أُثيرت حالة من الجدل خلال الساعات الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي والشاشات الصغيرة، على خلفية تصريحات الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي وعميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر سابقًا، بشأن واقعة مقتل "نيرة أشرف"، المعروفة إعلاميًا ب"فتاة المنصورة". ألبسي شوال و قفة بس عيشي وكان الدكتور مبروك نشر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقطع فيديو تعليقًا على واقعة ذبح فتاة المنصورة أمام بوابة جامعة المنصورة قبل دخولها إلى الجامعة لأداء الامتحان الإثنين الماضي. ودعا "عطية" المرأة إلى أن تتحجب وتستر جسدها تنفيذًا لتعاليم الدين الإسلامي، حتى تتجنب أذى النفوس المريضة لبعض الأشخاص. وقال موجهًا حديثه للمرأة : "عاوزة تحافظي على نفسك اخرجي من البيت في شوال، قفة ومقطف، بس تعيشي وتذكري ربنا ومحدش يقتلك أو يأذيكي". هجوم حاد على مبروك عطية وبلاغ ضده للنائب العام وأعرب عدد من الإعلاميين والمسؤولين عن حقوق المرأة، عن استنكارهم الشديد لتصريحات مبروك عطية. وتقدم المجلس القومي للمرأة ببلاغ للنائب العام ضد "عطية"، مُؤكدًا أن تلك التصريحات لا ينبغي أن تصدر من رجل دين. وقالت الدكتور مايا مرسي، رئيس المجلس، في بيانها الصادر اليوم الأربعاء، إن "ما قيل هو تحقير للمرأة وتحريض على العنف والقتل ضدها، وهى جريمة يعاقب عليها القانون"، مشددةً على أن المجلس لن يتهاون في تلك التصريحات، وسيتم تقديم بلاغ للنائب العام اليوم لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك. مبروك عطية يرد على الهجوم ضده وفي تعقيبه على الهجوم ضده، نشر الداعية الإسلامي مقطعي فيديو آخرين عبر صفحته على فيسبوك، وقال إنه سمع الدكتورة مايا مرسي وهي تقول إنها خصيمته أمام الله يوم القيامة. وتابع موجهًا حديثه إليها: "هتختصمي عند ربنا تقوليلي ايه؟! أحد علماء الأزهر قال المرأة لابد أن تتحجب ولا يبرر جريمة!.. انتي مفهمتيش صح، ولبا توضيح أرجوكي تراجعيه". واستكمل: "أنا مجيبتش سيرة البنت، واتكلمت في العموم.. لماذا نعظم القرآن الكريم ولا نعظم تفاصيله؟!"، واستشهد ببعض آيات القرآن الكريم التي تدعو المرأة إلى ارتجاء الحجاب حفاظًا على نفسها، ومنها: " "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"، و "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ". وأشار إلى أن الله قال في كتابه أيضًا: (وخذوا حذركم)، موضحًا أن الحذر هنا يجب أن يكون في جميع الأوقات، سواء في الحرب أو السلم، وكذلك الحذر من الجوع في أيام الشبع، والحذر في أيام القوة والاحتفاظ بها للمشيب. وشدد على ضرورة الإيمان بالجزئيات الموجودة في القرآن الكريم واحترامها، والسمع والطاعة لأوامر الله. رد قاس من مبروك عطية على محمد الباز كما رد الدكتور مبروك عطية، على هجوم الدكتور محمد الباز، الإعلامي ومقدم برنامج "أخر النهار"، ضده. وقال "عطية": "محمد بيه الباز بيقول أنا احترت في الدكتور مبروك عطية.. ليه ياروح أمك احترت ليه، شوفته فجر! ولا كفر!، كل دا عشان قال لتقليل نسبة الجريمة اخرجي شوال في قفة ومقطف عشان تعيشي وتذكري ربنا!". وأكد أن ما حدث لفتاة المنصورة جريمة منكرة وبشعة، متمنينًا وجود قاضٍ عادل يقتص ممن قتلها، مُؤكدًا أن عدم الحجاب ليس مبررًا للقتل، وإنما كلامه كان يتضمن أن الحجاب وقاية للمرأة، ويقلل نسبة الحوادث. واستطرد: "لو الحجاب حرية شخصية فاختاري تمشي بما يصف ويشف في بيئة ريقها بيجري وممعهاش تتجوز.. ينبغي معرفة البيئة قبل الخروج إليها". وشدد على أن الأزهر الشريف من أول الإمام الأكبر إلى أصغر عالم به على مبدأ نبوي بأن جميع بدن الحرة عورة ما عدا وجهها وكفيها، مُؤكدًا على أن الله أمر الرجال بغض الأبصار، وأمر النساء بالستر". وأضاف: "المجرم وقليل الأدب هيبص للمنتقبة وللمحجبة والمخمرة، ولو قاتل هيقتل برضو المنتقبة، وأنا قولت الكلام دا، كلامي مبيتغيرش، الدين دين المعادلة، رجل مأمور بغض البصر وامرأة مأمورة بغض البصر والستر، فأقام ربنا معادلة في ذلك، حتى تقل نسبة الفواحش والفواجع والأذى، مقولتش إن الشر هينتهي والجريمة هتختفي".
