يعد الرحم من أهم أعضاء جسم المرأة لأنه الوعاء الذى يحمل جنينها ويحقق لها حلم الأمومة، ولكن فى بعض الظروف والأحوال الخاصة جداً يضطر الأطباء إلى استئصال الرحم.. وبالطبع تتعرض السيدة لاضطرابات نفسية حادة جراء هذه العملية التى تنتقص من أنوثتها.. حول أسباب وطرق استئصال الرحم وتأثيره جسدياً ومعنوياً على المرأة، وكذلك تأثيره على العلاقة الخاصة بينها وبين زوجها، تحدثت «الموجز» مع عدد من أساتذة أمراض النساء والتوليد فى هذا الموضوع . بداية يقول الدكتور جلال البطوطى أمراض النساء والتوليد والعقم وزميل جمعية الجراحين الدولية: مشاكل الرحم بالنسبة لأية أمرأة تكون نادرة جداً فى مرحلة الشباب، ولا تبدأ فى الظهور إلا عند التعرض لحادث أو خطأ طبى أثناء جراحة معينة، أما المشاكل الخطيرة فتزداد فرص حدوثها بعد انقطاع الطمث ودخول السيدة فى مرحلة سن اليأس بعد ال 42 عاماً تقرىباً، وأهم أسباب استئصال الرحم حدوث انفجار أثناء عملية الولادة، وهذا الأمر قد يحدث عند إعطاء السيدة حقن الطلق الصناعى التى تزيد من انقباضات الرحم، أيضاً يلجأ الأطباء إلى هذه الجراحة عند وجود أورام ليفية كبيرة داخل تجويف الرحم، ولا يمكن استئصالها، وقد تكون هذه الأورام سرطانية وفى هذه الحالة يفضل الاطباء استئصال الرحم كاملاً تجنباً لانتشار المرض الى اجزاء أخرى من الجسم، وهناك سبب آخر مهم هو وجود بعض الزوائد التى تتسبب فى حدوث نزيف مستمر حتى بعد انقطاع الدورة الشهرية. ويضيف الدكتور البطوطى أن عملية استئصال الرحم وما به من أورام كانت تتم عن طريق فتح البطن فى جراحة كبيرة، أو عن طريق المهبل إذا كان الرحم ساقطاً بسبب كثرة الولادات، أما الان ومع التقدم الطبى والتقنى فيمكن إجراء هذه العملية عن طريق منظار البطن الجراحى، أو منظار الرحم، وينصح د. جلال البطوطى جميع السيدات بعد سن ال 45 عاماً باجراء مسحة لعنق الرحم بشكل دورى حتى يتم اكتشاف ما هو غير طبيعى وبالتالى التدخل السريع قبل تفاقم المشكلة. أما الدكتور مصطفى نيازى استشارى أمراض النساء والتوليد فيشير إلى أن استئصال الرحم يأتى كحل أخير فى بعض الحالات مثل انتشار الأورام السرطانية أو الليفية الضخمة، وهناك نوعان من استئصال الرحم.. الأول الكامل وفيه يتم استئصال الرحم من المبيضين وقناتى فالوب وعنق الرحم، وفى هذه الحالة يتعرض جسم السيدة لبعض الاضطرابات الهرمونية، كما تعانى من حالة نفسية سيئة للغاية، لأنها فقدت أهم ركائز ومقومات الأنوثة، وهذه الحالة تزيد من مشاكلها أثناء ممارسة العلاقة الزوجىة وعادة ما تكون تلك الممارسات غير مرضية لها، أما النوع الثانى فهو الاستئصال الجزئى وإزالة الرحم فقط مع ترك المبيضين وعنق الرحم، وهذا النوع يتيح للمرأة ممارسة العلاقة الزوجية بشكل طبيعى كما أن وجود المبيضين يحدث نوعاً من التوازن الهرمونى فى الجسم، ويشترط فى حالة الاستئصال الجزئى للرحم، إجراء مسحة سنوياً لعنق الرحم لأن هذا المكان من الممكن أن تظهر فىه بعض البؤر السرطانية، ويضيف د. نيازى أنه فى حالة استئصال الرحم لسيدة شابه لم تصل لسن اليأس نترك المبيضين حتى لا تحدث لها مضاعفات مثل سخونة الجسم وارتفاع ضغط الدم، وحتى يتم تعويض هرمونات الأنوثة مثل «الاستروجين» تأخذ السيدة بديلات الهرمونات وهذه تساعد على إقامة علاقة زوجية صحيحة، وتحمى من هشاشة العظام التى عادة ما تصاحب عملية استئصال الرحم، وبصفة عامة فإن هذه الجراحة عادية جداً مثل أية جراحة أخرى خاصة إذا تمت بعد سن الإنجاب..