يواجه حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى والمرشح الرئاسى السابق اتهامات بالتخاذل من داخل تياره الشعبى نفسه، وذلك بعد تكهنات بتراجعه عن دخول ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة. المشكلة الأولى التى تواجه حمدين الآن هى أن غطاءه السياسى الكبير، والذى كان متمثلًا فى دعم جبهة الإنقاذ لترشحه، قد زال الآن بعد أن أعلنت أحزاب الجبهة وبعض التيارات الأخرى دعمها للمشير عبد الفتاح السيسى حال ترشحه للرئاسة، وهو الأمر الذى جعل حمدين يدرك أن فرصه فى الترشح أصبحت أضعف من ذى قبل. أما المشكلة الثانية التى تؤرق صباحى فهى أن أعضاء التيار الشعبى لا يريدون الاستسلام لهذه الرؤية التى يعتبرونها «متخاذلة»، ويتهمون مؤسس التيار الشعبى بالتهاون فى قرارات مصيرية متعلقه بآمال الثوار المؤيدين له، معتبرين أن فى ذلك هدما لكيان التيار الشعبى ككل. الانشقاق داخل التيار الشعبى يؤكده (ع.م) ، العضو المؤسس، والذى اعتبر أن صمت رئيس التيار تجاه إعلان ترشحه أصبح غير مفهوم، كاشفًا أن الاجتماع الأخير الذى جمع صباحى بقيادات التيار فى المقر الرئيسى شهد مواقف متناقضة من الطرفين، فبينما أعلن اعضاء التيار أنهم سيدعمون صباحى فى الانتحابات لأنه صاحب برنامج متكامل، وسيروجون لترشحه فى كافة محافظات مصر، إلا أن حمدين رد بأن هناك ضغوطا تمارس عليه لعدم الترشح فى سبيل تجنب تفتيت الأصوات، وأنه عند لقائه بالسيسى أكد له أن برنامج المشير الانتخابى يجب أن يتضمن تحقيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، والمشير ضمن له هذا، وهو الأمر الذى توافقت عليه كافة الأحزاب المدنية بالوقوف خلف مرشح واحد . المصدر أكدأن بعد حديث حمدين هذا خرج معظم قيادات التيار من الاجتماع غاضبين، وكتبوا بيانا صادرا عن التيار الشعبى تم نشره فى كافة وسائل الإعلام، يؤكد على رفضهم أن يكون المشير عبد الفتاح السيسى هو المرشح الوحيد للرئاسة، لأن هذا سيكون أشبه بالتفويض أو الفوز بالتزكية، بينما يجب أن يكون انتخاب الرئيس عبر الصندوق. لكن المفاجأه أن المتحدث الرسمى باسم التيار هو من كتب ذلك البيان دون علم حمدين صباحى، وبعد تعنيفه أمام أعضاء التيار أعلن عدد من شباب استقالاتهم من الكيان بسبب تخبط القرارات. من جانبه نفى حسام مؤنس المتحدث الرسمى باسم التيار أن يكون هناك استقالات جماعية من شباب التيار، معتبرًا أن الكيان متماسك. وأكد أن حمدين صباحى المرشح السابق للرئاسة لم يقرر بعد أن يترشح للانتخابات القادمة بشكل رسمى، موضحًا أنه سيحسم ذلك فى ضوء الحوارات الجارية خلال الأيام المقبلة، مختتمًا بأن أغلب قيادات وأعضاء التيار الشعبى لا يزالون يعتبرون صباحى هو المرشح الأجدر للانتخابات المقبلة.