- مبارك فشل فى مواجهة مشروع «الشرق الأوسط الكبير».. وخبير عسكرى: نحتاج «إعلام حرب» لإعادة الاستقرار للبلاد - اللواء أسامة أنور حسين: الحروب انتقلت من حشد الجنود والمعدات إلى استخدام الشائعات والحروب النفسية منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، بدأ الحديث عن ظهور جيل جديد من الحروب يغنى عن الجيوش والطائرات والمدافع، قادر على تسخير إرادة الغير فى تنفيذ مخططات بعينها، وتنفيذ هدف واحد تلخصه نظرية «سيستيقظ عدوك ميتا»، أو «خلص على نفسك بنفسك» أو بالأحرى «اقتل نفسك». مصدر سيادى كشف ل«الصباح»، أنه على الرغم من أن مصطلح «الجيل الرابع للحروب» ليس حديثا بل يعود إلى تسعينات القرن الماضى، إلا أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك لم يستوعب أن فكرة الجيل الجديد يتم تنفيذها فى البلاد الإسلامية تحت عنوان «مشروع الشرق الأوسط الكبير»، والذى بشرت به كونداليزا رايس وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة السابقة. ويضيف المصدر السيادى، أن اللعبة الجديدة بالغة الخطورة، وستدفع ثمنها الشعوب العربية، حيث تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة هذا المخطط، ومنع وسائل الإعلام من أن تكون وسيلة فى يد الأعداء لزرع الفتن وإثارة الشكوك فى القيادات الأمنية والعسكرية، وإثارة الفتن الطائفية. ويشير المصدر إلى أن منظمات المجتمع المدنى المحلية والدولية، تعد أحد أدوات العدو لقلب الحقائق التى تهدف إلى زعزعة الاستقرار فى البلاد العربية. لافتا إلى أن الأيام القادمة ستشهد تحركات غير متوقعة لعدد من الأشخاص المحسوبين على المعارضة والممولين من الخارج، بدعوى دعم الحريات، واستخدام مصطلحات على غرار منع عسكرة الدولة، والدولة البوليسية، والحرب ضد الإسلام. وتضمن المخططات بحسب ما أكده المصدر، اغتيال شخصيات عامة ومسئولين، إضافة إلى محاولة تعطيل مرافق رئيسية من بينها محطات المياه والكهرباء ووسائل النقل، لإثارة البلبلة والتأثير على الحالة المعنوية للمصريين. فى السياق، يقول الخبير الاستراتيجى اللواء أسامة أنور حسين، إن الغرب قرر تغيير نمط الحروب الدائرة فى العالم، لتنتقل من حشد الجنود والعتاد إلى حروب الجيل الثالث التى أصبح فيها الاعتماد على التكنولوجيا والطائرات والدبابات، ليظل الأمر هكذا، إلى أن حدثت عدة وقائع تنبه لها «أندرو مارك» فى مقالة شهيرة فى عام 1975، دارت مضمونها حول أسباب انتصار الدول الضعيفة على الدول القوية. وتناول فيها بشكل مباشر أسباب هزيمة الولاياتالمتحدة فى حرب فيتنام، مرجعا ذلك لما أسماه ب«الحروب غير النمطية»، التى لا يكون الحسم فيها لمن يملك قوة نيرانية أكبر، وإنما لمن هو على استعداد لمزيد من المعاناة أو تحمل تكاليف أعلى، وعادة ما يكون الأضعف أكثر استعدادا لتحمل الخسائر فى الأرواح، من الأقوى الذى عادة ما يكون أكثر انفتاحا وديمقراطية بما يجعل خسائره البشرية والمادية أداة ضغط عليه فى الداخل. ويشير اللواء حسين، إلى أن مخططات الغرب لا تسعى لتحطيم المؤسسة العسكرية فقط، بل تسعى لإنهاك الدولة بأكملها، وأن هناك ثلاثة استراتيجيات تستخدم ضد مصر الآن، الأولى بقتل المسار السياسى الذى تتحرك فيه الدولة، واستمرار الفوضى المجتمعية، وإشاعة جو من الحروب النفسية والإعلامية لترويج أفكار ومعتقدات تؤدى إلى تقسيم المجتمع. من جانبه، يؤكد الدكتور المعتز بالله عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن القوى الكبرى قررت دفع عدوها لأن يقتل نفسه بنفسه، على طريقة «لماذا أقتله وهو يمكن أن ينتحر». مشيرا إلى أن هذا هو ما يحدث فى مصر الآن. يتابع عبدالفتاح: «مصر دخلت فى حزام حروب الجيل الرابع، التى تقوم على القضاء على ميراث «سايكس بيكو» ومخلفات ما بعد الدولة العثمانية. حيث يجرى الزج بها فى صراع داخلى يقضى على وحدتها»، لافتا إلى أن إعادة رسم خريطة المنطقة على هذا النحو يجرى على قدم وساق، وأن كل طرف يسهم فيها بما يستطيع. فى السياق، يرى اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، أن مصر لن تسقط بعد أن كشف الشعب مخططات الغرب، مطالبا بأن يكون هناك «إعلام حرب»، قادر على إعادة الاستقرار للبلاد. ويبقى المرشح الأخير المحتمل فى أى وقت هو الدكتور محمد البرادعى وإن كانت احتمالات خوضه للانتخابات ضعيفة للغاية ولكنه لم يعلنها صراحة حتى الآن مثلما فعل فى الانتخابات الماضية ولم يحسم قراره النهائى حتى الآن، غير أن احتمالية ترشيحه ضعيفة وتكاد تكون منعدمة بعد الموقف الذى تعرض له إثر تقديم استقالته من رئاسة الجمهورية والهجوم الشنيع الذى استهدفه بعد سفره خارج مصر. هذا عن المرشحين المحتملين فى اللحظات الأخيرة، غير أن هناك مرشحين كانوا محتملين حتى اللحظة الأخيرة لكنهم أعلنوا رسميا عن عدم خوضهم الانتخابات الرئاسية المقبلة وجميعهم من جنرالات الجيش وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق أول من أعلن عدم خوضه الانتخابات ودعمه للسيسى، ومن بعده الفريق سامى عنان بعدما كان حسم أمره بخوض الانتخابات، إلا أنه تراجع فجأة بعد مكالمة من المشير حسين طنطاوى ونصائح المقربين، وأخيرا اللواء مراد موافى الذى أكد دعمه للسيسى وعدم خوض الانتخابات «حتى لا ينقسم العسكريون».