«كنت طالبة مجتهدة فى دراستى ومتفوقة، لكن الفقر والحاجة للمال يجعل الإنسان يقع فى أخطاء لم يكن يتوقعها فى حياته، حاولت كثيرا الابتعاد عن طريق السوء ولكن كنت أريد أن أعيش وأستمتع بالحياة مثل الذين يركبون السيارات الفارهة ويسكنون الشقق الفخمة، لكن طموحى هذا هو الذى أوصلنى للسجن». كانت هذه الكلمات جزءا من اعترافات «نورهان» طالبة السياحة والفنادق المتهمة بذبح رجل أعمال والتخلص من جثته، وعندما بدأت فى سرد تفاصيل ارتكابها للجريمة قالت: «أنا من أسرة متوسطة الحال، التحقت بالجامعة وكنت متميزة فى دراستى، وكان أساتذتى يتوقعون لى مستقبلا باهرا. لكن حبى للمظاهر هو ما أوقع بى». وتابعت المتهمة: بمرور الأيام تعرفت بالصدفة على رجل أعمال أثناء جلوسى بأحد المقاهى بالزمالك، كان رجلا يكبرنى بكثير إلا أنه كان ينظر لى طويلا، وعندما شاهدت سيارته الفارهة، وجدت فيه الشخص الذى سينتشلنى من الفقر، لذلك تعرفت عليه وبدأنا فى الخروج معا للتنزه. بالطبع أنفق الرجل علىّ مبالغ باهظة كى «يجر رجلى»، فهو لم يكن يفعل شيئا إلا لكى ينال مراده فى المقابل، وعندما طلب منى أن نذهب معا إلى شقته بالهرم ترددت كثيراً، لكن تحت ظروف الحاجة وتعودى على نمط حياة جديد وافقت ومارست معه الجنس، بعدها صرت أتردد كثيرا على شقته، ومع الوقت وقعت فى مشكلة لم أكن أتخيلها، فالرجل مصاب بنوع من الشذوذ الجنسى يجعله يريد أن يمارس معى الجنس الخلفى، وإذا رفضت يضربنى، وفوجئت به يهددنى بتصويره لى عارية فى أحضانه، فأكملت معه العلاقة مكرهة رغم اشمئزازى منه، وكنت أصبر نفسى بأنه كان ينفق علىّ أموالا كثيرة». استطردت المتهمة: «يوم الحادث صعدت إلى شقته ووجدته متعجلا على إقامة علاقة جنسية معى، وكان عنيفا ومثيرا للاشمئزاز أكثر من أى وقت مضى، ولأنى كنت قد فاض بى الكيل قررت التخلص منه كى أرتاح، فتوجهت الى المطبخ مستغلة أنه فى حالة سُكر وغائب عن وعيه، وعندما جاءتنى لحظة مواتية سددت له طعنة بالرقبة أوقعته أرضا غارقا فى دمائه وقد فارق الحياة، فاستعنت بشقيقى الذى جاء على الفور وتخلصنا من الجثة». أنهت المتهمة اعترافاتها بأنها نادمة على ما ارتكبته فى حق نفسها وحق أهلها، ولو عاد بها الزمن، فلن تفكر ولو للحظة واحدة أن تمشى فى هذا الطريق الفاسد من أجل المال، ففى السجن لن يفيدك المال فى شىء، بل هى الآن تنتظر حبل المشنقة. كان اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة قد تلغى بلاغا بالعثور على جثة داخل سيارة بهضبة الهرم، انتقل على أثره العقيد محمود خليل مفتش المباحث إلى محل البلاغ، حيث تم العثور على جثة بهار آثار طعن بالرقبة ومقيدة من اليدين داخل سيارته الفاخرة، وتبين أنها لرجل أعمال يدعى ، كمال عبدالعظيم «60 سنة» مقيم بالعجوزة. تم تشكيل فريق بحث متطور، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات التى أجراها المقدم محمد عبدالواحد رئيس مباحث الهرم ومعاونه الرائد هانى عكاشة أن وراء ارتكاب الواقعة نورهان. ز. م «20 سنة» طالبة بكلية السياحة والفنادق، وشقيقها محمد «21 سنة»، وأكدت التحريات أن المتهمة كنت سيئة السمعة وأن المجنى عليه تعرف عليها بأحد الكافتيريات بمنطقة الزمالك، ومارس معها الرذيلة مقابل مبلغ مالى، إلا أنها فى يوم الحادث كانت معه داخل شقته بالهرم، وأثناء تواجدهما معا غرزت السكين فى رقبته واتصلت بشقيقها، الذى جاء للشقة وقام بلف الجثة داخل سجادة ووضعاها داخل سيارته وتركوها بهضبة الهرم، ثم لاذا بالفرار. وبمواجهة المتهمين اعترفا بارتكابهما الواقعة، فتم تحرير محضر، بعدها أحالهما اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسهما.