قسم الطلبة.. كلمة السر التى يحرك بها تنظيم الإخوان كل أحداث العنف فى الشارع، فهو القوة الضاربة صاحب النفوذ داخل الجماعة، والذى يشرف عليه أهل الثقة من أعضاء مكتب الإرشاد والمقربين من دائرة صنع القرار الإخوانى. أُنشئ هذا القسم فى بداية الأمر على يد 5 من أعضاء التنظيم عام 1936، وكانوا طلبة فى الجامعة، وكان دوره يقتصر على الدعوة وزيادة الموارد البشرية للجماعة عن طريق إدخال مزيد من طلبة الجامعة إلى التنظيم. خطة الأرض المحروقة بمرور الوقت أدرك مكتب إرشاد الجماعة مدى أهمية قسم الطلبة فى تحريك الأحداث، فأصبح للقسم مهام جدية يُكلف بها إلى جانب مهامه الدعوية، وظهرت هذه المهام وبوضوح بعد ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسى، حيث كُلف قسم الطلبة تحت قيادة المهندس أيمن عبدالغنى، صهر خيرت الشاطر، بتنفيذ مجموعة من المخططات التى رسمت لهم بواسطة التنظيم الدولى للإخوان، بعضها دخل حيز التنفيذ بالفعل من احتجاجات ومظاهرات وأعمال عنف داخل الجامعات التى هى من صميم عمل قسم الطلبة، فيما جرى تأجيل بعض الخطط الأخرى لحين صدور الضوء الأخضر من أيمن عبدالغنى. وحصلت «الصباح» على تفاصيل خطة «الأرض المحروقة» التى يسعى تنظيم الإخوان لتنفيذها بواسطة قسم الطلبة، وكشف مصدر مطلع أن: «خلال الفترة الماضية قبل أن يهرب عبدالغنى خارج البلاد أسس مجموعة من الحركات الطلابية ليكونوا القوة الضاربة فى حال تصاعد الأمور ضد الإخوان، واختار لهم أسماء بعيدة عن مسميات الإخوان لكسب تعاطف وتأييد الطلاب من غير الإخوان مثل (ثوار 18 يوم) و(حركة باطل) و(حركة شباب مترو)، كما جرى اختيار كوادر شبابية للإشراف على هذه الحركات، على رأسهم محمد عبدالمنعم طالب بالفرقة الرابعة كلية طب الأزهر وعضو سابق باتحاد الطلبة، وإبراهيم عزام طالب بالفرقة الثالثة آداب القاهرة، ويعاونهم مجموعة من المشرفين على الأسر الإخوانية، كما جرى تعيين سمير محمد الأسيوطى مسئول أمانة الإخوان بالقاهرة فى منصب التواصل بين عبدالغنى وطلاب الإخوان داخل قسم الطلبة لتنظيم المظاهرات والاحتجاجات». أهمية القسم وقال محمد الشريف، القيادى الإخوانى المنشق والقائم بأعمال قسم الطلبة فى الدقهلية سابقًا، إن «قديمًا لم يكن يتولى مهمة الإشراف على قسم الطلبة إلا أصحاب الخبرة من كوادر الجماعة، خصوصًا ممن يعملون بمجال التدريس، فالتربية والدعوة كانتا أساس عمل قسم الطلبة، ولكن مع صعود القطبيين للسيطرة على الجماعة، تحولت الأمور حيث أصبح مسئول قسم الطلبة من أهل الثقة». وأضاف أنه: أثناء تولى الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رئاسة القسم، ألغى التدريبات العسكرية للطلبة بعد قضية ميليشيات الأزهر عام 2007، ولكن عندما تولى رشاد البيومى المسئولية، أعاد التدريبات العسكرية بتوصية من خيرت الشاطر الذى رأى ضرورة تنمية قدرات الشباب داخل القسم والإغداق على القيادات الشابة بالهدايا ليستخدمهم فى المشروعات الإعلامية التى بدأ فى تنفيذها قبل ثورة يناير، من مواقع إلكترونية مثل «إخوان أون لاين»، إضافة إلى مجموعة من المواقع الأجنبية، التى تخدم فكر ومخطط الجماعة. تكون قسم الطلبة قديمًا من مجموعة لجان، هى اللجنة العامة التى تضم المشرفين وتكون بمثابة الإدارة ولجنة الاتصال بالطلاب المسلمين، وتكون همزة التواصل بين مكتب الإرشاد وبين الطلبة، ولجنة الثقافة الإسلامية والنشر ومهمتها توثيق تاريخ الإخوان ونشر المؤلفات، ولجنة الزيارات ومهمتها التواصل مع الطلبة والاطلاع على رؤيتهم، ولجنة البر وهى للإنفاق على الطلبة غير القادرين ماديًا. ولكن بعد عزل مرسى أنشئت مجموعة من اللجان المستحدثة، هى «لجنة الإغاثة» لإعالة الأسر التى فقدت عائلها فى اعتصام رابعة العدوية، لتقوم بجمع تبرعات شهرية من أعضاء الجماعة، وبدلاً من إنفاقها على أهالى قتلى رابعة يتم إنفاقها على الأنشطة الطلابية والمظاهرات التى ينظمها طلبة الإخوان فى الجامعات، و«لجنة العهد» التى تهتم بعقد الصفقات والتحالفات مع الحركات الطلابية المعارضة للحكومة، و«لجنة التنمية البشرية» التى تهتم فى الوقت الحالى بزيادة موارد الجماعة البشرية، وضم عناصر جديدة من طلبة الأقاليم لضمان الزيادة العددية بعد انشقاق كثير من الطلاب عن التنظيم، إضافة إلى لجنة التواصل الاجتماعى عبر موقع «فيس بوك» التى اهتم خيرت الشاطر بها. فى سياق متصل، أكد سامح عيد، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن ما نراه داخل الجامعات من عنف هو من صميم عمل قسم الطلبة ونتيجة لأهمية القسم، فقد جندت الجماعة مجموعة من كوادرها على مستوى محافظات مصر ممن يتمتعون بموهبة الإقناع لتنمية موارد الجماعة بشريًا وإقناع مزيد من الطلبة بالتجنيد فى الجماعة، وبعد التأكد من ولائهم للقيادات يتم توزيع التكليفات عليهم واستخدامهم فى المظاهرات، ويتم الإنفاق على قسم الطلبة أكثر من باقى الأقسام الاخرى نظرًا لتعدد أنشطته». فيما كشف إسلام الكتاتنى، عضو جماعة الإخوان المنشق، عن أن هناك تكليفًا يصدر لطلاب الإخوان كل عام جديد بضم الطلاب الجدد مستغلين حالة الحماس التى يكون عليها الطالب الجديد، إضافة إلى ضم طلاب الأقاليم لضمان الزيادة العددية، والتواصل بين الطلبة عن طريق جروبات سرية يتم تدشينها على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"