أثار قرار الرئيس عدلى منصور، بترقية اللواء محمود حجازى، إلى رتبة الفريق، وتعيينه رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، مفاجأة كبيرة فى الأوساط الرسمية والشعبية بل والعسكرية أيضًا، حيث جرى التكتم على اسم رئيس الأركان، خلال مراسم تعيين الفريق صدقى صبحى وزيرًا للدفاع، ما فتح الباب للشائعات والتخمينات حول المرشح الأقرب لمنصب رئيس الأركان. وعلى الرغم من أن اسم اللواء محمود حجازى يظل دائمًا ضمن الأسماء المرشحة لقيادة القوات المسلحة مع آخرين، ليس لكونه صهر المشير عبدالفتاح السيسى وزميل دراسته بالكلية الحربية، ولكن لما لديه من رصيد وخبرة تؤكد حسن إدارته للملفات الشائكة فى فترة ما بعد ثورة يناير. الفريق حجازى من مواليد عام 1953، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1974 ضمن الدفعة 65 حربية، وتدرج فى الوظائف القيادية بسلاح المدرعات من قائد فصيلة وحتى قائد لفرقة مدرعة، وعين ملحقًا للدفاع المصرى فى لندن، كما عمل مساعدًا لقائد المنطقة المركزية العسكرية، فرئيسًا لأركان المنطقة الغربية العسكرية ثم أصبح قائدًا لها، ليترأس بعد ذلك هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، فمديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع. وحصل الفريق حجازى على جميع الفرق الحتمية بسلاح المدرعات، كما حصل على درجة الماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وزمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، كما حصل على دورتى المدرعات المتقدمة والاستخدام الفنى بالولايات المتحدةالأمريكية . وقد شارك الفريق حجازى فى حرب تحرير الكويت، وحصل على العديد من الأنواط والنياشين منها نوط التدريب من الطبقة الثانية ، ونوط الواجب العسكرى من الطبقات الأولى والثانية والثالثة ، وميدالية تحرير الكويت ، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية 25 يناير 2011. وكان الفريق حجازى، رئيسًا لهيئة التظيم والإدارة وعضوًا فى المجلس العسكرى الذى قاد البلاد خلال الفترة الانتقالية، كما التقى بالثوار، وظهر فى عدد من اللقاءات الإعلامية إلى جوار قائدين آخرين هما اللواء العصار واللواء ممدوح شاهين. ويعد رئيس الأركان الجديد هو القائد الوحيد مع اللواء العصار واللواء ممدوح شاهين، الذى احتفظ بمقعده فى المجلس العسكرى فى عهد المشيرين طنطاوى والسيسى، وذلك عندما أعيد تشكيله عقب رحيل المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، حيث خرج كل القادة الكبار، الذين كان أغلبهم قد تجاوز سن التقاعد منذ سنوات. عندما تولى الفريق أول عبد الفتاح السيسى رئاسة المجلس، اختير صدقى صبحى نائبًا له، حيث تم تغيير كل قادة الأفرع الرئيسية والهيئات المختلفة للقوات المسلحة، وبقى محمد العصار وممدوح شاهين مساعدين للوزير، كما تم ترقية اللواء حجازى من رئيس هيئة التنظيم للقوات المسلحة، ليترأس جهاز المخابرات الحربية، لتظهر علامة استفهام عند البعض حول سر احتفاظه بقيادة من عهد طنطاوى، فيما رأى البعض الآخر، أن وراء هدوء الرجل دهاء وحنكة يدركها القائمون على أمور المؤسسة العسكرية . ومع تعيينه مديرًا لجهاز المخابرات الحربية، تولى مهام وقف مخططات أجهزة المخابرات الخارجية، وكشف خطط جماعات الإرهاب، حيث حقق نجاحًا لافتًا فيها، خاصة فى ملف سيناء، بتنشيط عناصر الاستطلاع وجمع المعلومات على طول الحدود الغربية. وعلى مدى تسعة أشهر سقط العديد من المطلوبين أمنيًا خلال الحرب الشرسة التى قادتها قوات الجيش ضد البؤر الإرهابية هناك.