485 يوما بالتمام والكمال مرت منذ أن قام الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى، بحلف اليمين الدستورية كرئيس جمهورية منتخب للبلاد، حتى وصوله ليوم محاكمته على ما فعله من جرائم ضد الشعب المصرى الذى انتخبه وخرج عليه يطالب بعزله وإسقاطه بسبب فشله هو وجماعته فى إدارة شئون البلاد، ومحاكمته بجرائم قتل المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية الرئاسى، وجرائم أخرى، إلا أن حدث محاكمة مرسى الذى اختلف عليه الكثير من المصريين يأتى فى الوقت التى تشهد فيه مصر وابلا من العمليات الإرهابية.. «الصباح» فى هذا التحقيق ترصد مخططات الإخوان والجماعات الجهادية ليوم المحاكمة. البداية كانت من الشيخ محمد أبو سمرة، القيادى الجهادى ومؤسس تنظيم حزب الله المصرى، الذى أكد ل«الصباح» أن المحاكمة لن تتم بسبب مليونيات يوم 4 نوفمبر، لأننا سننظم أكبر مليونية فى جميع أنحاء الجمهورية منذ عزل مرسى وحتى الآن، مؤكدا بأن تلك الحشود ستمنع التحرك فى أى منطقة للأمن وخاصة فى المناطق الحيوية. وأضاف أبوسمرة أن الجهاديين يعدون لمفاجأة من العيار الثقيل يوم محاكمة مرسى، مستبعدا حدوث المحاكمة من الأساس، وذلك لأن مرسى يرفض المحاكمة ويرفض الخروج مع قوات الأمن التى ستنقله لمقر المحكمة، متسائلا: هل ستقوم القوات بحمل مرسى عنوة لمقر المحاكمة وإدخاله القفص؟!. وأوضح أبوسمرة أن هناك لجنة من الإسلاميين تقوم بمفاوضات سرية مع الجيش من أجل عدم محاكمة مرسى، وعلى رأسها أحمد مكى وزير العدل السابق، وسيف الدين عبدالفتاح المستشار السابق للرئيس مرسى، وبدأت تلك المفاوضات تأتى ثمارها، وذلك فى مقابل أن يتنازل الإخوان عن القضايا التى رفعوها فى محكمة الجنايات الدولية ضد قادة الجيش والداخلية، متهمين إياهم بارتكاب جرائم حرب، قائلا: المحكمة قبلت الدعوى وستبدأ فى البت فيها، لذلك ستنجح المفاوضات، ولن تتم محاكمة مرسى. وأكد أبو سمرة أن هذا اليوم سيكون فارقا فى الأوضاع السياسية التى تمر بها البلاد، لافتا إلى أن الحزب الإسلامى والذى يعتبر جزءا من تحالف دعم الشرعية يوافق على أى مبادرات تحافظ على الشرعية دون التنازل عن الدماء وكذلك حفظ مكانة الجيش.
استهداف معسكرات الجيش بسيناء من جانبه، قال الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد المصرى ل«الصباح» أنه يتوقع أن تقوم الجماعات الجهادية والتكفيرية بتنفيذ عمليات تفجيرية وضرب معسكرات ومنشآت حيوية عسكرية موجودة فى سيناء ووسط القاهرة، تزامنا مع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى فى معهد أمناء الشرطة بسجن المزرعة، فى محاولة منهم لتشتيت الأمن وقوات الجيش التى تؤمّن المحاكمة، وذلك على غرار تفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية. وأكد نعيم أن جماعات أنصار بيت المقدس والتوحيد والجهاد وجند الله من الممكن أن تستخدم أسلوب السيارات المفخخة، فى أحداث العنف، مستبعدا أن تقوم تلك الجماعت بالتصادم المباشر مع القوات التى تؤمن مقر محاكمة مرسى، وذلك لأنها مؤمنة بطريقة صعبة الاختراق، حيث إن طائرات الأباتشى ومدرعات الجيش والشرطة هى التى ستقوم بحماية مقر المحاكمة ومن سيتعرض لها سيكون مصيره الموت- على حد وصفه. واصفا بأن مظاهرات الإخوان يوم 4 نوفمبر لشل حركة المواطنين، جاءت بأوامر من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين الذى يعمل مع المخابرات الأمريكية لتقسيم مصر. لن نترك رئيسنا الشرعى الشيخ مجدى سالم، القيادى الجهادى ومؤسس تنظيم طلائع الفتح، قال إن الإسلاميين فى مصر على قلب رجل واحد، وسيقومون بتنظيم مليونيات حاشدة يوم محاكمة مرسى تحت عنوان «وطن بلا تعذيب» و«لا للمحاكمات الاستثنائية»، وذلك لتوجيه رسالة لقادة «الانقلاب العسكرى» بأنهم لن يصمتوا تجاه محاكمة الرئيس الشرعى، على حد قوله. وأضاف القيادى الجهادى أن الرئيس مرسى يرفض المحاكمة من الأساس ولا يعترف بها، لذلك لم يوكل محاميا للدفاع عنه، وأن تحالف دعم الشرعية سيقوم بمظاهرات وحشود لم تشهدها مصر من قبل، وسيذهل بها قادة «الانقلاب»، ورفض سالم الربط بين الأعمال الجهادية التى تحدث فى سيناء وبين الرئيس مرسى، لكنه عاود التأكيد أنه لا يستبعد أن تكون هناك أعمال عنف وسيبدأ بها الأمن. يوم الحسم وعلمت «الصباح» من مصادر جهادية وإخوانية مطلعة أن الإخوان سيخرجون فى مظاهرات حاشدة يوم محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، لاستفزاز قوات الأمن فى محيط القاهرة، بالإضافة إلى محاولات محاصراتهم لبعض المنشآت العامة، والتى يأتى فى مقدمتها المحكمة الدستورية، واقتحام عدة ميادين من أهمها ميدان «التحرير»، مؤكداً أنهم لن يسعوا لاقتحام مقر محاكمة المعزول لاستيعابهم قيام كل من الجيش والشرطة بالتشديد الأمنى فى محيط المحكمة. مخطط «ب» لتهريب مرسى واستطاعت «الصباح» أن ترصد تفاصيل مجموعة من الاجتماعات واللقاءات التى دارت بين قيادات إخوانية وقيادات لبعض الحركات الثورية قبل أيام من محاكمة «مرسى»، حيث صرح مصدر مقرب من الغرفة المركزية لقيادة المظاهرات الإخوانية قائلا: «تم عمل لقاءات لبحث أوجه التعاون مع حركة الاشتراكيين الثوريين وأعضاء بالجمعية الوطنية للتغير وحركة 6 أبريل جبهة أحمد ماهر وأولتراس وايت نايتس، وذلك للتنسيق فيما بينهم على آليات التصعيد والتحرك فى أكثر من جانب بالشكل الذى يصب فى مصلحة الإخوان ويشتت قوات الأمن ويجعلها منهكة. ويضيف المصدر قائلا: «تواصلت الجماعة عن طريق مندوبين لها مع تلك الحركات الثورية وتم الاتفاق على أن تخرج حركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين يوم 2 نوفمبر إلى ميدان التحرير والهتاف ضد الداخلية على خلفية اعتقال مجموعة من أعضائهم فى أحداث سابقة والتظاهر ضد حكومة الببلاوى وسوء إدارتها للمرحلة الانتقالية ثم يأتى دور الوايت نايتس والاشتباك مع الداخلية انتقاما لوفاة أحد أعضائها أثناء أحداث نادى الزمالك، وبالتالى يتم إنهاك قوات الأمن فى قلب القاهرة ومعرفة إلى أى درجة ستتمكن قوات الأمن من مواجهة الإخوان يوم المحاكمة. وبذلك تنفرد جماعة الإخوان بباقى القوات المنوط بها حماية مقر المحاكمة حيث سيتم قطع كل الطرق المؤدية إلى التجمع الخامس عن طريق مجموعات تتألف الواحدة من 500 فرد بالإضافة إلى تعطيل خطوط المترو يوم المحاكمة لإحداث شلل مرورى على الطرق بعد عبور أفراد الإخوان المشاركين فى فعاليات 4 نوفمبر. الحركات الثورية والإخوان إيد واحدة ويؤكد المصدر خطورة الخطة «ب» والتى أعدها الإخوان فى حال فشلت 6 أبريل ومن معها فى اقتحام ميدان التحرير وإنهاك قوات الأمن، حيث صرح قائلا: «فى حال فشلت الحركات الثورية فى إلهاء قوات الأمن سيكون الضغط على الإخوان المشاركين، أكثر مما يتحملون، وبالتالى هناك خطة بديلة وهى الاستعانة بمجموعة من المؤهلين والمدربين على صناعة السيارات المفخخة والمنتمين لجماعة أنصار بيت المقدس للقيام بعملية إلهاء عن طريق زرع العبوات الناسفة على الطرق المؤدية إلى المحاكمة والغرض منها إحداث فوضى، إضافة إلى عمليات ضد كمائن الشرطة العسكرية ومبنى المخابرات الحربية بمدينة نصر. ويختتم المصدر حديثه قائلا: «جماعة الإخوان سوف تستغل محاكمة مرسى فى حشد مزيد من المؤيدين من كافة التيارات الإسلامية ونصب الفخاخ لهم عن طريق جرهم إلى اشتباكات مع قوات الأمن ومع سقوط قتلى من تلك التيارات سيكون لهم نفس ثأر الإخوان، وبالتالى ضمان مشاركتهم فى كل الفعاليات القادمة ولا أستبعد أن يتم قنصهم بواسطة أنصار الإخوان أو من يعمل لصالحهم. احتلال المحكمة وتهريب مرسى على الصعيد ذاته، قال محمد مدين، العضو المنشق عن الإخوان: إن الجماعة تستعد قبل أسبوع من محاكمة مرسى حيث تقوم بعمل قوائم بها أسماء المشاركين يوم 4 نوفمبر وتقسيمهم إلى مجموعات كل مجموعة لها وظيفة تقوم بها وتتواصل مع الغرفة المركزية والتى بها مجموعة من المسئولين لقيادة الأمور عن بعد، فالمجموعة مهمتها قطع الطرق وإحداث شلل مرورى والمجموعة «ب» الاشتباك مع قوات الأمن وأفراد التأمين حول المحكمة والمجموعة «ج» احتلال قاعة المحكمة ومحاولة تهريب الرئيس المعزول. ويضيف مدين قائلا: سوف تتحرك المجموعات فى شكل مجموعات صغيرة وسيخفون أى معالم تؤكد أنهم إخوان كإشارات رابعة وأعلام الإخوان، كما أن الجماعة ستستغل وجود محطات التلفزيون العالمية ووكالات الأنباء لتصوير الاشتباكات التى ستقوم بها المجموعة «ب» مع قوات الأمن لإخراج الأمر وكأنه عنف من قبل الداخلية فى حق مؤيدين الرئيس المعزول.