على عكس المتوقع، أثار نبأ فوز القبطية هالة شكرالله، بمنصب رئيس حزب «الدستور» الليبرالى، استياء عدد من نشطاء الأقباط، الذين شنوا هجومًا على شكرالله، كون «الدستور» يسعى إلى التنسيق مع حزب «مصر القوية» إسلامى التوجه، مؤكدين أن شكرالله لا تمثل الأقباط. شكرالله، حسمت انتخابات حزب «الدستور» التى أجريت فى 21 فبراير الماضى، متفوقة على منافستها الناشطة والإعلامية جميلة إسماعيل، لتخلف بذلك محمد البرادعى فى رئاسة الحزب الذى تأسس فى 2012. إلا أن التأييد السياسى الذى حصلت عليه شكرالله من جهات إعلامية وحزبية عدة، قابله رفض قبطى، حيث ذهب الناشط القبطى، هانى رمسيس، إلى أن شكرالله لا تمثله أو تمثل الأقباط، مشددًا على أنها الابنة الفكرية لرئيس الحزب السابق محمد البرادعى، واصفًا إياه ب«عدو نفسه»، مستنكرًا سعى شكرالله للتحالف مع الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح، قائلاً: «التحالف مع أبوالفتوح عار على حزب الدستور الليبرالى، وتحالف شكرالله معه لن يكون إلا على حساب مصلحة المسيحيين، ويكفى إقحام الأديان فى السياسة». واستنكر رئيس مؤسسة «ماسبيرو للتنمية وحقوق الإنسان»، رامى كامل، سعى حزب «الدستور» برئاسة شكرالله، للتنسيق مع حزب «مصر القوية» الإسلامى النزعة، والذى يرأسه القيادى الإخوانى السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، قائلاً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «هالة شكر الله زوجة الأستاذ خالد محمد وأول قبطية تترأس حزبًا سياسيًا فى مصر تسعى للتنسيق مع أبو الفتوح فى تحالف انتخابى». فى السياق، قال مؤسس اتحاد «شباب ماسبيرو»، الدكتور مينا مجدى، ل«الصباح»: «إن هالة شكرالله لا تمثل الأقباط من قريب أو بعيد، ولا يجب على السلطة أن تتعامل معها على أنها مسيحية تعبر عن مشاكل المسيحيين، أو أن تتم الاستعانة بها فى أية مناصب سياسية كممثلة للأقباط، فهى تمثل حزب الدستور فقط»، مشيرًا إلى أنه «لا يحق لأحد التدخل فى المسائل الشخصية للدكتورة شكرالله كونها متزوجة بمسلم، على الرغم من أن هذا الفعل من وجهة نظر مسيحية يعد أمرًا خاطئًا ولا يجوز لفاعله الانتساب إلى المسيحية». من جهته، أكد الناشط القبطى، ممدوح رمزى، أنه لابد من عدم الخلط بين العمل الحزبى والعقيدة الشخصية، فشكرالله رئيسة حزب سياسى وصلت إليه عبر نجاحها فى تقديم نفسها أحد كوادر الحزب، ونجحت من هذا المنطلق، وعلينا جميعًا أن نساند هذه التجربة وندعمها من أجل توسيع التجربة لنفك الارتباط بين السياسة والدين فى أذهان جميع المصريين. جدير بالذكر أن الدكتورة هالة شكرالله، من مواليد عام 1954 فى القاهرة، لأسرة عريقة، حيث عمل والدها رئيسًا لبعثة جامعة الدول العربية فى كندا، مما مكنها من مواصلة دراستها هناك، ثم عادت إلى مصر لتنخرط فى العمل الأهلى والنشاط الطلابى، ليتم اعتقالها فى منتصف السبعينيات للمرة الثانية، أعقبه قرار فصلها من الجامعة، إلا أنها وصلت تعليمها بالتوازى مع نشاطها السياسى والحقوقي، قبل أن تساهم مع الدكتور محمد البرادعى، فى تأسيس حزب «الدستور».