سبق صحفى خطير، يكشف عن أن الرجل الذى كان منوطًا به حماية الوطن والحفاظ على وحدة مؤسساته، كان أول من يخون هذه المسئولية، فى سبيل مصالح أهله وعشيرته على حد تعبيره. «الصباح» حصلت على نص أربع مكالمات قام بإجرائها الرئيس المعزول محمد مرسى خلال فترة رئاسته القصيرة، واستطاعت الجهات السيادية تسجيلها تمهيدًا لعرضها على المحكمة، وكانت تتمحور حول تكوين جيش حر كخطوة على طريق تفتيت الجيش المصرى، وإخلاء سيناء تمامًا من الوجود المصرى، تنفيذًا لاتفاق الثمانية مليارات دولار الذى كان السبب فى الدعم الأمريكى، ومن خلفه القطرى له للبقاء فى سدة الحكم. الصباح حصلت على تقرير المخابرات المرفق بالقضية عن محتوى نص المكالمات الأربع، والمكالمات التى نعرض نصوصها تكفى لأن يكون مرسى أول رئيس سابق يحال للمحاكمة بتهمة التخابر والتآمر على الأمن القومى، وهى تهم كفيلة بتقديمه إلى حبل المشنقة بتهمة التخابر والتآمر على الأمن القومى المصرى. نص المكالمات: المكالمات تمت بين محمد مرسى وبين أيمن الظواهرى عبر هاتف ثريا، وبعضها تم من داخل القصر الجمهورى وبيانها كالآتى: الأولى تتحدث عن تأكيد الظواهرى لدعم القاعدة للإخوان، عبر التنظيم الدولى للجماعة، وبعدها تواصل خيرت الشاطر رسميًا مع محمد الظواهرى فى مصر، للتنسيق، والتقاه مرارًا بعد ذلك. الثانية كشفت تفعيل التعاون بين مؤسسة الرئاسة والإخوان من جانب، وتنظيم القاعدة من جانب آخر، ل«إيجاد خلايا داخل البلاد تحمى نظام الإخوان». وعاتب مرسى زعيم القاعدة على هجومه وقتها على نظام حكم الإخوان، وتعهد له قائلًا: «سنطبق الشريعة والشرعية، بما يرضى الجماعة، لكن نحن فى مرحلة التمكين ونحتاج إلى مساندة كل الأطراف، ولا يجوز أن نطبق من الآن المنهج الإيرانى نفسه، أو حكم طالبان فى مصر». فرد أيمن الظواهرى: «لازم تفرج عن الجهاديين اللى كانوا فى سجون مبارك، كلهم، كضمان وعهد للتعامل، وتأكيدًا لطى صفحة الماضى». ووعده مرسى بتسهيل عودة محمد الظواهرى للقاهرة. ملحوظة: تم بعد ذلك الإفراج عن قائمة كاملة من المسجونين ضمن لائحة أعدّها محمد الظواهرى، بالتنسيق مع شقيقه أيمن، وعُرضت على الرئاسة فصدقت على العفو عنها. الثالثة كرر مرسى خلالها تعهده بأنه لن يُعتقَل أى جهادى فى عهده، ولن يُضيَّق على الجماعات الجهادية، والسلفية الجهادية. وباستمرار التواصل الذى بدأ قبل تسلمه الرئاسة مع الجماعات، وبمنع ملاحقة الأمن للمجموعات المسلّحة فى سيناء. طلب أيمن فتح معسكرات فى سيناء «لدعم الإخوة وتدريبهم»، فكشف له مرسى أن تنظيم الإخوان ينوى «تشكيل حرس ثورى» لمواجهة أى محاولة للانقلاب على الشرعية، وطلب من الظواهرى دعم الجماعات وتدريبهم، ووعد بإقامة معسكرات تدريب لهم فى سيناء، وتأمين الدعم من تنظيم الإخوان، وتوفير كل التسهيلات لهم بالقرب من الحدود الليبية. نتيجة لذلك قام محمد مرسى فعليًا بتوفير أربعة معسكرات تدريب للجماعات الجهادية، وأوقف العديد من العمليات العسكرية فى سيناء». المكالمة الأخيرة أو مكالمة الوداع قبل أن يتم عزل مرسى بيانها كالتالى: الرابعة فجر 30 يونيو، تمت بحضور أسعد الشيخة ورفاعه الطهطاوى ومسئول الأمن فى الرئاسة. مرسى حرّض الظواهرى على مهاجمة الجيش فى سيناء، وطالبه بدعم شرعية الرئاسة، وإثارة الفوضى فى الشارع. وقال له: «فى ناس عايزة تنقلب على الشرعية، ويجب القضاء على المعارضة، وأطالب الجهاديين فى كل مكان بمساعدتنا». الشيخة التقى محمد الظواهرى فعلًا أثر المكالمة، وطلب منه أن تقوم الجماعات الجهادية بحماية الرئاسة، وقمع المعارضة. والتقى الشاطر، صباح اليوم نفسه، وفدًا من الجهاديين، بحضور محمد الظواهرى، وطالبهم بمساندة الجماعة والرئاسة، لمنع السقوط المبكر، ووعده محمد الظواهرى بذلك. تلك كانت المكالمات الأربع التى تمثل أكبر مستند صوتى مسجل لخيانة محمد مرسى، والتى من المؤكد أن تضع حبل المشنقة حول رقبته هو وآخرين.