لا تخلو جعبة جماعة «الإخوان» من المفاجآت الدنيئة، فتارة تستعين بجماعات مسلحة من خارج البلاد، وتارة أخرى تستعين ببلطجية استخدمهم نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى إرهاب معارضيه، وبين الجماعات المسلحة والبلطجية، ظهر طريق ثالث نجح فى خدمة أهداف الجماعة بتنظيم مسيرات حاشدة تعتمد فى معظمها على المغتربين القادمين من محافظات أخرى، والتى كان للصعيد منها نصيب الأسد. لجأت الجماعة إلى استقدام مسلحين من محافظات الوجه القبلى، أملًا فى إثارة مزيد من الفوضى والعنف فى العاصمة، ورغم نجاحها فى ذلك خلال الفترة الماضية، إلا أن تلك التحركات باتت مرصودة من قبل أجهزة الأمن. مصادر فى قرية «أبوشحاتة» بمحافظة المنيا، أكدت ل«ألصباح» أن جماعة الإخوان قامت بجلب عناصر مسلحة من تجار المخدرات والسلاح إلى القاهرة للمشاركة فى المسيرات، وأن بعضهم صادرة بحقهم أحكام فى قضايا جنائية. وتابع المصدر: «جماعة الإخوان نجحت فى استخدام قريتى «أبوشحاتة» و«دلجا» كمقر لإيواء العناصر الإرهابية، خاصة بعد فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، فيما تم توطين آخرين فى مناطق المطرية وعين شمس، وتسفير مجموعات أخرى بشكل أسبوعى للقاهرة للمشاركة فى تظاهرات الجماعة التى تشهد اشتباكات دموية عنيفة». أحد المنشقين عن جماعة الإخوان، أكد أن المطرية وعين شمس على وجه التحديد، من البؤر التى تنشط فيها العناصر المتطرفة، بينما يؤكد القيادى الإخوانى المنشق محمد الشريف، أن استقدام الإخوان للعناصر المسلحة من الوجه القبلى أمر معلوم للكافة. وتابع الشريف: «كنت من القيادات الإخوانية التى وقع عليها الاختيار للانتقال إلى المنيا لعقد ندوات بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، ونجحت فى نشر المنهج وبقوة، وربما كانت قرى الصعيد الفقيرة من العوامل المساعده لعودة الإخوان إلى الحياة مجددًا، خاصة مع انتقال أسر بالكامل إلى القاهرة للبقاء قرب قيادات مكتب الإرشاد، وأن جميعهم على أتم الاستعداد لتنفيذ أوامر التنظيم، فهم بمثابة ذراع الجماعة المسلحة وقت الأزمات». وفى سياق متصل، قال كامل رحومه، القيادى الاخوانى المنشق، أنه اثناء حكم مبارك، نجحت الجماعة فى استقطاب أعضاء من الصعيد للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية أو المسيرات التى تنظمها الجماعة، مقابل الحصول على بعض المنافع». مشيرًا إلى أن العناصر الإرهابية القادمة من الصعيد، لديها القدرة على استخدام السلاح، وأنه يجرى استخدامهم أسبوعيًا للمشاركة فى التظاهرات». وعلى الجانب الآخر، أكد مصدر مقرب من تنظيم الإخوان، وعضو سابق بإخوان شرق القاهرة - فضل عدم ذكر اسمه - أن التنظيم استقدم خلال الفترة الماضية ما لا يقل عن 20 شخصًا من قرى الصعيد، حيث تم تسليحهم بالخرطوش والمسدسات بعد أن قدموا إلى القاهرة، وتوزيعهم على المسيرات، نظرًا لتخوف شباب الجماعة فى القاهرة من استخدام السلاح». «الجماعة متشعبة وأطرافها منتشرة فى جميع المحافظات»، هذا ما أكده سامح عيد المنشق عن جماعة الإخوان. لافتًا إلى أن اختيار صعيد مصر على وجه الخصوص يرجع لما عُرف عن أهله من قدرات بارعة فى استخدام الأسلحة».