تعرف على نتيجة انتخابات هيئات مكاتب اللجان النوعية بمجلس النواب    رئيس مجلس الشيوخ يلقي الكلمة الافتتاحية لدور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الأول    استقرار أسعار الذهب في مصر خلال تعاملات اليوم    ننشر كلمة رئيس مجلس الشيوخ بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس    عاجل.. الأهلي يرد على أنباء هروب كولر وسفره من السعودية دون إذن    فودين: الفوز على براتيسلافا لم يكن سهلا.. وبدأت أتحسن    مصرع أسرة من 4 أفراد في حريق شقتهم بالدقهلية    تجديد حبس المتهمين في واقعة فبركة سحر مؤمن زكريا    عرض الفيلم المصرى بحر الماس بمهرجان الإسكندرية السينمائي غدا    وزارة الثقافة تعلن فتح باب التقدم لجوائز الدولة التشجيعية لعام 2025    إيمان العاصي وابنتها ضيوف برنامج صاحبة السعادة الاثنين المقبل    محافظ البحيرة ورئيس هيئة الكتاب يفتتحان الدورة ال7 لمعرض دمنهور للكتاب    بعد تسعير أردب القمح 2200 جنيه.. نقيب الفلاحين: مكسب الفدان سيصل ل 44 ألف جنيه    محافظ المنوفية: رصف طرق في قويسنا والمنطقة الصناعية بطول 1200 ضمن «حياة كريمة»    جامعة المنوفية: إحالة عضو هيئة التدريس صاحب فيديو «الألفاظ البذيئة» للتحقيق (بيان رسمي)    الصحة الفلسطينية: 51 شهيدا و82 مصابا فى 5 مجازر إسرائيلية بغزة    9 معلومات عن صاروخ «الفاتح».. قصة «400 ثانية من إيران إلى إسرائيل»    الجيش الأردنى يحبط محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من سوريا    بث مباشر.. أولى جلسات مجلس الشيوخ بدور انعقاده الخامس    الحوار الوطني يدعو للمشاركة بالآراء في قضية الدعم.. ويؤكد: نفتح المجال أمام الجميع    عثمان إبراهيم: الأندية الألمانية تعد الأقوى هجوميا في دوري أبطال أوروبا    علي معلول يهدد فرص نجم الأهلي في الرحيل    تفاصيل اتفاق الزمالك مع الجزيري بشأن تجديد عقده وإنهاء أزمة المستحقات    وزير الشباب والرياضة يتابع مجموعة ملفات عمل تنمية الشباب    عبدالواحد: المبالغة في الاحتفال؟!.. نريد جماهير الزمالك أن تفرح    المتحدث العسكري: أسطورة الجيش الذي لا يقهر تحطمت تحت أقدام المصريين    أستاذ جامعي: شمولية «حياة كريمة» سببا في توفير مناخ جاذب للاستثمار    رئيس مياه القناة: مستعدون لاستقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    ضبط 27 طن لحوم ودواجن وكبدة فاسدة بالجيزة خلال سبتمبر الماضي    الثانى والأخير ب2024.. تفاصيل كسوف الشمس الحلقى المرتقب خلال ساعات    النيابة تطلب تحريات مصرع عامل تكييف سقط من الطابق الثالث في الإسكندرية    قبل نتائج طلاب المعادلات الفنية.. عطل فني يضرب موقع المجلس الأعلى للجامعات    الوزراء يوافق على 2200 جنيه سعراً استرشادياً لأردب القمح موسم 2024/2025    زيادة رأسمال الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية إلى 5 مليارات جنيه    10 مليارات دولار حجم صادرات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية    هنا الزاهد.. أول الخارجين من دراما رمضان 2025    مواليد 3 أبراج محظوظون خلال الفترة المقبلة.. هل أنت منهم؟    الجمعة المقبل غرة شهر ربيع الآخر فلكياً لسنة 1446 هجريا    رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض والحفاظ على البيئة    أستاذ أمراض القلب: مصر تحتل المركز السابع عالميًا في الإصابة بالسكر    «الصحة»: ننفق 20 مليار جنيه على أمراض التقزم والأنيميا    «مستشفيات بنها» تحذر المواطنين من التناول العشوائي للأدوية.. تسبب في تسمم 136 حالة    الاعتماد والرقابة الصحية: القطاع الخاص شريك استراتيجى فى المنظومة الصحية    السيسي يستقبل قائد قوات الدفاع الشعبية بجمهورية أوغندا    الرئيس السيسي يهنئ غينيا وكوريا وتوفالو بيوم الاستقلال والتأسيس الوطني    سقوط 6 تشكيلات عصابية وكشف غموض 45 جريمة سرقة | صور    ضبط شركة إنتاج فنى بدون ترخيص بالقاهرة    البحوث الإسلامية يختتم فعاليات «أسبوع الدعوة».. اليوم    كلاكيت ثالث مرة.. سهر الصايغ ومصطفى شعبان في دراما رمضان    مساعد وزير الصحة: مبادرة «بداية» تهتم بالإنسان منذ النشأة حتى الشيخوخة    أذكار الصباح والمساء مكتوبة باختصار    محمد فاروق: الأهلي يجهز عرضين لفك الارتباط مع معلول    جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع نطاق دعوته لسكان جنوب لبنان بالإخلاء    بالصور.. نجوم الفن في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    حكم زيارة قبر الوالدين كل جمعة وقراءة القرآن لهما    أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض    عاجل - أوفينا بالتزامنا.. هذه رسالة أميركية بعد هجوم إيران على إسرائيل    انتخابات أمريكا 2024| وولتز يتهم ترامب بإثارة الأزمات بدلاً من تعزيز الدبلوماسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصندوق الأسود.. عمر سليمان والإخوان :قصة التقرير الذى قال فيه عمر سليمان لمبارك: أنت ديكتاتور تحركك أمريكا!
نشر في الصباح يوم 24 - 02 - 2014

لم يترصد «سيد الجواسيس» اللواء «عمر محمود حسين سليمان الفحام» الطريق لجماعة الإخوان المسلمين المصرية مثلما أشاعوا عنه، ولم يكن فى حاجة للأخذ بالشكوك والظنون بالنسبة للتنظيمات الإسلامية السلفية المتشددة التى روعت حياة المصريين فى تسعينات القرن الماضى.
تسلم سليمان منصبه الرفيع كمدير لجهاز الاستخبارات العامة المصرية فى تمام الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق بعد منتصف ليل الجمعة الموافق 22 يناير 1993 مع صندوق أسرار بلاده الأسود المعروف فى إطار علوم مهنة المعلومات باسم «كتاب الموتى».
لا يمكن لأحد الاقتراب من ملفات ذلك الصندوق، إلا نال بعدها لقب «المرحوم» بل قد يحرم حتى بين أقرانه من تسمية «المغفور له»، لأنها خطيئة لا تغتفر فى عالم الاستخبارات.
لذا سأنقل حرفيا نص اعترافات - Victor Ostrovsky - «فيكتور جون أوستروفسكى» ضابط مؤسسة الاستخبارات والعمليات الخاصة الشهيرة باسم «الموساد» المنشق، وقد أدلى بها إلى الجهات المعنية بالقاهرة فى شهر يوليو 1986، وكشف فيها خفايا تمويل جهاز الموساد الإسرائيلى لجماعة الإخوان المسلمين المصرية والأردنية، مع أساليب تهريب السلاح الأمريكى والروسى عبر دروب صحراء الحدود الدولية المشتركة إلى الجماعات والتنظيمات الدينية المتطرفة فى مصر.
وهى شهادة موثقة ساندتها تقارير، كتب متخصصة، رسالات علمية وبحوث «منتهى السرية» صدرت عن أكاديميات حرب عسكرية دولية، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA هتكت مجتمعة حجب التنظيمات الجهادية المتطرفة وجماعة الإخوان المسلمين ومواجهة اللواء عمر سليمان لهم.
====================
استهل التفاصيل الحصرية من واقع بيانات ملخص رسالة ماجستير «باول إيه جالاهار» رائد سلاح الجو الأمريكى المسجلة بتاريخ الأول من سبتمبر 2004 بفرع الدراسات الأمنية التابع لكلية الدراسات البحرية العليا بمدينة «مونتيرى» - تأسست عام 1909 - ولاية كاليفورنيا.
اعتمدت على بحوث اللواء عمر سليمان فى موضوع التطرف الإسلامى، ناقشها «جيمس جيه ويرتز» مدير فرع الأمن القومى بكلية الدراسات البحرية العليا باستشارة «آن مارى بايلونى» خبيرة بحوث وكالة CIA وبمراجعة «والى ناصر» خبير الجماعات الإسلامية المصرية.
وقد صرح لى بنشر المعلومات الواردة فى تلك الرسالة تحت بند «منتهى السرية» بالنشرة الرسمية الأمريكية رقم 0188-0704
فى الواقع استندت جهات دولية متعددة إلى بحوث اللواء عمر سليمان الأمنية خاصة المصنف منها تحت بند «سرى للغاية»، سجل فيها أن آلاف الأسر المصرية تحولت فى الربع الأول من القرن العشرين لأسباب الفقر والجهل والقمع أحيانا إلى الحياة الدينية السرية المنغلقة.
وأن تنظيمات دينية جهادية وسياسية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين احتوت هؤلاء فى دائرة مجتمعية معقدة ومحكمة، هدفت إلى تحقيق أغراض سياسية منيتها النهائية إعلان دولة الخلافة الإسلامية من مصر.
ونقل الرائد «باول جالاهار» فى رسالته عن «سليمان» أن الأنظمة المتعاقبة فى القاهرة أخطأت باستغلال تلك الجماعات كذريعة للهرب من الضغوط السياسية الدولية. وكان عليها القضاء عليها فى المهد، وأن المشكلة استفحلت ما ساهم فى تجذر تلك الجماعات فى مصر.
وأثبت «سليمان» فى دراساته التى سأكشف بعضها حصريا أن الجماعات الدينية المصرية المتشددة سعت لإشهار عملياتها الإرهابية، وإبراز تأثيرها فى النظام كما تبنت إشاعة الفوضى الشاملة، لجر الدولة إلى ممارسة العنف المفرط ضد معارضيها، تمهيدا لفضح ممارساتها أمام العالم وصولا لنزع الشرعية عنها.
وتوقع «سليمان» أن تلك الجماعات ستلجأ مستقبلا إلى تأليب الحركات المحايدة والمعارضة ضد النظام الحاكم، حتى تبدل مواقفها السلبية من الدولة، وتتحول للهجوم ما ينقلها مباشرة إلى دائرة الصراع السياسى والمواجهة المباشرة ضد النظام بجانب الإسلاميين.
وحذر «سليمان» فى أبحاثه أن الجماعات الإسلامية ستنتقل بعدها إلى مرحلة اغتيال قادة العلمانية، ثم اتهام الدولة بالمسئولية لتفتيت المجتمع من الداخل، تمهيدا لفصل أقاليم كاملة عن المركز، لإجبار الغرب على الانسحاب من المشهد أو الموافقة على تغيير نظام الحكم لصالح الإسلاميين.
الحقيقة اعتمد على دراسات اللواء «عمر سليمان» وأبحاثه الأكاديمية المتخصصة أكبر باحثى العالم منهم عام 2003 «ريتشارد إى روبنشتاين» الباحث لدى فرع علم النفس التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA.
وقد سجل «روبنشتاين» أن «سليمان» أثبت عام 1993 أن الجنون السياسى لجماعة الإخوان المسلمين المصرية هو منبع الإرهاب الدينى الذى خرج من عباءتهم لتجييش العالم ضد الإسلام.
وطبقا لدراسة «روبنشتاين» عام 2003 حذر «سليمان» فى أبحاثه أن العمليات الإرهابية هدفها إجبار الولايات المتحدة الأمريكية على خوض حروب لا نهاية لها ضد مسميات التطرف الدينى الإسلامى بغرض إرهاق قوتها العظمى، ووصولا إلى انهيارها فى النهاية.
الدراسة أكدت أن العمليات الإرهابية للتنظيمات المتطرفة ستجبر الدول الاستعمارية على الانسحاب من قواعد عسكرية لها فى الشرق الأوسط، مثل نموذج واقعة قاعدة الأمير سلطان الجوية التى تبعد 77 كم جنوب عن مدينة الرياض فى المملكة العربية السعودية.
الثابت تجميدها فى المملكة بتاريخ 25 يونيو 1996 على إثر عملية تفجير المبنى 131 الشهير باسم «برج الخبر» مقر نزل أفراد وعائلات القوة الجوية الأمريكية الذى قتل داخله 19 عسكريا أمريكيا، ثم نقلها من السعودية إلى قاعدة «العديد الجوية» القريبة من العاصمة القطرية الدوحة التى شيدت عقب اتفاقية استراتيجية أمنية قطرية - أمريكية خاصة وقعت عام 1991 وجددت فى شهر إبريل 2003
أبحاث ودراسات اللواء عمر سليمان المتخصصة استفادت منها أقوى أجهزة المعلومات فى العالم، وأحرج السياسى منها مرات الرئيس الأسبق مبارك وهو فى أوج سطوته وقوته.
تقرير مبارك
واقعة فريدة ومثيرة للغاية سجلتها صفحات رسالة الباحث «ريتشارد روبنشتاين» المعلوماتية المودعة أرشيف وكالة CIA رصدت موقفا أزعج مبارك بشدة من مدير جهاز استخباراته الأقوى فى إفريقيا والشرق الأوسط.
فى التفاصيل الحصرية طلب مبارك عام 1997 من اللواء عمر سليمان وضع دراسة سياسية - استخباراتية دقيقة وعاجلة عن ملف العلاقات المصرية - الأمريكية ومستقبل التعاون بين القاهرة وواشنطن.
تبنى سليمان المعروف بجديته ودقة بياناته مبحثا مهنيا لخص حقيقة السياسة الأمريكية الخارجية، اعتمد فيه على نموذج مباشر دون مواراة لم ينتبه لحساسيته بالنسبة إلى مبارك كما لم يقصد من ورائه بالقطع إحراج رئيسه المخضرم.
«سليمان» سرد تجربة السياسة الأمريكية الخارجية مع ديكتاتور دولة نيكاراجوا - أكبر دول أمريكا الوسطى - الجنرال «أنستاسيو سوموزا جارسيا» الثابت شغله منصب الرئيس بالعاصمة «ماناجوا» لفترتين الأولى من 1 يناير 1937 حتى 1 مايو 1947 والثانية من 21 مايو 1950 حتى اغتياله والتخلص منه بتاريخ 29 سبتمبر 1956.
استند «سليمان» فى دراسته إلى واقعة خاصة سجلها أرشيف إدارة الرئيس الأمريكى الرابع والثلاثين «دوايت دافيد إيزنهاور» الجمهورى الذى شغل منصبه فى الفترة من 20 يناير 1953 حتى 20 يناير 1961.
حيث فوجئ الرئيس الأمريكى «دوايت إيزنهاور» بأحد مستشاريه المقربين يسأله فى قلق بالغ عن تعامله مع ديكتاتور نيكاراجوا الدموى «أنستاسيو سوموزا» فأجاب إيزنهاور بثقة واضعا أحد ثوابت السياسة الأمريكية الخارجية بقوله:
«أدرك جيدا أن بعض من نتعامل معهم من رؤساء وزعماء العالم من أبناء العاهرات، لكن طالما حرصوا على حماية مصالحنا سنفاخر بهم كأبناء لنا من أولئك العاهرات، حافظوا من أجل ولايات متحدة قوية عظمى على الرجل الواحد صاحب القرار والصوت والزمن الواحد، لأنه أيسر فى السيطرة عليه من رجل ديمقراطى جاء بملايين الأصوات والأفكار التى ستتعارض دائما مع أهدافنا ومصالحنا فى بلاده».
فما كان من مبارك أن ترك كل الدراسة وتوقف أمام حديث إيزنهاور طالبا بخبث تفسيره، فانتبه عمر سليمان فجأة إلى مقصده وراوغ مؤكدا أن العلاقات المصرية - الأمريكية تحت السيطرة وانتهى الموقف بينهما بسلام.
والآن إلى إفادة ضابط جهاز الموساد فيكتور أوستروفسكى التى كشفت عام 1986 كارثة تمويل الاستخبارات الإسرائيلية جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الدينية المتشددة فى مصر والأردن.
شهادة لم يجد اللواء عمر سليمان مفرا أمام معلوماتها غير المسبوقة إلا التعامل الحذر مع جرائم جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الدينية المتشددة فى مصر، ودفعته إلى بذل عظيم جهده من أجل القضية الفلسطينية وملف التصالح الفلسطينى.
فيكتور جون أوستروفسكيCase Officer - كاتسا - ضابط حالة سابق خدم فى محطات جهاز الموساد الإسرائيلى فى أوروبا خلال الفترة من عام 1982 حتى 1986 مواليد 28 نوفمبر 1949 إدمونتون - ألبرتا كندا.
يحمل أوستروفسكى الجنسية الإسرائيلية والأمريكية والكندية، ولقب ضابط كاتسا هو اختصار المصطلح الاستخباراتى باللغة الإنجليزية:
«Collector Case Officer Information Secret».
يملك جهاز الموساد حوالى 40 ضابط جمع معلومات كاتسا يشترط أن يكونوا من اليهود يتركز معظمهم فى أوروبا والشرق الأوسط يجمعون معلوماتهم على مدار الساعة من فئة العملاء المتعاونين المعروفين مهنيا باللغة العبرية بلقب «سايعانيم» والمشترط تجنيدهم من ديانات غير اليهودية.
ينتمى ضباط الكاتسا إلى فرع عمليات وحدة «تسوميت» مفترق الطرق باللغة العربية فى جهاز الموساد المسئولة عن تجميع المعلومات من مصادرها حول العالم ومن ثم تصنيفها وإعادة توجيهها إلى الأفرع المعنية.
يتطلب الانتساب والترشيح إلى وحدة «تسوميت» صفات شخصية عالية إلى نادرة التصنيف ولا تقبل الوحدة ضباط جهاز الموساد من غير اليهود.
ويحتاج الكاتسا دراسة لمدة ثلاث سنوات كاملة فى مدرسة الاستخبارات الإسرائيلية العاملة حاليا داخل المقر الصيفى لرئيس الوزراء الإسرائيلى على أطراف ضاحية هرتسليا شمال مدينة تل أبيب على البحر المتوسط.
يدرس الكاتسا خلالها علم تحليل واستخلاص المعلومات وعلم النفس وعلم إدارة النقاط الميتة وعلم استنطاق البشر وعلم الابتزاز والتخفى من المراقبات الحديثة والهرب من الكمائن الشخصية والقتل الهادئ.
ويتوزع ضباط الكاتسا عقب تخرجهم على وحدات عاملة عادية لمدة عام إضافى يخضع خلالها الضابط لاختبارات خاصة، بعدها يكلف رسميا بالعمل كاتسا فى ثلاث مناطق رئيسية بالعالم هى بالترتيب:
المنطقة A فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإسبانيا ثم المنطقة B ويقع فى نطاقها ألمانيا والنمسا وإيطاليا وأخيرا المنطقة C ويقع فى نطاق نشاطها المملكة المتحدة، وفرنسا ودول إسكندنافيا ومجموعة دول الاتحاد الأوروبى الناشئة.
أعود إلى اعترافات وإفادة الضابط فيكتور أوستروفسكى الموثقة التى استهلها بتوضيح أسانيد حضوره طواعية، دون طلب إلى العاصمة المصرية القاهرة لعرض التعاون معها.
مؤكدا أن خلية قيادية من ضباط جهاز الموساد قررت فضح مؤامرات خطط لها جهازهم، رأوا أنها ستكون كارثية على أمن دولة إسرائيل فى المستقبل.
لذا جند هؤلاء بعض ضباط الموساد المتميزين ممن لديهم مشاكل شخصية لمهمة الاتصال بالأجهزة العربية المعنية لتحذيرها قبل فوات الأوان، وقد وقع اختيار أحدهم ويدعى «إفرايم» على فيكتور أوستروفسكى للاتصال بمصر والأردن.
بدأ أوستروفسكى إفادته الموثقة مع ملاحظة أنى سوف أنقل من الآن فصاعدا من نص اعترافاته الرسمية فى شهر يوليو عام 1986 بقوله:
فيكتور: أكد لى إفرايم بثقة أن المعلومات التى سأنقلها إلى المصريين ستؤدى للقبض على العشرات من السلفيين والإخوان المسلمين، وستكشف مخازن السلاح التى نقلها الموساد من أفغانستان إلى جماعة الإخوان المصرية.
فقلت موجها حديثى إلى إفرايم: إنها طريق طويلة ويسهل كشفها فأجاب موضحا :أن الإخوان رفضوا السلاح الروسى من فائض ما صادرته إسرائيل فى حربها على لبنان فى الفترة من 6 يونيو 1982 حتى 29 سبتمبر 1982.
وفضلوا السلاح الأمريكى الحديث يتسلمونه مباشرة عبر الحدود المصرية - الإسرائيلية من وسطاء فى قبائل بدو سيناء المتحالفة معهم، وعن طريق الأنفاق السرية لحركة حماس الذراع العسكرية للإخوان فى مصر.
بينما حصلت التنظيمات الدينية السلفية والجهادية المتطرفة على أسلحة روسية من فائض أسلحة حرب أفغانستان، وغنائم إسرائيل فى حرب لبنان وهى أسلحة خفيفة بحالة المصنع تجرى صيانتها بشكل دورى فى مخازن القطاع الشمالى التابع لجيش الدفاع الإسرائيلى.
وعندما تصل الأسلحة بسلام إلى داخل الحدود المصرية يسلمها عملاء الموساد الإسرائيلى إلى وسطاء متعاونين من بدو سيناء لتخزينها فى مخازن سرية، تمهيدا لنقلها إلى القاهرة فى التوقيت المناسب مقابل مبالغ طائلة تدفعها إليهم الجماعات الدينية المصرية.
وبعد أن يصل السلاح إلى الأطراف الفاعلة داخل مصر، يأتى دور الموساد الذى دفع كافة التكاليف ليحدد الأهداف الحيوية المطلوب مهاجمتها، وكرر إفرايم ثلاث مرات فى حديثه أن هدف المخطط الرئيسى هو قلب الاستقرار فى مصر.
فيكتور: إذا ماذا تريدنى أن أفعل؟
إفرايم: أريدك أن تبدأ مع الأردنيين.
فيكتور: إنها مشاكل سياسية فى الأصل؟
إفرايم: طالما ما زالت المسألة فى إطار السياسة، فهذا مبكر لكن الآن قرر الموساد التدخل لتأجيج الأوضاع بل وضعوا جدولا زمنيا ستتحقق أهدافه خلال سنوات ما سيخلق حالة من عدم الاستقرار الشامل فى مصر والأردن مع تصعيد ذلك حتى يصبح تقاتلا مدنيا.
فيكتور: قلب الحالة فى مصر والأردن؟ كيف ذلك؟
إفرايم: عن طريق العمليات الإرهابية المتكررة، والتدخل بضخ كميات رهيبة من الأموال المزيفة إلى الأسواق، والدفع لإجبار الحكومة المصرية والأردنية على طباعة النقود، دون غطاء ما سيخلق أزمة اقتصادية مروعة ستؤدى فى النهاية إلى انهيار النظام المالى والاقتصادى وتعجل بانفجار البلدين من الداخل.
فيكتور: وماذا بعد تحقيق هذه الحالة؟
إفرايم: سينتقلون إلى مرحلة اغتيال عدد من الشخصيات القيادية المصرية والأردنية التى تمثل رموزا للاستقرار السياسى مع إشعال الجامعات وحركات الشباب لإجبار السلطات الأمنية المصرية والأردنية على التدخل العنيف واتخاذ الإجراءات القمعية القصوى التى ستفقد الحكومتان شعبيتهما.
إفرايم: أظنك تعرف جيدا عما أتحدث وأقصد أنهم سينفذون كل ما تعلمته أنت وأكثر، وفى الأصل يريدون إثبات عدم أهمية معاهدة السلام مع مصر حتى تظهر إسرائيل الوحيدة القادرة على حفظ الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط.
فيكتور: ماذا تريدنى أن أفعل بالتحديد؟
إفرايم: أريدك أن تخبر المصريين والأردنيين حالا عن خطة الموساد، قبل أن تخرج الأمور عن سيطرة إسرائيل ولأنى أحد المكلفين بتنفيذ الخطة فى مصر فسأعطل الإجراءات على الأقل فى فترة خدمتى قدر المستطاع، وعموما ما زال الوقت متوافرا أمامنا.
فيكتور: لكنك لم تخبرنى حتى الآن بحق الجحيم، وأنا جاد كيف سأذهب لأكشف إلى الأردنيين والمصريين تلك المعلومات وأنتظرهم أن يصدقونى بعد ذلك؟
فيكتور: لماذا لا تخبرهم أنت؟ خاصة أنك تملك القنوات الرسمية مع عمان والقاهرة؟
إفرايم: سؤالك غبى يمكن منه أن أتعرف على سر مشاكلك الشخصية مع الموساد، كيف أيها العبقرى أقدم على هذا وأعرض نفسى والمجموعة كلها للكشف؟
كما أن الموساد سيغير الخطة فى الطريق للتمويه عدة مرات، وربما سيبدلون أسلوب العملية نفسه وبالتالى ستختلف توقيتات مراحل تنفيذها.
إفرايم: سيكون لزاما عليك أن تجعلهم يوافقون على تجنيدك لحسابهم، لكن تذكر يا فيكتور أن هذه المرة الأمر بالنسبة لك حقيقي ليس تدريبا نوعيا للموساد فى مصر ولا مناورة جديدة فى الأردن.
شهد فيكتور أوستروفسكى فى إفادته أن الكلام توقف فى حلقه عند هذا الحد وأصبح الحديث خطيرا للغاية، وقد طلب منه إفرايم وضع رقبته فى حبل المشنقة ولا أهمية هنا لعواقب ما سيقدم عليه، أو التفكير فيمن سيقبض عليه أولا الأردنيون أم المصريون؟ فالنتيجة واحدة.
فيكتور: هل هناك غيرك فى المجموعة يعرف بما سأفعله فى القاهرة وعمان؟
إفرايم: هذا سؤال غبى آخر منك، بالله عليك كيف سأطلعهم على دورك حتى أعرض شخصيتك للكشف والعملية كلها للخطر؟
فيكتور: هل أنا الوحيد الذى سيلعب ذلك الدور مع المصريين والأردنيين؟
إفرايم: هذا ليس شأنك لكن ربما لا تكون وحيدا فى ذلك.
فيكتور: بعدها هاتفت إفرايم عدة مرات من هواتف عامة لتلقى الأوامر حتى طلب منى أن أسافر على الفور إلى القاهرة، وكنت قد أجلت التفكير فى ذلك فلم أكن مرتاحا لفكرة التعامل مع المصريين والأردنيين فى آن واحد، خاصة أننا لم نكن نعلم حجم التعاون ومدى العلاقة بين أجهزتهما السرية وبالقطع كان هناك تعاون استخباراتى كامل بين القاهرة وعمان.
فيكتور: ضغط إفرايم بشدة حتى يدخل المصريون فى الصورة سريعا قبل أن يقع خطأ، وتنكشف علاقة الموساد مع جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات السلفية المتطرفة فى مصر ما يفقدنا سبق إخطار الطرفين ويضيع علينا فرصة فتح قناة سرية معهما.
إفرايم: لقد ضغطت معاهدة السلام الموقعة مع مصر على الجناح اليمينى المتشدد فى إسرائيل بقوة، وأظهرت التجربة إمكانية عقد اتفاقيات أخرى مع الدول العربية بما فيها اتفاقية الوضع النهائى والسلام الشامل.
إفرايم: ما يعنى كذب معلومات جهاز الموساد عن همجية مصر والعرب طيلة الوقت ما يفقد دولة إسرائيل مكانتها وحظوتها ومكتسباتها السياسية والاقتصادية والأمنية الخاصة فى منطقة الشرق الأوسط.
فيكتور: سألت إفرايم وأنا مضطر للمرة الأخيرة عن سبب تعاون ومساندة الموساد سرا للتنظيمات السلفية المتطرفة والمتشددة وجماعة الإخوان المسلمين المصرية والأردنية؟
فأكد إفرايم أن هدف الموساد صناعة شيطان إسلامى يخيف المصريين داخليا وتستغله تل أبيب دوليا، لإبراز خطورة الموقف فى مصر والشرق الأوسط أمام الدول الحليفة ما سيطلق يد تل أبيب السياسية فى العالم، ويحقق لها ما تطلبه من مساعدات عسكرية تبقى على جيش الدفاع كأقوى آلة عسكرية نوعية فى المنطقة ولتفعل إسرائيل ما تريده بعدها.
وأوضح إفرايم أن الاتصال بين الموساد وجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين المتشددين فى مصر والأردن، سار على ما يرام طيلة الوقت، فى إطار خطة الموساد العامة الهادفة لمساعدة الأنظمة الإسلامية الدينية على الصعود فى منطقة الشرق الأوسط، حتى يظل التهديد قائما كل الوقت على رقبة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وتبقى إسرائيل واحة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة القادرة على حفظ الاستقرار وقيادة دفة مفاوضات السلام مع العرب كما يحلو لها.
وقد نبهنى إفرايم أن الموساد سيبدأ العملية بمساعدة حركة حماس للسيطرة على الشارع الفلسطينى مقابل تحييدها منظمة فتح من المشهد السياسى، ما يخفف الضغوط الدولية على إسرائيل فى ملف السلام ويعزز أسانيد حكومتها القوية لرفض مبدأ التنازل عن الأراضى للعرب مقابل اتفاقية سلام ملزمة للوضع النهائى.
انتهى فصل موثق من اعترافات ضابط الموساد الإسرائيلى فيكتور جون أوستروفسكى ومن واقع إفادته وصل أوستروفسكى مطار الملكة عاليا الأردنى بصحبة العميد «زهير» المسئول العسكرى فى سفارة المملكة الأردنية الهاشمية بالعاصمة الأمريكية واشنطن صباح الثلاثاء الموافق 20 مايو 1986.
ثم عاد أوستروفسكى آفلا إلى العاصمة الأمريكية واشنطن مساء الثلاثاء 27 مايو 1986 عقب اتصاله واتفاقه الخاص للتعامل بشكل دورى مع جهاز الاستخبارات الملكية الأردنية وتحصله على المقابل المادى المناسب.
وبالنسبة لمصر فقد وصل فيكتور أوستروفسكى إلى مطار القاهرة الدولى صباح الاثنين الموافق 14 يوليو 1986 واتصل مع المعنيين مثلما طلب منه إفرايم ضابط الموساد الرفيع.
استوثقت القاهرة من معلوماته الغزيرة وتحصل أوستروفسكى على مبلغ عشرين ألف دولار أمريكى لقاء تعاونه المثمر، بعد أن سلم أسرار تعاون جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الدينية السلفية المصرية مع جهاز الموساد الإسرائيلى.. انتهى
الحلقة القادمة:
قضية تعذيب دولية ملفقة للجنرال عمر سليمان
مفاجأة: حشرة تتجسس على مصر!!
علاقة السفير الكورى الشمالى بال CIA
الموساد يستغل الهويات المصرية.. ويصل إلى منابع النيل
نكشف لكم أسرار المقاطعة العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.