لم يكن يتخيل سمير البسيوني الذي ترك مدينة الإسكندرية وهو ابن 15 عاما بعد إتمام شهادة الإعدادية ليسافر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية أن يصبح عمدة ل(واشنطن تاون) التابعة لمقاطعة وارين بولاية نيو جيرسي، خاصة أنه عمل منذ أن وصل لأمريكا بائعا للصحف ثم طباخا في المطاعم ثم افتتح مطعما صغيرا ولكن الأمل والطموح دفعه لاستكمال تعليمه في مجال السياحة والفنادق فصار مطعمه شهيرا يتردد عليه الآلاف من مختلف الجنسيات. تخرج سمير البسيوني في معهد الطبخ الأمريكية في عام 1989 ووظفه المعهد لخدمة زمالة كأستاذ مساعد. أدي حبه لصناعة الضيافة وروحه الريادية إلي فتح متجره الأول، جورميه الأخوات، ومطعم ثلاث نجوم ونصف، في عام 1992 وقد أشاد النقاد بالأطعمة والأغذية بأن مطعمه واحد من أفضل المطاعم في ولاية نيو جيرسي وفي عام 2002 حصل البسيوني علي جائزة نجاح المشاريع من قبل غرفة التجارة الإقليمية بمقاطعة وارن. أنشأ البسيوني العديد من الشركات، بما في ذلك مطعم (الأوقات الجيدة)، وحاليا رئيس (الشركاء وول ستريت) وشركة الاستثمار العقاري. في عام 2003، انتخب البسيوني إلي مجلس الإدارة التجارية بالدائرة الإقليمية بمقاطعة وارن، في عام 2006 انتخب عضوا في الهيئة الحاكمة واشنطن بلدة، ثم رشح نفسه لمنصب العمدة ورغم أن المدينة لا يوجد بها سوي عربي واحد إلا أن كل الأمريكيين بالمدينة انتخبوه لعامين متتاليين، ولكن العمدة في أمريكا ليس كمثله في مصر ففي أمريكا العمدة هو المسئول عن التأمين الصحي والتعليم والمدارس ويخضع لإمرته الشرطة والمطافئ وهو المسئول عن جمع الضرائب وكل الخدمات الأخري دون العودة إلي وزارة أو هيئة أو الاتكال علي المركزية، ولكنه في نفس الوقت يخضع لرقابة صارمة من الولاية التابع لها بخصوص ما يجمعه وما ينفقه من أموال في مدينته والراتب الذي يتقاضاه العمدة هو أجر رمزي ويصل إلي 3200 دولار ولأنه أجر ضئيل فيعمل سمير البيسوني في وظيفة أخري فهو يعمل في العلاقات العامة بإحدي جامعات ولاية نيوجيرسي حيث يقوم بالإشراف علي النشاطات المختلفة في الجامعة وجمع التبرعات والحفلات، ويحاول بقدر الإمكان ألا يؤثر عمله علي الوقت المخصص لإدارة شئون المدينة ومتابعة كل ما يتعلق بها، وبعد انتهاء مدته لن يرشح سمير نفسه للمرة الثالثة كعمدة "واشنطن تاون" وسيكتفي بما قدمه خلال العامين الماضيين وما نجح فيه وما كسبه من ثقة أهل المدينة الذين تربطه بهم علاقات قوية من الود والحب والاحترام الذي ناله لما حققه من نجاح حيث وفر للمدينة 5 ملايين دولار من خلال شراء المعاش الخاص ببعض الضباط حيث أعطاهم قيمة معاشهم، وطلب منهم أن يتركوا الخدمة حيث يتقاضون رواتب كبيرة والمدينة صغيرة ولا تحتاج إلي أعداد كبيرة من الشرطة ، وخاصة أن كل مدينة مسئولة عن رواتب الشرطة الخاصة بها وبهذه الطريقة وفر العمدة البسيوني مبالغ كبيرة تصل ل5 ملايين دولار , كما أنه وبالاتفاق مع مدن أخري قام بإدخال 4 مدن في محكمة واحدة بدلا من أن تكون لكل مدينة محكمة وبهذه الطريقة وفر 700 ألف دولار كما أنه خفضت الضرائب إلي 15 % بدلا من 20%والعمدة سمير بسيوني يعرض خدماته علي مصر للاستفادة منها فهو يمتلك الكثير من الخبرات في مجالات التنمية البشرية والبناء والإسكان والصحة والتعليم وتطوير المرافق وتوفير النفقات ويري أن البيروقراطية التي تعيشها كل محافظة في مصر هي سبب كل المشاكل لأنها تقف أمام أي مشروع يحقق خدمات لأبناء المحافظة أو المدينة كما أن العمدة سمير يري أن مصر وشبابها يمتلكون الحماس والقوة والطموح للارتقاء بالبلد، ولكنهم فقط يحتاجون لإدارة جيدة، وبعدها سينطلقون لآفاق لا يسبقها إليها أحد.