حثت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية صانعي السياسات في العالم على أخذ حالة التغير المستمرة والحساسيات الإقليمية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط بعين الإعتبار، لاسيما وأن الرأي العام العربي والإسلامي لايزال في حالة من عدم الاستقرار. ودعت الصحيفة الأمريكية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الأحد/- إيران بضرورة الاعتراف بعزلتها الإقليمية الحالية وعدم الاستقرار في وضعها الحالي، لاسيما في ظل التحولات المثيرة التي طرقت على مواقف العالم العربي والإسلامي تجاه إيران وسياساتها الإقليمية وبرنامجها النووي. وتابعت الصحيفة قولها "فإيران تشهد الآن تراجعا حادا في تصنيفاتها على المستوى الإقليمي، والذي قد يكون نتيجة للمخاوف المتزايدة من سياساتها تجاه العراق وسوريا ومنطقة الخليج العربي؛ كما هناك الفجوة الطائفية بين السنة والشيعة والتي تشهدها عدة بلدان داخل المنطقة، والتي يزعم أن السياسات الإيرانية كانت جزءا من السبب في إندلاعها." ولفتت الصحيفة إلى أنه وبعد أن كان البرنامج النووي الإيراني يحظى فيما سبق بالتأييد الإقليمي القوى من قبل الرأي العام، بات يعد محل قلق في معظم بلدان المنطقة، والتي أصبح شعوبها يطالبون المجتمع الدولي باتخاذ المزيد من الإجراءات لكبح جماح الطموح الإيراني النووي، لافتة إلى أن التحدى الإيراني بات ينظر إليه الآن باعتباره تهديد واستفزاز متزايد. وطالبت الصحيفة حكومات المنطقة بضرورة التعاطى مع المخاوف المحلية وتنسيق السياسات لكبح جماح الجماعات المتطرفة التي تغذي السخط الطائفي، وخلق أرضية خصبة يمكن أن تستغلها إيران وحلفائها، والجماعات الإرهابية الطائفية. وشددت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية على ضرورة الضغط على إسرائيل لمعالجة وحل القضية الفلسطينية والاعتراف بحق فلسطين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة على أن تجدد أعمال العنف والقمع الجماعي في فلسطين واستمرار التحيز الأمريكي لصالح إسرائيل من شأنه أن يلهب المشاعر الإقليمية ويعيد فتح الباب الذي اغلقته إيران على نفسها. وناشدت الصحيفة الولاياتالمتحدة لضرورة الإعتراف بالفوائد والمصالح التي حصلت عليها من العمل مع حلفائها في المنطقة من خلال "العمل خلف الكواليس"، مشيرة إلى أن تغيير الولاياتالمتحدة مسارها أو استئناف موقفها القتالى أو حتى إجراء تدخل عسكري أحادي الجانب ضد إيران، من شأنه أن يؤدي إلى إعادة تركيز الإهتمام في المنطقة بعيدا عن السلوكيات الإيرانية التطفلية، وقد يتحول الموقف الإقليمي مرة أخرى لصالح إيران. واختتمت الصحيفة الأمريكية قائلة "وأخيرا، ينبغي على جميع الأطراف أن تنظر في الحكمة من التهديدات العدوانية واقتراحات التدخل العسكري، وهذا ينطبق على الولاياتالمتحدة وإسرائيل وإيران، فهذه التهديدات العدوانية تسهم فقط في تفاقم حدة التوتر وتعميق الانقسامات الإقليمية، كما أنها تستخدم كوسيلة لزيادة الدعم لدول معينة دون الأخرى في جميع أنحاء المنطقة."