أماكن ثقافية بالقاهرة كانت يوما صرحا ثقافيا ضخما احتضنت كتابا وشعراء عظام، تراجع دورها الثقافى اليوم وفقدت بريقها، من هذه الأماكن اتحاد كتاب مصر الذى تم بناؤه عام 1975م تحت إشراف يوسف السباعى، وزير الثقافة آنذاك، المكان الذى كنت تدخله تشعر بعظمة الثقافة المصرية، عندما ترى صور أدباءنا العظام معلقة على جدرانها، اليوم تهاوى دوره، وأصبح مجرد مبنى تقام فيه الندوات الأدبية على استحياء، يتنافس على مقاعد مجلس إدارته الأعضاء دون أن يقدموا شيئاً جديدا للثقافة، ففى 29 مارس الجارى يتنافس 69 مرشحا على مقاعد مجلس الإدارة، عبر انتخابات لا تختلف كثيرا عن الانتخابات السياسية بما تحمله من وعود كاذبة، وتربيطات.. فصفحة الاتحاد على موقع «فيس بوك» التى كانت مهملة من قبل الأعضاء، أصبحت فجأة مجالا لنقاش مشاكل الاتحاد من قبل الأعضاء المرشحين، وعرض أفكارهم لتطوير الاتحاد، واستيائهم من الواقع الثقافى المذرى، على الجانب الآخر التفت بعض الكتاب إلى هذه الحيلة الخبيثة، ولم يتأثروا بها، ونددوا بموقف هؤلاء الذين أسكت الله حسهم طول الفترة الماضية لينطقوا ويهتموا بالثقافة فقط فترة الانتخابات. انتخابات عاقر الشاعر فريد أبوسعدة يقول: انتخابات الاتحاد كالانتخابات التى يخوضها الإخوان المسلمون، يطمعون الناس بالوعود، «وكلام لا يجيب ولا يودى»، حتى يؤثروا فى الكتلة العمياء، لكن الناصحين عارفين الموضوع وما فيه، والمريب فى الأمر أن انتخابات الاتحاد تتم بالتربيطات، والمجاملات والتآمر. وقال الشاعر أشرف حجازى: هناك بعض الكتاب يدخلون الانتخابات من أجل الشو الإعلامى، ولا يهمهم الزملاء ولايهمهم الاتحاد، ِشلة المنتفعين التى تسيطر على جميع المناصب القيادية فى كل ما يتعلق بالثقافة فى مصر وعلى رأسها اتحاد كُتّاب مصر ستحصد غالبية مقاعد مجلس الإدارة المتنافس عليها فى الانتخابات المقبلة بفضل قاعدة الفساد التى عملت على توسيعها على مدى عشرين عاما. ويضيف الشاعر عبده الريس: فجأة ألاقى حد اكتشف إنه ممكن يترشح للاتحاد ومن هنا بدأ يكثف بوستاته على الفيس ويتصل بالناس ويناقش قضايا الاتحاد كما ينبغى لمحنك.. طيب هو كان فين قبل كده؟ الروائى الشاعر السيد الخميسى: عندنا الانتخابات مهزلة، نادرا ما تفرز الأفضل، أتابع حوارات المرشحين لمجلس إدارة اتحاد الكتاب المصرى، كوميديا سوداء، قليل منهم من هو جدير بعضوية مجلس الإدارة، كثير منهم يتشقلب مثل البهلوان من أجل صوت هو غير جدير به. القاص الروائى أدهم عبودى: مع قرب انتخابات اتحاد كتاب مصر الموقر.. يصبح الجميع- أقصد المرشحين- شهداء للقلم ومتفانين فى خدمة الأدباء وغير الأدباء.. وكلهم يتشدّقون بالشعارات البرّاقة الجميلة الملهمة.. وينكرون وجودهم فى قوائم بعينها منعا للإحراج أو اللبس.. رغم أن التليفونات الخاصة جدا توحى بغير ذلك.. ما علينا.. المهم.. نفسى أسأل سؤال.. أولا: أين كان هؤلاء طيلة الفترة الماضية؟ ثانيا: يعنى لابد أكون عضوا فى اتحاد الكتاب لكى يخاطبنى الأدباء ويهاتفوننى حرصا على صوتى؟ دعاية مبتذلة أثار بعض الكتاب المرشحين لعضوية مجلس إدارة الاتحاد مشكلة حول فوز القاص رفقى بدوى بجائزة التميز منذ أيام، وجاء اعتراض البعض على كونه من حزب الحرية والعدالة، واعترض أخرون كون إبداعه لا يرقى لمنحة الجائزة، وأصدر الكاتب سعيد عبدالمقصود بيانا قال فيه:« نرفض إهدار قدر الاتحاد فى منح جائزة التميز لمن لا يستحقها ونراها تزييفا للواقع الذى يضع فى دائرة الاستحقاق عددا كبيرا من الكتاب لدرجة صعوبة الحصر»، وطالب البيان بالتحقيق فى حيثيات منح الجائزة ومحاسبة المسئول عن إقرارها، ووقع على البيان الشاعر صلاح الراوى، رانيا النشار، أشرف حجازى، أحمد محمد على، رفعت المرصفى، صابرين الصباغ، محمد جراح، والشاعر أحمد سراج الذى قال أن إعطاء رفقى بدوى جائزة التميز يمثل سُبة فى جبين كتاب مصر. هذا ويقول الكاتب مأمون الحجاجى: أتعجب من الأصوات المطالبة بسحب الجائزة من رفقى بدوى، وتفتيشهم الآن عن دفاتره القديمة، هنا أتساءل لماذا سكت سابقا كل من يتحدث الآن، فلولا الدواعى الانتخابية لما تكلم أحد. ومن الجانب الآخر يقول القاص رفقى بدوى- الحاصل على الجائزة: مهاجمتى بهذه الطريقة نوع من الدعاية الانتخابية، ومحاولة لتقليل رصيدى لأننى سأخوض الانتخابات، ومايفعله الزملاء لا يليق بهم كمثقفين وكتاب، وأتعجب من أنهم يقولون إننى لا أستحق الجائزة ودكتور شاكر عبدالحميد أعد رسالة الماجستير الخاصة به عن 19 قاصا كنت واحدا منهم، غير أن المجلس القومى للترجمة نشر كتابا أدبيا جاءت مقدمته المكونة من 30 صفحة تتحدث عنى، وعن نجيب محفوظ، وصبرى موسى؛ وفى النهاية أنا لست معنيا بالجائزة، ولم أكن أعرف بترشيحى لها، لكن هكذا جاء تصويت أعضاء مجلس الإدارة. كتاب من خارج الاتحاد الشاعر شعبان يوسف: هاجمت الاتحاد كثيرا فى صفحات كاملة، فعند نشأته كان ذلك مطلب الكُتاب، وكان له صبغة حكومية، لكنه على مدى تاريخه لم يقدم فوائد ذات جدوى، وتتلخص فائدته فى الاستفادة النقابية المادية، وتُحمل نصف مصاريف العلاج للكُتاب المرضى، لكن هذه الأخيرة ليس دائما معمولا بها، لأننا رأينا أدباء كثيرين يموتون مرضا، والاتحاد وقف يتفرج عليهم. ويضيف قائلا: هذا غير أنه فى المواقف الوطنية نرى الاتحاد آخر المستيقظين، كذلك إصداراته برغم تعددها لكنها ضعيفة جدا، كذلك يهيمن على الجوائز فكرة المجاملات، والشللية. ولن ينصلح حال الاتحاد إلا إذا تخلص تماما من هيمنة الحكومة، وأن يطرح أعضاءه برامج إيجابية حقيقية، وأخشى أن تكون نجاحات الإدارة ليس لها علاقة بالبرامج بل بالتربيطات. الشاعر أحمد عبدالجواد: جميع مؤسسات الدولة مغلقة على نفسها، ولا تقدم ثقافة حقيقية، وبشكل عام لا يعجبنى أداء وزارة الثقافة وما يحدث بها، لذلك اخترت أن أكون بعيدا عنها، لذلك قمت أنا وأصدقائى بإنشاء جماعة أدبية تقدم ثقافة حقيقية، وقريبة من الشارع.