-تلميذ مباشر لمحمود عزت وكان يدير ملف الأمن فى الجماعة -كان هاربا خارج مصر وعاد بعد ثورة يناير والإخوان يلقبونه ب«عزت الصغير» -تولى ملفات الإخوان فى السعودية ولندن واليمن ودوره داخل الإخوان لم يكن علنيا كشف تحريات جهاز الأمن الوطنى أن أمين عبد الحميد الصيرفى سكرتير مدير مكتب الرئيس المعزول محمد مرسى، والمتهم فى قضية التخابر مع قطر وتسريب معلومات ووثائق تخص الأمن القومى المصرى وتضر بمصالح البلاد، وآخرون من أعضاء الإخوان اتفقوا على الاستيلاء على العديد من الوثائق والتقارير والمستندات ذات الصلة بتسليح القوات المسلحة وانتشار القوات، وأمور تتعلق بالأمن القومى، وتكليف الصيرفى بتهريب هذه الوثائق من داخل الخزانات الحديدية المخصصة لحفظها بقصور الرئاسة إلى أحد أوكار التنظيم، تمهيدًا لإرسالها لأحد أجهزة المخابرات العربية، التى تم رصد تعاملها مع المتهمين لدعم مخططات التنظيم الدولى للإخوان، فى إطار استكمال مخططهم لإفشاء أسرار البلاد العسكرية ذات الصلة بالأمن القومى المصرى وزعزعة الأمن والاستقرار، وإسقاط الدولة. وحسب التحريات، تولى الصيرفى نقل الوثائق والمستندات إلى خارج ديوان رئاسة الجمهورية، وتسليمها إلى ابنته «كريمة» ولاذ بالهرب فى أعقاب ضبط باقى المتهمين، حتى تم ضبطه فى ديسمبر، وتوصل «الأمن الوطنى» إلى أن هذه الوثائق تم تسليمها إلى أحد عناصر التنظيم غير المرصودين أمنيًا ويدعى محمد عادل حامد كيلانى (مضيف جوى)، والذى قام بإخفائها فى شقته بمدينة نصر. ورصد الجهاز لقاء الصيرفى مع أعضاء الخلية الإخوانية المكلفة بتسريب الوثائق إلى خارج البلاد، ومن بينهم ابنته «كريمة أمين الصيرفى» والقيادى الإخوانى أحمد إسماعيل ثابت اللذان تم ضبطهما مؤخرا وبحوزتهما كميات من الوثائق الخاصة بتقارير العديد من الجهات السيادية والرقابية. والصيرفى هو أكبر علامة استفهام فى تاريخ جماعة الإخوان منذ نشأتها قبل 80 عامًا، فهو أحد تلاميذ محمود عزت الذين تربوا على الكتمان والسرية والغموض، ويقال عنه فى أوساط التنظيم إنه «عزت الصغير» أو «المحاسب» أو «مهندس الجماعة» أو «أمين السعودى» وكلها ألقاب استحقها عن جدارة بسبب ثقة قيادات التنظيم الدولى التى أهلته ليعود إلى مصر بعد ثورة 25 يناير بعد أن نجح فى إدارة ملف الأمن والاتصالات بالتنظيم الدولى قرابة 5 سنوات قضاها ما بين بريطانيا ومصر والسعودية، حب شارك فى دعم إخوان اليمن وتقديم معلومات استخباراتية لهم، فضلا عن متابعة مشروعات الإخوان الاستثمارية فى عدد من البلدان العربية. وحسب المصادر، فإن الصيرفى من مواليد ايتاى البارود بمحافظة البحيره فى اواخر الستينات من القرن الماضي، وعائلته كانت من كبرى العائلات الداعمه للحزب «الوطنى» المنحل خلال فتره حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الا ان الابن «أمين» خريج كليه الهندسة تمرد على تقاليد العائلة الداعمه للحزب الحاكم وانضم للاخوان فى مرحله متأخرة من عمره أو بمعنى ادق فى السنوات الاخيره لدراسته بكليه الهندسة، حيث كان ميالا إلى «الجماعه الاسلامية» اكثر الا انه فضل طريق «الاخوان» وانضم للانشطة الطلابية التى كانوا ينظمونها فى الجامعة. وبعد تخر جه ساعدته الجماعه فى الحصول على وظيفة ثم تزوج من واحده من الاخوات وتدعى «حكمت» وهى ام لثلاثة ابناء إحداهم «كريمة» المتهمة بالتورط فى قضية التخابر، وهى طالبة بالفرقة الثانية فى كلية الشريعه والقانون جامعة الأزهر. ابتعد الصيرفى عن العمل الميدانى واكتفى بالتقرب من المهندس خيرت الشاطر عن طريق معارض السلع المعمره التى كان ينظمها الشاطر فى النقابات العامه، وصارت هناك صداقه وطيدة بينهما، فساعده الشاطر فى السفر للعمل بالسعودية. ولكن يبدو ان الصيرفى كانت طموحاته اكبر من الهجرة المؤقتة للعمل بالخليج، فبدأ فى تكوين شبكة علاقات دولية وتأسيس قسم الاتصالات الدولية بالحماعة عام 1998 بغرض تكوين شبكة لتسهيل نقل المعلومات والبيانات الخاصة بالامور الادارية والمعاملات الماليه للاخوان من الداخل إلى الخارج، والعكس. وتم التعتيم على دور الرجل داخل «التنظيم الخاص» بأوامر من قائده محمود عزت الذى فضل ابعاد الصيرفى عن الاضواء وأسند له المهام الخارجيه فقط، فظل خلال العشر سنوات الماضية يتنقل ما بين مصر وبريطانيا واليمن والسعوديه، وساعده فى مهمته أنه شخص هادئ الطباع. لم يمارس الرجل العمل النقابى على مدار السنوات التى قضاها داخل التنظيم ولم يشارك فى الانتخابات الداخليه للاخوان الا ان المصادر اكدت ان الشاطر اختاره ضمن فريقه التنظيمى قبل استبعاده من سباق الإنتخابات الرئاسيىة عام 2012 وعينه مسئولا عن الاتصالات الخارجيه للحملة، وهو الامر الذى اثار العديد من علامات الاستفهام وقتها فى اوساط الجماعة لكون «الصيرفى» شخصية غير معروفة على مستوى الجماعة. وأجمعت قيادات اخوانية منشقة منهم ثروت الخرباوى وطارق البشبيشى وكامل رحومه وطارق ابو السعد ومختار نوح وكمال الهلباوى واحمد ربيع غزالي، على أن الصيرفى «شخصية غامضة وغير واضحه المعالم»، فدوره داخل التنظيم لم يكن واضحاً على المستوى المحلى وربما تم الاحتفاظ به بعيداً عن الاضواء للقيام بدور مخابراتى خاصة وانه كان دائم السفر إلى الخارج ولم يكن له دور محدد فى العمل الميداني، ولكن هذه السفريات ارتبطت بمهنته كمهندس. ومن جانبه، قال القيادى المنشق كامل رحومه «قبل دخول إلى قصر الرئاسة كان لابد ان يحظى بمباركة من الشاطر الذى تولى مهمه اداره البلاد خلال عام حكم الاخوان، وبالتالى لم يكن ليترك مرسى يحكم فقام بوضع أتباعه فى القصر لنقل كل كبيرة وصغيرة إليه، ومن هؤلاء الصيرفى أحد المقربين من الشاطر باعتباره احد (القطبيين) أى من اهل الثقة فى الجماعه». ومن جهته، قال القيادى الإخوانى المنشق طارق ابوالسعد ل «الصباح، «ان اجهزة الامن لم تكن لتعلم خطورة الصيرفى قبل القبض على ابنته ومعها مستندات ووثائق تخص جهاز المخابرات المصرية، فهذا الشخص غير معروف بالنسبة لى على الرغم من معرفتى بغالبية القيادات التى احاطت بالرئيس المعزول مرسى وبالمهندس الشاطر قبل وبعد ثورة 30 يونيو، فهو لازال لغزا غامضا للجميع، وهو ما يمكن تفسيره بأن الجماعه تحتفظ ببعض رجالها بعيداً عن الإعلام للقيام بمهام نوعيه على المستوى الدولى». بينما رجح طارق البشبيشى أحد الكوادر المنشقين عن الإخوان ان «يكون الصيرفى مسئول احد الملفات بالتنظيم الدولى واكثرها حساسية وبالتالى كانت تحركاته محسوبة بدقة حتى لا يلفت الانتباه اليه. وكانت انيسة الصيرفي، شقيقة المتهم، قالت لوسائل الاعلام فى نهاية الأسبوع أنها علمت بخبر القبض على ابنة شقيقها من المؤتمر الصحفى الذى عقده محمد إبراهيم وزير الداخليه مؤخرا، ونوهت إلى ان اتهام «كريمة» بنقل وثائق تخض المخابرات العامة إلى دوله اجنبية «ليس له اساس من الصحه»، لانها لا تحمل جواز سفر من الاساس، حسب قولها.