع زيادة شديدة فى نسبة التحرش بالفتيات فى الشوارع بمجرد خروجهم من دور العرض السينمائية بعد مشاهدة الراقصة صافيناز فى مشهد واحد من الفيلم، وهى ترقص مستخدمة كل إمكانياتها الجسدية للتعبير عن نفسها.. ومع اقتراب بداية موسم الصيف السينمائى بدأ عرض فيلم «حلاوة روح» للبنانية هيفاء وهبى والتى أكد البرومو الأخير للفيلم الذى ترقص فيه البطلة على أغنية «حلاوة روح» التى يغنيها حكيم أننا أمام أزمة جديدة ربما تساهم فى زيادة معدل التحرش فى الشارع المصرى من جديد؛ فبطلة الفيلم لم تظهر خلال البرومو سوى من «مؤخرتها» فقط وهو أمر أثار استفزاز المشاهد العادى الذى اعتبر أن هذه السيدة أربعينية العمر قررت استغلال نفوذها الجسدى للتأثير على غرائز المراهقين من أجل إجبارهم على دفع ثمن تذكرة السينما لضمان تحقيق النجاح لفيلمها. ظاهرة مشاهد العرى والرقص فى معظم برومهات الأفلام ليست بجديدة حيث يستغلها عدد كبير من المنتجين منذ عدة سنوات؛ وزادت الظاهرة فى فترة ما بعد الثورة فى ظل غياب الرقابة التى تساهم فى اتهام السينما بأنها سبب انتشار عوامل سلبية كثيرة فى المجتمع من خلال عدم التصنيف العمرى خاصة أن السينما تنقل من الواقع وليس العكس، وتحصد برومهات هذه الأفلام على أعلى نسبة مشاهدة ليصل نسبة مشاهدة فيلم مثل «حلاوة روح» على اليوتيوب إلى أكثر من 3 ملايين، كذلك فيلم مثل «ظرف صحى» الذى يتاجر بجسد الراقصة وفيلم «بنت من دار السلام» لراندا البحيرى ورحاب الجمل الذى يتطرق فى البرومو الخاص به لمشاهد جنسية حميمة وألفاظ خارجة . وما بين رغبة المنتج فى تحقيق مكسب مادى واستغلاله لجسد المرأة وبين حالات الكبت التى يعانى منها الشباب وزيادة معدلات التحرش فى المجتمع المصرى؛ هو ما يجعلنا نتساءل هل تساهم السينما فى زيادة معدلات التحرش؟! خاصة أنه تم من قبل اتهام دينا بأنها تسببت فى زيادة معدلات التحرش بعد رقصها أمام إحدى دور العرض أثناء عرض فيلمها مع سعد الصغير.. ولأن أزمة التحرش أصبحت من الظواهر السيئة التى اجتاحت المجتمع خلال الفترة الحالية تولدت المخاوف من جديد مع بدء عرض فيلم «حلاوة روح» وهو ما جعلنا نتوجه بالسؤال لحملة «شفت تحرش» التى ترصد حالات التحرش فى الشارع المصرى، وتحاول التصدى لها، وذلك من خلال كشف الإحصاءات وتقديم الحلول الممكنة لمواجهة الظاهرة؛ حيث أكدت هالة مصطفى عضو الحملة فى حديث خاص لنا أن نسبة معدلات التحرش فى مصر فى زيادة مستمرة، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأفلام التى تعمل على عرض المرأة كسلعة وأداة يستغلها البعض فى الترويج لأعماله؛ وبالطبع مشاهدة إعلانات مثل تلك الأفلام يؤثر على كثافة مشاهدة الشباب لها فى السينمات وزيادة القيم الأخلاقية المغلوطة التى بدأت فى الانتشار داخل المجتمع المصرى، وتابعت هالة أن الحملة عندما تواجدت العام الماضى أمام السينمات أثناء عرض فيلم «القشاش» الذى ظهرت فيه صافيناز كان الأقبال شديدًا على الفيلم، وأن الحملة رصدت أعلى نسبة تحرش بعد عرض الفيلم وذلك على مدار اليوم.. وأضافت: نحتاج إلى الكثير من أجل منع ظاهرة التحرش، فهناك عوامل كثيرة بجانب السينما تؤثر بالفعل على زيادتها، وأوضحت أنها ليست ضد حرية الفن والتعبير. فيما اختلف معها الناقد السينمائى طارق الشناوى الذى أكد أن السينما ليست لها علاقة بزيادة نسبة التحرش؛ فالأفلام ليست السبب فى الأمر؛ وعندما رقصت دينا من قبل أمام إحدى السينمات واتهموها بالتحرش لم يحدث وقتها شىء، ولم نر زيادة فى معدلات التحرش، وأيضا بالنظر إلى بعض الأفلام القديمة التى توجد منذ زمن كانت بها مناظر عرى كثيرة ولم تؤثر على زيادة التحرش؛ وأضاف: كفانا أن نحمل السينما أكثر مما تتحمل؛ ونجد بعدها مطالبات رقابية ليست صحيحة، فالسينما تتجاوز كثيرًا اتهامها بالبلطجة والتحرش لأنها ظواهر اجتماعية موجودة بالفعل، ولها أسباب نفسية واجتماعية، فالشكل المباشر الذى يظهر أن السينما السبب لكن ببعض التحليل لن نجد الأمر بهذا الشكل . وتابع الشناوى: إن استغلال المرأة فى مشاهد عُرى ومشاهد حميمية توجد منذ زمن فى تاريخ السينما، ونستطيع أن نقول إن إدانتها «تلكيك ليس أكثر».