بقايا أخطبوط يموت، لا تزال أطرافه تتحرك متمسكة بالحياة، هكذا حال جماعة الإخوان الآن بعد أكثر من 4 شهور على ثورة 30 يوينو، فالجماعة لم تترك حيلة لإعادة إحياء ما تبقى من هيكلها التنظيمى، إلا وحاولت تنفيذها، خاصة بعد حبس معظم قياداتها التنظيميين، وبرغم أن الجيش والشرطة أفشلا العديد من مخططات الجماعة فى الحشد أو محاصرة مؤسسات الدولة، وتأكدت الجماعة أن استخدام العنف والحشد لن يؤتى بجديد، ويستنزف ما تبقى منها، إلا أنها لا تزال تصر على أمل العودة إلى المشهد السياسى، بل تصدره من جديد. ومن السابق لأوانه الادعاء بانتهاء دور الجماعة التى عادت للظهور مرتين، بعد أن كادت تختفى إلى الأبد، المرة الأولى فى أعقاب اغتيال مؤسس الإخوان، الشيخ حسن البنا عام 1949، حيث عادت إلى المشهد من خلال دعمها للثورة التى تزعمها «الضباط الأحرار» وأطاحت بالملك فاروق عام 1952، والمرة الثانية عندما اصطدمت بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فاعتقل الآلاف من أعضائها، ولكنها أطلت من جديد، فى سبعينيات القرن الماضى، مستغلة احتياج الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لها فى مواجهة التيارات اليسارية. «الصباح» رصدت سيناريوهات الجماعة الثلاثة للعودة للتصدر للمشهد السياسى من جديد، وذلك بالتنسيق مع التنظيم الدولى الذى لا يكل ولا يمل من التخطيط لما يحدث للجماعة فى مصر.. السيناريو الأول يتمثل فى نقل الجماعة مقارها العملياتية إلى الخارج، والعمل على إعادة بناء علاقاتها مع أفراد أعضاء الجماعة داخل مصر، ويعنى ذلك تمكين كبار قادة الإخوان الذين تمكنوا من الهروب خارج البلاد من إدارة التنظيم والحفاظ عليه، وعلى رأس هؤلاء القادة، الأمين العام للتنظيم محمود حسين الذى شوهد فى تركيا وقطر، ونائب «المرشد العام» جمعة أمين الموجود فى لندن. وأوضحت مصادر مطلعة، أن الجماعة وضعت، بالفعل، الأساس لهذه الإستراتيجية منذ أن نقلت مركزها الإعلامى إلى لندن، واستخدمت هذه المحطة الأجنبية لتشجيع أعضائها بالعودة مرة أخرى إلى القاهرة، وبالإضافة إلى ذلك، فهناك سوابق لهذه الإستراتيجية بين الجماعات الإسلامية، حيث تبنتها حركة «النهضة» التونسية أثناء تسعينيات القرن الماضى، عندما كان مركز قيادتها فى لندن، ثم بعد ذلك ظهرت بسرعة كحزب بارز فى تونس عقب ثورة هناك، وعلى نحو مشابه، نقلت جماعة الإخوان السورية ما تبقى من قيادتها إلى الخارج، بعد حملة القمع التى قام بها حافظ الأسد ضد الجماعة عام 1982، وتولت الإنفاق على السكن والتعليم لأعضائها الموجودين فى المنفى للحفاظ على التنظيم، ومع ذلك، تتطلب هذه الإستراتيجية قدراً كبيراً من الصبر -حسب وصف المصدر- فقد استغرق الأمر ما يقرب من عقدين من الزمن لعودة حزب «النهضة» إلى تونس، فى حين لايزال الإخوان السوريون يتمتعون بوجود محدود فى سوريا بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود فى المنفى. أما السيناريو الثانى، فيقوم على قادة الإخوان من الصفوف الصغرى، الذين سيعملون على إعادة بناء سلسلة القيادة الهرمية للجماعة من القاع إلى القمة، وذلك السيناريو سيتم تنفيذه بعد صدور أحكام بحق الرئيس المعزول محمد مرسى وزملائه من كبار قادة الإخوان، فوقتها سيكون على القادة المنتشرين بشكل واسع فى المكاتب الإدارية أن ينسقوا لانتخاب قادة جدد على مستوى كل محافظة، ثم بعد ذلك انتخاب قادة جدد ل«الإخوان» على مستوى الجمهورية، وستقوم القيادات الصغرى للجماعة بالتركيز على الحفاظ على الوحدات الإدارية المحلية، ولكن ربما يستغرق إعادة تشكيل هيكل قيادات الجماعة سنوات. والسيناريو الثالث، يتمثل فى ترشح قادة الإخوان من الصفوف الصغرى للانتخابات البرلمانية القادمة كمستقلين، وبالتالى سيتم الالتفاف على الحظر المفروض على الأحزاب الدينية التى من المرجح أن يتم تعديلها فى الدستور الجديد، وبذلك يكسبون عدداً كبيراً من المقاعد، ويتم إعادة التنسيق بين الدوائر الانتخابية البرلمانية والمراكز الإدارية الداخلية التى تملكها الجماعة، والنظام المعروف عن الجماعة سيمكن الوحدات المحلية من الحشد للانتخابات ربما بشكل أفضل من أى حزب سياسى آخر، ومن خلال عودتهم إلى البرلمان، قد يحصل الإخوان مرة أخرى على النفوذ السياسى من جديد والسعى لإحياء الجماعة سريعا.