تصدر اليوم اسم الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس، مؤشرات موقع جوجل للكلمات الأكثر تداولًا، رغم رحيله عن دنيانا منذ أكثر من 15 عامًا، حيث رحل عام 2006 بعد صراع مع أمراض الشيخوخة، ويعد فؤاد المهندس صاحب لقب "الأستاذ"، الفنان والكوميديان الكبير الراحل صاحب أشهر القفشات في تاريخ السينما والمسرح. امتلك الأستاذ روح رشيقة وخفيفة جعلته يتسلل إلى قلوب من حوله بخفة وود لم يستطع أحد أن ينافسه بها، طوال حياته في الأفلام والمسرحيات التي قدمها، حيث أظهر كوميديا في الأفلام جعلته يخلق لنفسه مدرسة خاصة، لا ينافسه أحد فيها. ولد “فؤاد زكي المهندس” يوم 6 سبتمبر من عام 1924م في منطقة العباسية بالقاهرة، وترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما “صفية ودرية” والشقيق الرابع هو “سامي المهندس”، والده هو الدكتور “زكي المهندس” العالم اللغوي الكبير ولذلك كان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التي أتقنها من خلال أبيه الذي كان صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية، حيث ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر الذي ميزه في مشواره الفني. التحق “المهندس” بكلية التجارة وانضم إلي فريق التمثيل بالجامعة وقد شاهد الفنان الراحل “نجيب الريحاني” وأعجب به في مسرحية “الدنيا على كف عفريت” فأنضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيراً وبعد وفاته انضم لفرقة “ساعة لقلبك” وكانت بدايته مع التمثيل. “المهندس” قدم دور البطولة السينمائية عام 1954م في أول أفلامه “بنت الجيران” لمحمود ذو الفقار، إلا أنه عاد إلى الأدوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات حيث كان يؤدي مساعدًا في أفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية. كان الفنان فؤاد المهندس يعشق النساء ولا يحرج من إبداء اعجابه بأي فتاة جميلة وله سياسة في أن جمال الفتاة يبدأ من كعب حذائها، وفي حياته حكايات مع النساء ومنهم زوجته الفنانة شويكار والتي بدأ عمله معها حينما رشحها الفنان عبد المنعم مدبولي، للقيام بدور البطولة أمامه في مسرحية "السكرتير الفني"، إلا أن فؤاد المهندس رفضها، بسبب مظهرها وطريقتها التي اعترض عليها، وبعد تلك المسرحية بدأت تنمو مشاعر الحب بينهما وعلى خشبة المسرح في أحد مشاهد مسرحية "أنا وهو وهي" فاجأها بطلب الزواج منها، قائلا لها "تتجوزيني يا بسكويتة؟"، لتعلن موافقتها سريعًا. لم يكن طلب زواجها أمرًا عاديًا، فبعد انتهاء الثنائي من المشهد الأخير من فيلم "هارب من الزواج" الذي كان أحد مشاهده زفافهما، أعلن الفنان لها أثناء التمثيل "مش يلا بقي نتجوز" لترد "يلا"، وقررا أن يتزوجا في الليلة نفسها، وبالفعل ذهبا وهما بملابس الفيلم إلى المأذون لعقد قرانهما، إلا أنهما انفصلا بعد فترة ثم عادا مرة أخرى وانفصلا للأبد للمرة الثانية. روى محمد، نجل الفنان فؤاد المهندس، أن والده كان معجب إعجابًا شديدًا بالفنانة اللبنانية نانسي عجرم، تحديدًا حين كانت مطربة صاعدة، بعد إصدارها أغنية "آه ونص"، مؤكدًا أن والده كان يرغب في الزواج منها. وقال محمد أيضا، أن والده كان مغرمًا بالفنانة صباح، التي تُلقب بالشحرورة، لكنه ظلّ معجبًا بها من بعيد لبعيد، لم يحادثها أو يصارحها بحبه، لتصبح صباح في حياة ملك الكوميديا عبارة عن حب من طرف واحد فقط، وأحب الفنانة سميحة توفيق وطلب منها الزواج ولكنها رفضت، مشيرًا إلى أنه كان يحب نانسي عجرم وكان يقول له أنه يتمنى أن يتزوجها. المهندس كان له تكريمًا خاصًا عن كل الفنانين حيث أنه كُرم بالمشاركة في غُسل الكعبة، مع شقيقته صفية المهندس عام 1972، وصلى بداخلها وذلك أثناء الاستعداد لموسم الحج، وذلك وفقًا لحديث سابق له. وتوفي الفنان الكبير “فؤاد المهندس” يوم 16 سبتمبر من عام 2006م عن عمر يناهز 82 عامًا، وذلك بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة وتعرضه لحالة من الاكتئاب الشديد عقب تعرض منزله الذي كان يقيم لحريق أتى على محتويات غرفته الخاصة وزادت حدة الاكتئاب بعد رحيل صديق عمره الفنان “عبد المنعم مدبولي".
