تميز الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم بأسلوبه الراقي، وملامحه الغربية، وصوته الحساس، وأدائه المتميز، وأدواره التي لم تنحصر فقط في الأدوار الأرستقراطية التي تلاءم هيئته، لكنه تألق في الجلباب الصعيدي خلال مسلسل "الضوء الشارد"، ويقنعك أكثر عندما يتقمص شخصية المناضل في "ليالي الحلمية". ولد ممدوح محمود عبد العليم في 10 نوفمبر 1956، وبدأ شغفه بالفن منذ طفولته وكون مع أخوته وأصدقائه فرقة فنية للغناء أطلق عليها "الكتاكيت"، ثم التحق بالفرقة القومية للفنون الشعبية، ومن هنا دخل مجال التمثيل. دخل عالم الفن وهو طفل في برامج الأطفال بالإذاعة والتليفزيون، حيث قدمه المخرج نور الدمرداش وهو طفل صغير في مسلسل "الجنة العذراء" مع الفنانة كريمة مختار. اقرأ أيضاً * "بطل من ورق" .. حكايات في حياة ممدوح عبد العليم * بشري تستعيد ذكرياتها مع كريمة مختار بهذه الصورة * فريال يوسف تنعى كريمة مختار على إنستجرام * ماجد المصرى ينعى كريمة مختار: أغلى الحبايب * مى القاضى تنعى كريمة مختار على إنستجرام * بالصورة..ريم مصطفى تنعى كريمة مختار * دلال عبد العزيز تنعى كريمة مختار وتعلق: وداعاً ماما نونة * يسرا اللوزي تنعي الراحلة كريمة مختار * درة ناعية كريمة مختار: "هتوحشينا يا ماما نونة" * بوسي تنعي كريمة مختار بهذه الكلمات * زينة تنعى كريمة مختار على انستجرام * علي ربيع ناعيآ كريمة مختار: "رحلت أم السينما المصرية" وكان عبدالعليم طالبا متفوقا وحصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، ولكنه عاد إلى شغفه الأول وهو التمثيل، واحترفه منذ مطلع الثمانينيات، وعاد مرة أخرى مع الفنانة كريمة مختار في مسلسل "أصيلة"، وبعدها قدم فيلم "العذراء والشعر الأبيض" مع محمود عبد العزيز ونبيلة عبيد، وحصل على جائزة عن الفيلم، ليلفت بعدها أنظار المخرجين إليه وتوالت أعماله الفنية. يمتلك ممدوح عبد العليم مجموعة من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، وظهر مع كبار نجوم الثمانينات والتسعينات مثل دوره المميز في" البريء" مع أحمد زكي، ودور الضابط الذي يتعاطف مع المجرم، في رائعة عاطف الطيب "كتيبة الإعدام" مع الراحلين نور الشريف ومعالي زايد، وفيلم سوبر ماركت مع النجمة نجلاء فتحي. وفي عام 1988 قدم ممدوح عبد العليم فيلمه الشهير "بطل من ورق" في أول بطولة مطلقة له مع المخرج نادر جلال، وحقق نجاحًا كبيرًا من خلال شخصية "رامي قشوع"، وشاركت في بطولة الفيلم آثار الحكيم وأحمد بدير، ولم يكن ممدوح مرشحًا له من الأساس، حيث عُرض الفيلم على عادل إمام لكنه رفضه، وعُرض الدور على أحمد زكي لكنه رفض الدور لأنه لا يريد أن يقدم فيلمًا كوميديا في هذا الوقت، ليذهب الدور إلى ممدوح عبد العليم الذي قدم فيلم من أفضل أفلام السينما المصرية. أما في عام 1991 فقدم ممدوح فيلم "سمع هس" في تجربة سينمائية مختلفة من خلال شخصية "حمص" الفنان المغمور، وقام بالغناء و الاستعراض خلال الفيلم، وشاركته ليلى علوي البطولة، كما شارك في إنتاجه أيضا. ورغم تميزه السينمائي لكن ممدوح عبد العليم كان بطل تلفزيوني بنجاح ساحق لا يستطيع أحد أن ينسى الروائع التي قدمها مثل "ليالي الحلمية، والضوء الشارد، والحب وأشياء أخرى والطارق، عن قصة حياة طارق بن زياد، والكومي"، وأخر أعماله "السيدة الأولى" مع النجمة غادة عبد الرازق، وصرح من قبل أن أحب الشخصيات إلى قلبه هو "علي البدري" لأنه سمح له أن ينتمي لعالم الستينات الذي يعشقه. وفي أحد البرنامج أجهش الفنان ممدوح عبد العليم بالبكاء، حيث قال عن سبب اختفائه عن التمثيل: "مصر كانت موجوعة وصعب إني أمثل وهي موجوعة، مقدرش أمثل ومصر حالها كدا، أنا زيي زي ناس كتير أكيد بتحب مصر، وكان بيصعب عليا إني افتح التلفزيون وألاقي مصر كدا". في عام 2014، وخلال لقاء تلفزيوني له، صرح ممدوح عبد العليم :"أنا سيساوي ومن مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأحب تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأحبه كشخص لكنه لا يصلح أن يحكم مصر في الوقت الحالي"، وقال إنه لم يكره الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لأنه لديه إيجابيات مثلما لديه سلبيات. وأضاف :"كلنا كنا سيئين في عصر مبارك"، منوهًا بأنه ليس ضد محاكمته ولكنه ضد إهانته، وأوضح عبدالعليم، أنه لم يشارك في ثورة 25 يناير ولا ينتمي إلى أي حزب سياسي، وعن تجسيده لدور رئيس جمهورية في "السيدة الأولى" قال الفنان الراحل :"معرفش أعمل دور جمال عبدالناصر لأني بحبه بزيادة، ومعرفش أعمل دور محمد أنور السادات لأني بكرهه بزيادة "، وتابع :"السادات هو السبب في المشاكل التي تعيشها مصر حتى الآن ومبارك صار على نهجه، كما أن السادات انقلب على نهج عبدالناصر". وقال الفنان ممدوح عبد العليم إنه تعرف على زوجته الإعلامية شافكي المنيري في لندن أثناء تصوير الجزء الخامس من مسلسل "ليالي الحليمة"، بعد أن تواصلت معه ليكون ضيفها في حلقة آنذاك تصور في لندن، وسافر ممدوح وقابلها وبدأت قصة الحب التي استمرت حتى وفاته، وأثمرت عن ابنته الوحيدة "هنا". وتوفي ممدوح عبدالعليم مساء يوم 5 يناير 2016، بعدما تعرض لأزمة قلبية مفاجئة، ورحل عن عالمنا بهدوء رغم الفاجعة التي تركها خبر وفاته المفاجئ.
