يعقد في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بالمقر الأوروبى للأمم المتحدة بجنيف ، اجتماعات اللجنة التحضيرية الثانية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي ، وهي الاجتماعات التي ستقوم بالتحضير للجنة الثالثة في عام 2014 ، تمهيدا لعقد مؤتمر المراجعة في عام 2015. وقال مصدر مطلع بوزارة الخارجية إن الاجتماعات ستناقش الأعمدة التقليدية لمعاهدة عدم الانتشار النووي المتمثلة في نزع السلاح النووي ومنع الانتشار والاستخدامات السلمية للطاقة النووية ، وموضوع " إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وباقى أسلحة الدمار الشامل الأخرى في منطقة الشرق الأوسط". وأوضح المصدر أن هذا الموضوع تعتبره الدول العربية بمثابة جزء لا يتجزأ من أمنها القومي ..وترى أهمية بلورته على أرض الواقع في أقرب فرصة تحقيقا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين ، خصوصا في ظل استمرار التعنت الإسرائيلى في عدم الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإصرارها على البقاء خارجها من خلال تطوير ترسانتها النووية بما يهدد باقى دول المنطقة. وأضاف أن هناك ترقبا من كافة الدول العربية لهذه اللجنة القادمة وشقها المتخصص في موضوعات الشرق الأوسط ، لتسجيل مواقفها من خلال تقديم بيان عربى في "الجلسة العامة" وورقة عربية مشتركة تمت صياغتها من قبل الأمانة العامة للجامعة العربية. ووفقا للمصدر ، ستقوم الدول العربية فرادى بإلقاء بيانات وتقديم أوراق خلال جلسة الشرق الأوسط للتعبير عن مواقفها وتوجهاتها ورؤاها لنزع السلاح ومنع الانتشار وتحقيق عالمية المعاهدة ، ولتسجيل اعتراضها على عدم انعقاد مؤتمر هلسنكي 2012 الخاص بإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وباقي أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط ، الذي كان مقررا عقده من 18 إلى 20 ديسمبر بفنلندا وفقا لمقررات ومرجعيات قرار الشرق الأوسط لعام 1995 وخطة عمل الشرق الأوسط المنبثقة عن الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة المعاهدة في عام 2010 والتأكيد على ضرورة عقده في أقرب فرصة متاحة. يذكر أن وزراء الخارجية العرب كانوا قد خولوا لجنة كبار المسئولين العرب عن موضوعات نزع السلاح الخاصة بالإعداد لمؤتمر 2012 المسئولية الحصرية بالتحضير للمؤتمر على مدى 19 اجتماعا عقدت منذ بداية العام الماضي وحتى بداية الشهر الجاري. وقد أسهمت اللجنة فى إعداد 4 قرارات وزارية عربية مهمة هى : 7504 و7534 و7580 و7605 ، والتي كان لها أكبر الأثر في تعزيز الموقف العربى الموحد ، كما كان للمشاركة ثم الرئاسة المصريتين باللجنة على مدى اجتماعاتها عموما والاجتماعين ال 18 وال19 الأخيرين برئاسة السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للمنظمات الدولية أكبر الأثر في صياغة هذه القرارات وضبط ايقاع المواقف العربية تجاه المشاركة في اللجنة التحضيرية الثانية والإعداد المناسب لأوراق العمل والبيانات الخاصة بالموضوع.