فى تحدٍ صارخ للعدالة الاجتماعية أحد أهم شعارات ثورة «25 يناير»، ضربت الواسطة والمحسوبية بقرار وزير الكهرباء والطاقة، أحمد إمام، الخاص بوقف التعيينات فى الوزارة عرض الحائط، بعدما رصدت «الصباح» نماذج صارخة لغياب مبدأ تكافؤ الفرص، فى ظل إصرار الموظفين على تعيين أبنائهم فى الوزارة رغم أنف الوزير. مصدر مسئول بشركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء كشف ل«الصباح»، أن كبار القيادات بالشركة استغلوا نفوذهم وأنشأوا إدارة جديدة، تحت مسمى «أبناء الإدارة العليا»، لتعيين أبنائهم وتمييزهم عن غيرهم فى أماكن تليق بهم بعيدًا عن عامة الموظفين، مشيرًا إلى أن الهدف من الإدارة الجديدة، هو تعيين أولاد قيادات الشركة بوظائف مريحة، حتى ولو كانت لا تتناسب مع مؤهلاتهم المتوسطة وتخصيص مكاتب لهم بديوان الشركة. وحصلت «الصباح» على كشوف أسماء التعيينات التى تمت خلال عام وحتى الآن، منهم عمر عبد العزيز حجازى، ابن المهندسة ماجدة، بوظيفة داخل إدارة «أبناء الإدارة العليا» بديوان الشركة، إلى جانب المهندسة الشهيرة باسم «شادية»، التى تمكنت من تعيين ابنها بنفس الإدارة، كما تضمنت الكشوف تعيين أحمد بن محمد أبو عبية، الأمر الناهى داخل الشركة، ومدير الشئون الإدارية بها، الملقب ب«كوماندا التعيينات»، الذى لا يمر أى قرار تعيين بالشركة إلا من خلاله، وقد تمكن من تعيين ابنه، خلال 48 ساعة من تاريخ الحصول على الموافقة. كانت شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء قد شهدت موجة من الاستياء، بسبب الطريقة التى تم بها تعيين «ابن الكوماندا»، من خلال حصوله على تأشيرة تعيين ابنه، من المهندس رمضان بخيت رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الدلتا، فى الوقت الذى صدر فيه قرار ل«بخيت» نفسه من وزير الكهرباء بتعيينه رئيسًا لشركة كهرباء البحيرة، وخرج قرار التعيين بتاريخ سابق حتى لا يشعر الموظفون بما ارتكب من مخالفة قانونية، والمفاجأة أنه بعد حصول «أبوعبية» على الموافقة بالتعيين، تمكن ابنه من استلام الوظيفة، خلال 48 ساعة من الموافقة على الطب، وانتهى خلالها بقدرة قادر الكشف الطبى والاختبارات وجميع الإجراءات حتى يتسلم «ابن الكوماندا» عمله. كما كشف المصدر تعيين أحمد، ابن المهندس محمد عسل، رئيس قطاع الغربية، وابن المحاسب حمدى المنشاوى نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قطاع الشئون المالية، مشيرًا إلى أن هذه المخالفات وراء تظاهر مجموعة كبيرة من الكشافين والمحصلين أمام الشركة والوزارة للمطالبة بتسوية حالاتهم وتعيينهم بوظائف إدارية لحصولهم على المؤهلات العليا، ومساواتهم بأولاد الكبار ممن تم تعيينهم بوظائف إدارية رغم حصول معظمهم على مؤهلات متوسطة منها ثانوية ودبلوم تجارى وصناعى. وأكد المصدر تعيين ابن المهندس فتح الله نصار، وابن المهندس صفوت يوسف محمد وابن المهندس سيف سمير مطاوع، وابن المهندس أحمد طلعت إبراهيم، الذى تم تعيينه بشركة جنوب الدلتا فى الغربية، رغم أنه من سكان المنوفية، كما تم تعيين ابن الدكتور محمد عكاشة مدير الإدارة الطبية. موضحًا أن من بين الكبار، الذين عينوا أبناءهم بالشركة السيد برغوت، الذى تم تعيين ابنه «أحمد» بالثانوية العامة، بإدارة أبناء الإدارة العليا بالشركة، وإسماعيل النشار، الذى عين ابنه بوظيفة محصل، فى بداية الأمر، إلا أنه غير المسمى الوظيفى له، إلى مندوب أمين مخزن بالديوان العام، من أجل راحته، وتعيينه فى مكان يليق به، بعيدًا عن «المرمطة والشحططة»، بينما يظل الحاصلون على المؤهلات العليا فى وظيفة الكشاف والمحصل. فى الأثناء، لم يسلم بعض أبناء العاملين من مشاكل فى طريق تعيينهم، حيث أكدت (ع.م)، من بنات العاملين بوزارة الكهرباء، والحاصلة على بكالوريوس علوم قسم كيمياء، أن قرار تعيينها فى معامل محطة شرويدة فى الزقازيق، تم وقفه من قبل د. فاطمة جمال الدين عابدين، رئيس القومسيون الطبى، وقتها، التى كتبت فى تقرير الفتاة غير لائقة طبيًا، لتعطى المنصب الشاغر إلى أحد معارفها على الرغم من أنه حاصل على معهد مؤهل فوق المتوسط.