اقتحم عشرات المجهولون ميدان التحرير فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، مستقلين سيارة ميكروباص وأخرى نصف نقل حسب رواية المعتصمين من ناحية ميدان طلعت حرب وباب اللوق، وقاموا بإطلاق النيران وأعيرة الخرطوش بشكل عشوائي تجاه المعتصمين الذين لاذوا بالفرار خوفا من التعدي عليهم، ما أدى الى إصابتهم بحالة من الذعر وسط صراخ وهرولة، وقام المجهولين الذين اقتحموا الميدان فى بإشعال النيران فى خيام المعتصمين الموجودين بالحديقة الوسطى للميدان، وذلك بعد إلقاء زجاجات المولوتوف عليهم، كما تبادل الطرفان التراشق بالزجاجات الفارغة، مما أسفر عن إصابة 12 شخص من المعتصمين بجروح قطعية وطلقات خرطوش بينهم شخص فى حالة خطرة لإصابته بطلق خرطوش في الرقبة وتم نقل معظم المصابين الى مستشفى قصر العيني بينما تم عمل إسعافات أولية للأخرين من خلال سيارات الإسعاف التي وصلت الى التحرير فور هروب مقتحمي الميدان. وتمكن المعتصمون من السيطرة على النيران التي نشبت بخيامهم بعد إحراق عدد كبير منها بجانب متحف الثورة، كما لوحظ فض بعض المعتصمين اعتصامهم وإزالة الخيام التى كانت مواجهة لشارع قصر النيل، فى حين لجأ عدد كبير من الصبية الصغار إلى منافذ التهوية الخاصة بمحطة مترو السادات، فيما لجأ البعض الآخر منهم إلى خيام العسكريين المتقاعدين بشارع المتحف المصري. ومن جانبهم اتهم المعتصمين وزارة الداخلية وأجهزة المخابرات والدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين بمسئوليتهم عن الحادث من خلال الدفع بمجموعة من البلطجية إلى الميدان لمحاولة فضه وإخلائه من المعتصمين وإشعال النيران بالخيام لإجهاض الثورة، خصوصا بعد اقتحام الشرطة للميدان صباح أمس. وروى محمد عطيان الشهير ب"أبو الثوار" اقتحام مجهولين للميدان قائلا "فوجئنا ب200شخص اقتحموا ميدان التحرير في الثانية صباحا من باب اللوق وطلعت حرب لا يبدو علي اشكالهم انهم بلطجية، دخلوا بالسيوف والأسلحة فلم نتمكن من مقاومتهم بسبب قله اعدادنا ، حيث قاموا في البداية بإطلاق خرطوش في الهواء لإرهاب المعتصمين، ثم القوا المولوتوف علي الخيام مما ادي الي حرق معظمها، حتي انهم لم يتركوا خيمتي ولم يحترموا كبر سني، بل حاولوا هدمها واتلفوها الا ان شباب الثوار تصدوا لهم"، مضيفاً "هذه رساله تهديد من وزارة الداخلية وجماعه الاخوان المسلمين لفض ميدان التحرير، ولكننا لن نترك الميدان حتي تتحقق اهداف الثورة التي راح فى سبيلها مئات الأرواح من شباب مصر". وقال حسن الغريب، احد المعتصمين أن هناك ما يقرب من اثني عشر مصابا من معتصمي التحرير أثناء محاولتهم الهروب بجروح متنوعة ما بين خرطوش وجروح قطعية بالأسلحة البيضاء، متسائلاً لماذا تتعامل معنا الداخلية علي اننا اعداء للوطن علي الرغم من اننا لم نفعل شيء سوي التعبير عن رأينا والاعتصام داخل الميدان؟. وطالب محمود علي، احد المعتصمين بضرورة وضع حد لهذه الممارسات ،حيث أن حياتهم كل يوم معرضة للخطر من خلال اقتحام الداخلية للميدان أو بلطجية ومجهولين دون ان يتصدى لهم احد ،مؤكدا أنهم مستمرون في الاعتصام ولن يتركوا الميدان وسيقومون بنصب الخيام من جديد وغلق الميدان مرة أخرى. في حين اتهم إسلام خالد أجهزة المخابرات بأنها وراء اقتحام الميدان، مؤكدا أن هناك سيارة "جيب" دخلت الى الميدان حوالى 4 مرات وطافت فيه، وبمحاولة استيقافها فر السائق مسرعا وكان على زجاج السيارة من الخلف "نسر الجيش"، وبعدها تم اقتحام الميدان.