رغم أنه أصبح فى حكم المؤكد أن يحسم المشير السيسى أمر ترشحه خلال أيام قليلة.. وبحسب المصادر المطلعة فسيعلن الفريق السيسى قرار ترشحه للرئاسة عقب الدعوة للانتخابات الرئاسية بفترة قليلة. وبرغم أن التصريحات الصحفية كشفت تقريبًا عن المرشحين الذين ينوون خوض الانتخابات، حيث أعلن مدير حملة سامى عنان أنه قد «قُضى الأمر» بحسب تعبيره، وأن الفريق سيترشح للرئاسة، فى حين يتردد حمدين صباحى المرشح السابق للرئاسة حتى الآن.. خاصة بعد بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الشهير ببيان التفويض، والذى اعتبره التيار الشعبى «ظهير حمدين السياسى» انحيازًا من القوات المسلحة لأحد المرشحين، ورغم التوضيح الذى تم لبيان القوات المسلحة، ورغم أن حمدين تلقى تطمينات مختلفة إلا أن موقفه لم يتضح حتى الآن، نفس الأمر ينطبق على موقف عبد المنعم أبوالفتوح الذى يعتبره البعض مرشح الإخوان الواضح، فى حين يرى البعض الآخر أن علاقة العداء بينه وبين الشاطر لن تسمح للإخوان بدعمه للدرجة التى دفعت أحدهم لأن يقول إن الإخوان قد يدعمون أمنا الغولة ولا يدعمون عبدالمنعم أبوالفتوح. أبوالفتوح الذى كان موقفه يميل إلى الانكماش وعدم الترشح، لكنه بدأ فى تغيير موقفه عقب لقاء خاص جمعه بمنافسه السابق عمرو موسى مساء الجمعة الماضية طرح فيه عددًا من الأسئلة على رئيس لجنة الخمسين، وأغلب الظن أنه سيحدد موقفه من الترشح بحسب الإجابات التى سيسمعها من عمرو موسى.
وعلى هامش المواقف المختلفة يأتى موقف خالد على الناشط الحقوقى والمرشح السابق للرئاسة، والذى أعلن أنه سيحدد موقفه خلال أيام.. وهو دون شك فإن ترشح خالد على يبقى مؤثرًا فى دوائر النخبة والناشطين الحقوقيين، وبعض قطاعات اليسار المصرى فقط، وهؤلاء لا يتجاوز عددهم عدة آلاف على أقصى تقدير، وبالتالى فإننا أمام عدة سيناريوهات مختلفة للانتخابات الرئاسية يمكن أن نلخصها فى السيناريوهات التالية: 1 سيناريو التزكية
فى هذا السيناريو يحجم المرشحون ذوو الثقل السياسى عن الترشح خوفًا من شعبية السيسى، وإدراكًا منهم أن المعركة محسومة منذ البداية، وفى هذه الحالة يخوض السيسى المعركة بمفرده أو أمام بعض المرشحين الهامشيين من رؤساء الأحزاب الوهمية أو الباحثين عن الشهرة، وهذا السيناريو هو أسوأ سيناريو ممكن، حيث يشير لانكماش العملية السياسية، ويعطى احتمالًا أمام الغرب بأن المرشحين قد انسحبوا نتيجة عدم ثقة فى العملية السياسية أو نتيجة ضغوط قد مورست عليهم، كما أنه قد يعنى فى نظر البعض العودة لعصر الاستفتاءات وبرغم أن سيناريو التزكية يثير حماسة بعض مؤيدى الفريق السيسى، إلا أنه بكل تأكيد ليس السيناريو الأفضل أمام العالم الخارجى، كما أن الفريق السيسى لا يحتاجه للفوز. 2 المشير ضد الفريق فى هذا السيناريو يحجم المرشحون المدنيون عن الترشح، ويترشح الفريق سامى عنان فقط أمام المشير السيسى، حيث يعتمد عنان على كتلة الإخوان المسلمين وعلى دعم بعض الدوائر الانتخابية التى تراه حليفًا آمنًا ومطيعًا، فى حين سيعتمد السيسى على دعم ملايين المصريين العاديين الذين أعلنوا تأييدهم له فى أكثر من مناسبة، وبرغم أن شعبية سامى عنان لا تسمح له بالمنافسة الحقيقية إلا أن هذا السيناريو سيفتح الباب للطعن على المسار الديمقراطى فى مصر، وعلى مدى تحقيق الثورة لأهدافها، حيث سيقال إنه بعد ثورتين ومئات الشهداء فإن المحصلة النهائية هى أن رئيس الأركان السابق ينافس وزير الدفاع السابق، وهذا السيناريو لا يقل سوءًا عن سيناريو التزكية، وإن كان يحتوى على مخاطر أكبر، ولكنها فى النهاية تبقى مخاطر فى الحدود الآمنة. 3 30 يونية ضد 30 يونية فى هذا السيناريو يترشح حمدين صباحى زعيم التيار الشعبى والمرشح السابق ليخوض المعركة ضد المشير السيسى، وضد سامى عنان، وفى هذا السيناريو سيتحول حمدين صباحى لرمز للتيار المدنى وللمرشح المدنى فى مواجهة مرشحين عسكريين، وعلى الرغم من العداء الأكيد بين الإخوان وصباحى واتهاماتهم المتعددة له إلا أن بعض أصوات الإخوان ستذهب له، فضلًا عن أصوات بعض جمهور ثورة يناير وقطاعات اليسار، وفى هذا السيناريو ستتشتت أصوات الإخوان بين حمدين وسامى عنان الذى ستذهب له بعض أصوات الفلول كتصويت عقابى ضد المشير السيسى، رغم أن مؤيدى مبارك يتهمون عنان بالخيانة والتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء الثورة لخلع مبارك.. فى هذا السيناريو سيشتت صباحى أصوات الإخوان التى كانت ستذهب لعنان، فى حين أنه قد يجتذب كتلة من أصوات جمهور ثورة 25 يناير، والناصريون سيذهب معظمها للسيسى الذى يرى فيه الكثيرون امتدادًا لعبدالناصر، وفى هذا السيناريو سيقتنص حمدين كتلة صغيرة من الأصوات الذاهبة للمشير السيسى، وكتلة أكبر من أصوات الإخوان الداعمين لسامى عنان الذين قد يرون فى صباحى مرشحًا أكثر نقاءً من عنان. رغم تحفظهم عليه.
4 يهوذا الإخوان فى هذا السيناريو يحسم عبدالمنعم أبوالفتوح أمره ويترشح بعد أن يحصل على ضمانات كافية بأن ترشحه لن يقابل برد فعل عنيف من قبل الدولة مثل فتح ملفات تمويل حملته فى الانتخابات السابقة أو علاقاته المالية بقطر، وسيترشح أبوالفتوح فى هذه الحالة لتحقيق التواجد، وسيراهن فى خطابه المعلن على جمهور ثورة 25 يناير، فى حين سيراهن فى تحركاته التحتية على أصوات الإخوان.. وفى الأغلب الأعم سيراهن أبوالفتوح على حالة التيه الإخوانى، فعلى الرغم من أن الخطاب الإخوانى التنظيمى الذى يصوغه خيرت الشاطر يرى فى أبوالفتوح «يهوذا الإخوان» أى رمز الخيانة، وعلى الرغم من أن قادة الإخوان يرون فى أبوالفتوح خطرًا على الجماعة لا يقل خطرًا عن أعدى أعدائها فإن أبوالفتوح سيراهن على أن قادة الإخوان لن يستطيعوا إصدار الأوامر للجماعة بدعم سامى عنان ضد أبوالفتوح، حيث سيبدو الأمر غير مقنع، وهكذا سيراهن أبوالفتوح على قواعد الجماعة وعلى شبابها الساخطين فى داخلهم على القيادة التى أوردتهم موارد التهلكة، وفضلت ترشيح محمد مرسى منعدم الكفاءة ضد أبوالفتوح الأكثر كفاءة من وجهة نظرهم. وفى هذا السيناريو فإن أبوالفتوح سيقتطع من حصة منافسه التقليدى وصديقه اللدود حمدين صباحى، حيث سيذهب له جزء من جمهور ثورة 25 يناير وشباب الثورة، كما سيقتطع من أصوات الإخوان التى كانت ستذهب لدعم سامى عنان وهو بكل تأكيد لن يقتطع من كتلة تصويت السيسى الرئيسية، والتى تستند على «رافضى الإخوان المواطنين العاديين محبى عبدالناصر أنصار الدولة القوية» وهى كلها كتل لا تستسيغ أبوالفتوح ولا تتقبله من الأساس، وبالتالى فإن ترشح أبوالفتوح سيؤثر على فرص حمدين وعنان، وليس على السيسى بأى حال من الأحوال. 5 خالد علي.. مرشح الإخوان فى هذا السيناريو الأقرب للواقع يعلن المحامى اليسارى خالد على ترشحه فى الانتخابات فى مواجهة السيسى وحمدين وعنان.. والحقيقة أن خالد على الذى حصل على مائة ألف صوت فى الانتخابات الرئاسية السابقة، قد يكون هو مرشح الإخوان الحقيقى.. وسيكون هذا امتدادًا للتحالف السياسى الذى يجمع بين الإخوان وتيارات سياسية هامشية مثل الاشتراكيين الثوريين وحركات سياسية مثل 6 إبريل.. أو تعبيرًا عنه، والمعنى هنا أن تصويت الإخوان لخالد على سيكون هدفه التأكيد على مقولة دفاعهم عن ثورة 25 يناير، وليس عن السلطة التى فقدتها الجماعة، والأهم أنه سيكون تصويتًا احتجاجيًا هدفه إظهار قوة الإخوان التصويتية، حيث يعلم الجميع أن خالد بلا كتلة تصويتية حقيقية، وبالتالى فإن أى أصوات لافتة يحصل إليها ستعبر عن قوة التيار الرافض للسيسى أو لما يسمى بحكم العسكر، والهدف من التصويت الإخوانى لخالد على هو تلافى الحرج الذى يمكن أن يسببه دعم الجماعة لعنان.. وكذلك عدم رغبة قادتها فى دعم أبوالفتوح.. وبالتالى فإن خالد على سيكون هو ملاذ الأصوات الأكثر ثورية وشبابية من قواعد الإخوان، وهو سيقتطع من أصوات الإخوان التى كانت ستتجه لعنان فضلًا عن أنه سيقتطع من أصوات معسكر الثورة التى يمكن أن تذهب فى اتجاه صباحى وأبوالفتوح. النتائج إذا خاض الإخوان الانتخابات وحرضوا قواعدهم ومؤيديهم على المشاركة فإن كل المرشحين المنافسين للسيسى سيتنافسون على كتلة تتراوح بين خمسة إلى تسعة ملايين، وهذه الكتلة تم حسابها على أساس الأصوات التى ذهبت لمرسى فى الانتخابات السابقة إذا خصمنا منها عاصرى الليمون.. والمواطنين العاديين الذين خدعوا فى الإخوان وناخبى الصدفة، وإذا أخذنا فى الاعتبار أيضًا الإنهاك الذى تعرضت له الجماعة وانهيار قدرتها على الحشد. فى حين سيتراوح عدد الأصوات التى يمكن أن يحصدها السيسى بين 15 إلى 22 مليون صوت فى الأغلب، وهى كتلة متوسطة بين الأصوات التى ذهبت لأحمد شفيق فى الانتخابات السابقة، وهى كتلة داعمة للاستقرار «10 ملايين صوت» فضلًا عمن صوتوا على الدستور ب «نعم» «20 مليون» صوت تقريبًا.